الأرشيف

كلمات في وداع الوالد الأستاذ علي لطف السلمي

الأرشيف
الاثنين ، ٠٤ ابريل ٢٠١٦ الساعة ١١:٢٤ مساءً

محمد مصطفى العمراني


توفي قبل أيام أحد أعلام الدعوة والعلم والخير في محافظة إب إنه الوالد الأستاذ علي لطف السلمي هذا الرجل الذي كان لي وللمئات إن لم نقل الآلاف غيري بمثابة الأب والأخ والصديق والأستاذ والمربي الفاضل ولسنوات طويلة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة.

تفرغ هذا الرجل المشهور بالخير والصلاح لتعليم القرآن حيث أسس مدرسة لتحفيظ القرآن والعلوم الشرعية ونشط في المجال الدعوي والخيري والإصلاح بين الناس وحل مشكلاتهم .

كما ربى الأستاذ السلمي والذي عرف بتواضعه وحبه للخير والقرآن مئات إن لم نقل آلاف الشباب من الذين درسوا على يديه في منطقة المحرور بالأسلوم بحزم العدين محافظة إب.

ومهما قلنا بحق هذ ا المربي الفاضل ومهما كتبت من كلمات فلن أستطع الوفاء بحق هذا الرجل المشهود له بالخير والصلاح ولنترك الأستاذ نعمان شعلان يحدثنا عنه حيث يقول (( المعلم / علي بن لطف السلمي :

في ثمانينيات القرن الماضي أخذني الشهيد " رشاد شعلان " في رحلة دعوية إلى جبال الحزم وقراها الشمالية الغربية ..

وعندما اقتربنا من جبال ا?سلوم قال : سنزور معلم القران ورجل الدعوة والتربية " علي بن لطف السلمي " .. وأوصاني أن أجلس بين يديه جلست الطالب المريد، وأنَ لا أرفع صوتي أو أتلاعب بحركات الشغب الصبيانية

منذ ذلك الحين تولدت في نفسي رهبة حبٍ لهذا الشيخ المعلم .. وأدركت من خلاله عظمة القرآن وهيبة القراء ...

ثلاثون عاماً مضت وانقضت والمعلم الوقور يدرس القرآن في مسجد القرية "المحرور" بعيداً عن ا?ضواء والبهارج ..

تعلم في حلقته آلاف الناس والطلبة، وتخرج على يديه مئات الحفاظ والقراء، وكان سبباً بعد الله في التنوير والتعليم والفهم والدراية لتلك السلاسل المرتفعة و المتناثرة في جبال السراة.

وفي يوم 31 / 3 / 2016م  تنطفئ شعلة متوقدة لطالما كانت سبباً في تعليم الجاهل وهداية الحائر .. مضى المعلم إلى ربه ؛ وخسرنا نحن منارة ضوءٍ ومصباح هداية .. فقدنا أدلة السير في زمن التيه والضياع .

عزائنا لكل أبناء الحزم والعدين .. عزائنا ?نفسنا ونحن نُمتحن كل يوم بفقدان عالم ومربي وفقيه .. عزائنا لكتابنا المقدس وقد رحل من كان جليسه آنا الليل وسائر النهار.

على ا?جيال أن تجعل من هذا الرحيل الباكي تجديد عهد مع القران أن نؤنسه وقد رحل قرائه ومعلميه وخاصته )).

ويقول عنه الأستاذ بسام العمراني أحد طلابه : ((هذا شيء مما عرفته عنه إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة والقران في الليل والناس نيام فأرجو الله أن يدخله الجنة بسلام ...لازمته ثلاثة أعوام ملازمة الطالب لأستاذه وشيخه فوالله الذي لا يحلف إلا به ما سمعت منه كلمة سوء او فعل يؤذي احدمن المسلمين باليد أو باللسان فكان خلقه القران... الابتسامة لا تفارق محياه الخير صفة ملازمة له بل شعب الايمان هي سجاياه بكل ما تعنيه الكلمة من أعلاها إلى أدناها ...أما ليله أعجز عن وصفه ولاكن أذكر شيء منه ما من ليلة أكون في ضيافته وهن ليالي كثر إلا وله من بعد نصف الليل مع الله شأن اخر.. فينفض عن نفسه  فراشه ويكلم الله ويكلمه واعني بذلك بصلاته وقراته للقرآن عمل بالأثر المشهور من اراد أن يكلم الله فليصلي ومن ارادان يكلمه الله فليقرا القرآن ...فكان يمكث الساعات الطوال وانا بين الفينة والاخرى ارفع الغطاء  عن وجهي لعله ينام فأجده  إن لم يكن قائم يصلي فهو قاعد لقراءة القرآن فإن كانت الليلة ليلة اثنين أو خميس فلها شأن أخر بتناوله لوجبة السحور بعد ان يوقظني لصلاة الوتر ولاستعداد للسحور معه ثم بعد ذلك الانطلاق لصلاة الفجر مسافة ما يزيد عن مئتان متر في ذاك الطريق الجبلي الشاق يعرفه الكثير ما بين البيت والمسجد الجامع ...فلسان حاله يقول لي وللمقصرين أمثالي .أأبيت سهران الدجى وتبيته نوما...وترجو بعد ذاك لحاقي 

هذه رحلة الليل اما النهار فالسبح فيه طويل إبتداء من صلاة الفجر ثم الاذكار ثم حلقة قرآن تعليمية  الى بعد طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين ثم الذهاب الى ممارسة عمله في ارضه ومزرعته خرج من المسجد ثم يعود ظهرا او قبل الظهر الى المسجد ليصلي ما شاء الله له ان يصلي ويقرا القران ثم يصلي بالناس إماما ثم يعود الى بيته للغداء ثم يعود بالعصر الى المسجد للصلاة ثم بعدها يذهب الى مدرسة التحفيظ لتحفيظ وتعليم القران والتجويد وشي من العلوم الشرعية الى قبل المغرب ثم يعود للأذكار والقرآن الى صلاة المغرب ثم بعدها حلقة تعليم القرآن تلاوة وتجويدا وشي من التفسير احيانا إلى العشاء .. . ثم العودة الى البيت وكان رحمه الله يكره السهر بعد العشاء فهذا غيض من فيض من حياة أستاذنا وشيخنا على بن لطف بن قاسم السلمي رحمه الله )).