في رسالة أشبه ما تكون ببرآءة للذمة وجه الدكتور مختار الدميني عميد كلية طب الأسنان بجامعة إب المستقيل مؤخرا تحدث فيها بلغة مسئولة موجها خطابه لأبنائه الطلبة أولا ثم للرأي العام وذلك لتوضيح بعض من ما خفي من اشكاليات سابقة ولاحقة أدت إلى تقديمه استقالته والتي لاقت رفضا كبيرا من طلبة الكلية في سابقة نادرة.

وأبان الدميني في رسالته التي يعيد " مندب برس" نشرها مرفقة بالأدلة وصور للمستندات أبان العميد المستقيل برسالته بعضا من الظروف والملابسات التي سبقت ورافقت استقالته متمنيا أن تقوم قيادة الجامعة والكلية بمسئولياتها تجاه الطلبة وتسارع بحل تلك الاشكالات حتى لا تتضاعف.
وتسأل الدميني عن المستفيد من عرقلة واعاقة العملية التعليمية بالكلية التي سيتضرر جراءها الجميع وليس الطلبة وحدهم بل الوطن برمته - حد وصفه-.
الدميني الذي عرف بحزمه وصراحته وشجاعته وإقدامه - حسب وصف الطلبة وكثير من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة - وضع النقاط على الحروف في الرسالة التي جاءت كما هو واضح من صياغتها كاستجابة لمطالب والحاحات الكثيرين ليتعرفوا على بعض مسببات استقالته التي رفضها الطلبة وخرجوا بمسيرة ووقفة احتجاجية إلى رئاسة الجامعة رغم الظروف الأمنية والسياسية التي تعيشها المحافظة والوطن عموما وهتفوا مطالبين ببقائه لما لمسوه في عهده من انجازات وتحسن كبير في أداء الكلية.
ومن خلال الرسالة فإن الكثير من الحقائق والأرقام ما تزال لدى العميد المستقيل الذي التزم الصمت لفترة ولم يفصح عن الكثير بعد.

نترككم مع الرسالة كما وردت:

حقيقة ما يحدث في كلية طب الأسنان بجامعة إب.

يتساءل الكثيرون عن حقيقة ما يحدث في كلية طب الأسنان من شكاوى للطلبة وخروج تلك الشكاوى إلى خارج العمادة والجامعة وأصبحت متداولة في مجالس المشايخ والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة.

وكوني عميد سابق ومطلع على جميع تفاصيل المشكلة التي اتخذ قرارها أثناء فترة عمادتي أحب أن أوضح ذلك بكل صدق وشفافية حتى تتضح الصورة لأصحاب الشأن ولكل من يسعى لإيجاد حل لمشكلة أبنائنا الطلاب ، وكذلك تتضح لمن أصبح يخوض ويكتب بالموضوع بغير دراية.

أولا:
كانت الكلية متأخرة عن التقويم الجامعي لكافة المستويات عام جامعي كامل . كما أنه تم تأجيل دراسة المستوى الأول عام دراسي كامل بسبب التأخير في التقويم الجامعي .
ولهذا التأخير أسباب كثيرة تشترك فيها الكلية وعمادة شئون الطلاب ورئاسة الجامعة بعد ذلك.
قامت قيادة الجامعة بتكليفي بعمل خطة شاملة ومتكاملة للخروج من هذا المأزق وانتشال الكلية مما هي عليه لاستئناف الدراسة بعد توقفها بسبب الأحداث.
عملنا جميعا - كافة منتسبي الكلية دون استثناء - على وضع خطة قابلة للتحقيق بهدف نبيل وسامي هو إعادة الروح للكلية والتغلب على أوضاع الكلية بسبب اوضاع البلاد بشكل عام ( أزمات وحرب واقتتال) ، وتم وضع الخطة وعرضت على معظم أعضاء هيئة التدريس بالكلية الذين لديهم إحساس بالمسؤولية وتم مناقشتها وتعديلها وإقرارها وتضمنت الخطة آلية جديدة لنظام الدراسة في الكلية ووضحنا فيها طريقة التقييم ووضع الدرجات وتحديد درجة النجاح والرسوب، علما بأنه تم عقد عدد من الاجتماعات مع مندوبي المستويات والطلبة المهتمين بشئون الكلية. وناقشنا معهم معظم نقاط تلك الخطة والتي تصب في مصلحة الكلية والطلبة وكذلك الجامعة، في ظل الظروف الصعبة التي تحيط بنا وبالوطن الغالي.
ثم رفعت الخطة إلى قيادة الجامعة آنذاك وتم عرضها على مجلس الجامعة بتاريخ 1 -7-2014
وتم إقرارها من قبل مجلس الجامعة وبفضل الله صاحب الكمال وحدة .مرفق صورة من الخطة .

