أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية والذي يشن حملة عسكرية في اليمن استعداده لإشراك الولايات المتحدة في تحقيق «فوري» حول الغارة التي أوقعت أكثر من 140 قتيلا ومئات الجرحى السبت خلال مراسم عزاء في صنعاء.
وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية في وقت متأخر ليل السبت الأحد إنه «سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وسيسعى فريق التحقيق للاستفادة من خبرات الجانب الأمريكي والدروس المستفادة في مثل هذه التحقيقات».
وأعربت قيادة التحالف «عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء هذا اليوم (السبت)»، مؤكدة أن «لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر».
واتهم المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء، التحالف الذي تقوده السعودية بتنفيذ الغارة، ورد التحالف بأنه لم ينفذ أي عمليات جوية في موقع الحادث، ملمحا إلى أسباب أخرى وراء ما أسماه «التفجير».
وعلى الأثر أعلنت الولايات المتحدة السبت أنها بدأت عملية «مراجعة فورية» للدعم الذي تقدمه للتحالف. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس في بيان إن «التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض (…) وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية» في اليمن منذ آذار/ مارس 2015.
بدوره أدان وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، مساء أمس، القصف الذي تعرض له مجلس العزاء، ووصفه بـ»الجريمة»، في موقف نادر رغم الحرب الدائرة بين الحكومة والجماعة.
وقالت الرئاسة اليمنية، أمس الأحد، إن عددًا من أنصار «السلطات الشرعية» في البلاد، قتلوا في قصف مجلس العزاء في العاصمة صنعاء. 
من جانبه، دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أمس اليمنيين إلى التوجه لجبهات القتال لمواجهة ما أسماه بـ»العدوان السعودي» في إشارة إلى قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية.
وقال صالح في خطاب بثته قناة «اليمن اليوم» التابعة له، «آن الأوان وحانت ساعة الصفر كي أدعو كافة أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان (بالتوجه) إلى جبهات القتال إلى الحدود لأخذ ثأر ضحايانا الذين قتلوا في الساحات والمعسكرات وفي الأسواق ومنها المجازر المروعة، أكبرها كانت يوم أمس (السبت) في صالة العزاء في العاصمة صنعاء».
وأسفر قصف قاعة العزاء عن مقتل 140 قتيلا وأكثر من 500 جريح، إصابات بعضهم خطيرة، بينهم مسؤولون سياسيون وقادة عسكريون وأمنيون موالون لجماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح.