الأرشيف

الطيران لا يصنع انتصار

الأرشيف
الاربعاء ، ٠٤ مايو ٢٠١٦ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً

محمد سعيد الشرعبي


غارات التحالف على مواقع وآليات مليشيات الإنقلاب قرب باب المندب لن توقف زحفهم الأخطر في اتجاه المضيق الأهم بالعالم. الغارات تشل حركة الآليات وتعطب الأسلحة، ولكنها لا تصنع انتصار على الأرض، ولن توقف خطر يتمدد يومياً غرب تعز، ويخنق المدينة بكذبة هدنة وفرت لهم فرص التحرك الآمن. وثمة مراهنات على بوارج لتحالف في كسر تحرك المليشيات في سواحل تعز، وهذه مراهنات غبية، وتحديداً، بعد سحب الإنقلابيين أغلب عناصرهم وآلياتهم واسلحتهم خارج المعسكرات. خطأ هادي وحكومته الشرعية والتحالف المساند لهم سطحية تقديرهم اهمية تعز ومماطلتهم في حسم معركتها قبل فوات الأوان، وتحرك مليشيات الإنقلاب دليل على هذا الرأي. يعلل بعضهم موقف التحالف من تعز بمخاوفهم من هذا الطرف أو ذاك، وهذه تحليلات لا تستند على معلومات مؤكدة، والحقيقة أجمعت مواقف محلية وخارجية على وضع المحافظة في نهاية أولويات التحالف. لكل طرف حسابات و مآرب، ويجمعهم بقاء تعز تحت جحيم الإنقلاب، طرف يعد تحرير تعز نهاية مشروع الإستقلال وطرف أخر اعتبر حسم معركة الحالمة بداية سقوط سلطة الهضبة. تكاتفت وساخة الأطراف المحلية في إثارة مخاوف دول غربية وخليجية من مخاطر تحرير تعز على مستقبل أمن مضيق باب المندب. مرت الأيام، وتضاعفت الضغوط على التحالف، وعجز عن الوفاء بوعوده في تعز، هكذا يتحدث مقربين من كواليس الشرعية، ومفارقات الأحداث الأخيرة تؤكد خفة هذا الطرح. منذ أكثر من نصف عام وضعت تعز في محط شكوك ومخاوف تلك الدول، وبعدها تغير موقف السعودية، ولطالما برر الرئيس هادي موقفه بسبب عجزه عن إقناع تلك الدول بتغيير موقفها من تعز. الفعل الحاسم، والمعزز لصمود الأحرار في تعز وحدة موقف أبناء المحافظة في مواجهة مليشيات الحوثي والمخلوع، فيما الطرف الآخر يعمل على ضرب نقاط قوة الإرادة التعزية. لا جديد غير الصمود، ولا أمل بالحسم سوى بوثبة حاسمة للطوفان التعزي على أوكار مليشيات الحوثي وعفاش دون الرجوع لمن يضبطوا موقفهم التحرري على أسواق النخاسة السياسية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)