الرئيسية > اخبار وتقارير > جنوب السودان..الملايين تحت رحمة اللجوء والتشرد

جنوب السودان..الملايين تحت رحمة اللجوء والتشرد

أكثر من ثلاثة أعوام ضاعفت على شعب جنوب السودان معاناة سنين قضاها تحت رحمة الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، وما أن لاحت في الأفق بارقة أمل بانتهاء مآسي القتل والتشريد عقب قرار الانفصال في العام 2011، إلا وأشباح الموت تعاودهم من جديد عقب اندلاع الصراع بين الجيش الحكومي والمتمردين الذين يقودهم نائب الرئيس السابق ريك مشار في أواخر العام 2013 لترسم مأساة ملايين الجنوب سودانيين الذي قضوا ما بين قتيل ونازح ولاجئ وآخرين لا يعلم لهم مصير.

ووفقا لآخر تقارير مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأن عدد اللاجئين والنازحين جراء الأزمة في جنوب السودان تجاوز حاجز المليون ونصف المليون شخص.

وقالت المفوضية إنه مع النزوح واسع النطاق أضحت الأزمة الآن الأكبر في أفريقيا والثالثة عالميا، بعد سوريا وأفغانستان، ولكن مع اهتمام أقل ومستويات مزمنة من نقص التمويل، وأبدت المفوضية انزعاجها الشديد من استمرار وتيرة النزوح في جنوب السودان، وأضافت «اضطر أكثر من 1.5 مليون شخص إلى مغادرة البلاد بحثاً عن الأمان منذ اندلاع الصراع في ديسمبر عام 2013، وبالإضافة إلى ذلك، شُرد 2.1 مليون شخص داخل جنوب السودان.

إننا نناشد جميع الأطراف المتورطة في الصراع التوصل إلى حل سلمي عاجل للأزمة، الذي بدونه يستمر الآلاف في التوافد إلى البلدان المجاورة لجنوب السودان، مثل أوغندا وإثيوبيا والسودان وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى كل يوم، مع دخول الصراع الآن عامه الرابع».

وتشير المفوضية إلى أن اندلاع القتال العنيف في جنوب السودان في يوليو من العام الماضي، في أعقاب انهيار اتفاق السلام بين الحكومة وقوات المعارضة، أدى إلى فرار أكثر من 760 ألف لاجئ من البلاد العام الماضي، بمعدل 63 ألف شخص شهريا في المتوسط خلال النصف الثاني من العام.

ويشير بيان المفوضية إلى أن أكثر من 60 في المئة من اللاجئين هم من الأطفال، وقد بلغت معدلات سوء التغذية لدى الكثير منهم مستويات مقلقة، كما تبين اتجاهات النزوح العالمية أن الفارين من جنوب السودان تستضيفهم أفقر المجتمعات في البلدان المجاورة، تحت ضغط هائل من شح الموارد.

وأقرت الرئاسة في جنوب السودان بتأزم الأوضاع الإنسانية في البلاد وعزت ذلك إلى انتشار جيوب المتمردين الذين استغلوا هدنة الحوار الوطني الذي أعلنه الرئيس سلفاكير.

وقال الناطق باسم الرئاسة في جوبا اتينج ويك لـ«البيان» إن الوضع الإنساني متأزم وهناك جيوب للتمرد تعيق الحركة ما بين المدن، ما فاقم من الأزمة الإنسانية. وأضاف «الوضع الإنساني في جنوب السودان صعب ولكن الحكومة تعمل جاهدة لإيصال المساعدات للمدنيين».

وأعلنت الأمم المتحدة أواخر الأسبوع الماضي، بأنها لا تملك معلومات حول مصير نحو 20 ألف نازح على الضفة الغربية لنهر النيل، شمال دولة جنوب السودان.

وقال نائب الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن بعثة المنظمة الدولية في جنوب السودان «يونميس»، قلقه للغاية وتبحث عن معلومات بشأن مصير 20 ألفاً من النازحين داخلياً في جنوب السودان، غير أن الناطق باسم الرئاسة في جنوب السودان حمل بعثة الأمم المتحدة مسؤولية ذلك واتهمها بانها وراء تدهور الوضع الإنساني لهؤلاء النازحين باعتبار أنها تعلم بأن الجيش الحكومي ليس له أي تواجد في تلك المناطق.

لاجئون

بحسب وزارة الداخلية السودانية فان عدد اللاجئين الجنوبيين بالسودان تجاوز المليون لاجئ، بعضهم بمعسكرات اللجوء وآخرون توغلوا إلى داخل المدن بما فيها العاصمة الخرطوم.

وقال وزير الدولة بالداخلية السودانية بابكر دقنة لـ«البيان» إن «عدد الجنوب سودانيين بالسودان يبلغ اكثر من مليون شخص، وما تم حصره منهم كلاجئين بلغ عددهم 400 ألف لاجئ»، مؤكدا التزام السودان بإيوائهم وتقديم الخدمات لهم وتشغيلهم إلى أن تستقر الأوضاع الأمنية في بلادهم.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)