ثانيا :
تم العمل بمعظم فقرات الخطة الاستثنائية والتغافل عن بعض فقراتها خصوصا مايتعلق بالمستحقات المالية لجميع منتسبي الكلية، علما بأن الجميع لم يحصل على أي اجازة خلال الأربع السنوات الماضية صيفا وشتاء .
وهنا أكرر طلبي لقيادة الجامعة بتنفيذ ما تم الالتزام به من قبلهم والإيفاء بالوعود .

ثالثا:
بعد إتمام تنفيذ الخطة عادت الدراسة بصورة طبيعية وعادت الكلية إلى التقويم الجامعي وبحمد الله تغلبنا على مشاكل كبيرة ثم بفضل جهود الصادقين والملتزمين من كادر الكلية بكافة درجاتهم الوظيفية (موظفين، فنيين، معيدين، اساتذة).
وأثناء فترة الامتحانات طلبت من القيادة الجديدة للجامعة بتنفيذ ما تبقى من بنود تلك الخطة وكانوا أول المتحمسين لذلك وطلبوا عقد مجلس كلية.
وتم عقد مجلس الكلية. ( مرفق صورة ) وبحضور كافة أعضاء قيادة الجامعة وتمت التوصية على ضرورة تنفيذ فقرات الخطة الاستثنائية والمستندة إلى قرار مجلس الجامعة
وبعد الأخذ والرد من قبل أعضاء مجلس الكلية والحاضرين جميعا تم النزول عند رغبة بعض الإخوة الحاضرين ووضعت بعض الفقرات للتصويت،علما بأنه لا يجوز ذلك كون الخطة مقرة مسبقا من قبلهم ومن مجلس الجامعة وتعد ملزمة للكلية وللجامعة أمام أبنائها الطلبة (والإيفاء بالوعود والمواثيق التزام أدبي وأخلاقي يتعلمه منا طلاب اليوم وأطباء الغد) .
لن أقول شي فالصورة المرفقة توضح ما تم التوصل إليه واقراره .
ونظرا لأننا نسابق الزمن ومن أجل بدأ العام الدراسي الجديد وكنا نحرص على ضرورة الاسراع في إظهار النتائج ليتسنى إقامة الدور التكميلي. وأصرينا على ضرورة اتخاذ تلك القرارات أو بالأصح تنفيذ ماتم الاتفاق عليه.
توضيح بسيط جدا ( بعد أن اعلنت بعض النتائج نتفاجأ بان ما تم الاتفاق عليه قد غير وحرف وعدل بل ويعمل على تكييفه بشكل أخر).
وهنا أقول لمن كان حاضر في الاجتماع اتقي الله والله المستعان.
بعد يومين من الإجتماع تم الطلب من أمين عام الكلية بإجراء بعض التعديلات على مسودة اجتماع مجلس الكلية من قبل بعض قيادات الجامعة، وعند اطلاعي على ذلك أصدرت توجيهات للأخ الأمين العام للكلية بعدم إجراء أي تعديلات نهائيا على المحضر لأنه يعد تزوير ومخالفة لما تم الاتفاق عليه أثناء الاجتماع. ووجهته بان عليه الإلتزام حرفيا بمسودة قرارات مجلس الكلية أثناء طباعة المحضر لأنه إلتزام ديني وأخلاقي وإنساني وإداري.
تم التوقيع على محضر مجلس الكلية لمن حضر منهم الإجتماع ومن لم يحضر نظرا لعدم تواجدهم بشكل مستمر بالكلية.
وفي اليوم التالي حضر إلى عمادة الكلية عضوين من قيادة الجامعة وطلبا مني أن أقوم بالتعديلات على محضر مجلس الجامعة وبصيغة الأمر. فرفضت ذلك نهائيا وقلت لهم لن يتم التعديل إلا بحضور جميع الإخوة أعضاء مجلس الكلية ومن كان موجود بالاجتماع .
وعند رفضي القطعي إجراء أي تعديلات على المحضر أبلغاني وقتها أنه قد تم قبول استقالتي التي تقدمت بها سابقا لأكثر من مرة والتي وضحت فيها أسباب الإستقالة.
وبعد فترة تم عقد مجلس كلية برئاسة القيادة الجديدة للكلية وحضر معظم أعضاء مجلس الكلية وبعض الأخوة أعضاء هيئة التدريس بالكلية
وكانت أول فقرة هي اعتماد درجة النجاح من 50 % بحسب الخطة وقرار مجلس الجامعة وأيضا قرار مجلس الكلية الأخير ،ونوقشت مرة أخرى وتم الاتفاق على اعتماد ما جاء من مجلس الجامعة، أي تأكيد للقرار السابق (صورة للمسوده وعليها توقيع الجميع مرفقة ).

أخيرا لا أعرف ماذا استجد في الموضوع ولماذا تم نقض قرار اتخذ مسبقا ولم يكن عليه أي خلاف والمتضرر الوحيد من إلغاء هذا القرار هم أبنائنا الطلاب.

ما هي المصلحة من ذلك؟
والى متى ؟؟
بتصرفاتكم هذة تعملون على هدم ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية.
لا أريد أن اتحدث عن كيف كان وضع الكلية سابقا والمشاكل الكثيرة التي وصلت إلى القنوات الفضائية وإلى الوزارات والمحاكم والمشايخ ثم كيف أصبحت بعد جهودنا جميعا عميد وأساتذة ورؤساء أقسام وموظفين ومعيدين وطلبة عملنا بروح الفريق الواحد وأعدنا الكلية إلى وضعها الطبيعي بعد أن كانت في حالة مزرية يعرفها الجميع وما أنجزناه أيضا يعرفه الجميع ولمسه الجميع وكان للجميع، ولست مهتم هنا بذكرها لأني قمت بواجبي الذي يمليه علي ضميري ولا أنتظر من أحد جزاء ولا شكورا.
وأستغرب أين كان جميع المتكلمين اليوم عن كلية طب الأسنان ومشاكل كلية طب الأسنان في تلك الأيام؟
ولماذا لم يقدموا شيئا لأبنائهم الطلبة.
ما يهمني حاليا هو معرفة لماذا أخرتم العام الدراسي حتى يومنا هذا أكثر من شهر؟ وبتخبطكم سوف يتضاعف ويصل إلى شهرين وأكثر.
لماذا كل هذا ولصالح من ؟
لماذا تراجعت أوضاع الكلية للخلف بهذة الفترة الوجيزة؟ إلى الآن لم تظهر النتائج النهائية ولم تقام امتحانات الدور التكميلي.
والغريب أنكم تطلبون من أعضاء هيئة التدريس أن يقوموا بإعطاء المحاضرات ولا يعرف الطالب في أي مستوى هو .

أرجو إعادة النظر بعين المسؤولية فيما يجري حاليا من تخبط وإضرار بمصالح الكلية ومصائر الطلاب.
فالمتضرر الوحيد هم أبنائنا الطلاب وعائلاتهم من تحملوا مصاريف الدراسة وجهد وعناء وقسوة الأوضاع من غلاء للأسعار وصعوبة المواصلات ،وتحدوا الخوف والقصف والرصاص وجاهدوا في حضورهم ومواصلتهم لدراستهم.
هل بعد هذا كله يصبحون ضحية لفشل الاخرين؟!!!!
لا تتحججوا باللوائح والأنظمة والقوانين فكلنا نعرفها ولا يخفى على أحد أنه لا يمكن تطبيق اللوائح في الظروف الاستثنائية.
ومتى استطعنا الإيفاء بواجباتنا كاملة تجاه الطلاب وإعطائهم حقوقهم حسب اللوائح؟
وأنتم الأن تحاولون إيجاد أي حل للخروج من خطاءكم ولكن حتى اللحظة كل حلولكم مخالفة للوائح أصلا.
فلماذا كل هذا الإصرار والتعنت؟
بصراحة لم أفهم!!
ولو وجدت أي أخطاء أو اختلاف في وجهات النظر فلا نكابر ونعاند لاثبات صوابنا على حساب الطلاب.
أتمنى أن تعودوا إلى اتخاذ القرار الصحيح باسرع وقت ممكن.
والله من وراء القصد.

د.مختار عبدالقوي الدميني

10-1-2016

صور المستندات على صفحتنا على الفيسبوك :