الأرشيف

المحافظ والمرافق

الأرشيف
الخميس ، ١٩ مايو ٢٠١٦ الساعة ١٠:٢٣ مساءً

محمد سعيد الشرعبي


يطل علي المعمري يومياً في مؤتمرات صحيفة، وفعاليات، وزيارات، ولم يظهر بجواره مسؤول من السلطة المحلية.

 

يكفتي المعمري بالظهور مع رفيقه قائد محور تعز يوسف الشراجي، مؤكدين للقريب والبعيد ضحالة تفكيرهما، وغرابة تدبيرهما في إدارة المحافظة.

 

المشكلة ليست الظهور، فالواقع يقول بأن المعمري يعمل في إطار شلة، ويتجاوز المسؤولين المؤيدين للشرعية، ويكرس لحالة اللادولة لحظة مطالبة أبناء تعز بإعادة تفعيل مؤسسات الدولة.

 

على سبيل المثال لا الحصر، يعد وكيل المحافظة رشاد الاكحلي أحد الوكلاء المؤيدين للشرعية في تعز منذ البداية، وقيادي في المقاومة، ومع ذلك، يتجاوزه علي المعمري، وهناك وكلاء آخرين أيضا.

 

تركيز المعمري الصلاحيات والمسؤوليات بيده يظهر دوافعه في إدارة شؤون المحافظة الآن وبعد التحرير بمنأى عن الشفافية والنزاهة.

 

اجتمع الثنائي المعمري والشراجي السبت الماضي مع القادة العسكريين، قائد اللواء 22 ميكا العميد صادق سرحان، وقائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي، وقائد اللواء 17 مشاة العميد عبدالرحمن الشمساني.

 

وردت مهزلة في خبر إجتماعهما بقادة الجيش الوطني، مفادها (المحافظ يكشف عن ترتيبات لهيكلة الجهاز الأمني والشرطي في المحافظة)!!

 

يجتمعان بقادة الجيش الوطني، ويكشفان عن خطة بـ(الهل، والزر، والحبة السوداء) لهيكلة شرطة تعز، وبعد ثلاث ايام فقط، هدد بالاستقالة.. والهيكلة أين ذهبت؟؟

 

ذات التوجه الحزبي/الشللي يتحكم بأداء قائد محور تعز العميد يوسف الشراجي، فهو الآخر يختزل دوره بالظهور رفقة المعمري، وظهوره يتنافي مع أبجديات مهمته العسكرية.

 

من غرائبهما، ظهر الشراجي قبل يومين في مؤتمر صحفي إلى جانب المعمري، وهدد الأخير الرئيس هادي بالإستقالة نهاية الشهر الجاري إذا لم تقدم الحكومة مخصصات قوات الجيش الوطني بعدما تم تغفير المخصصات الأولى.

 

المسؤول الحريص على أداء واجبه يقدم الاستقالة حين لا يجد ما يعينه على القيام مسؤولياته، ورغم ذلك، يعتبر تلويح علي المعمري بالإستقالة فقاعة إعلامية ليس إلا!!

 

بعيداً عن ذلك يقفز السؤال العجيب: ما جدوى ظهور قائد محور عسكري في مؤتمر صحفي لمحافظ يهدد الشرعية بالاستقالة من منصبه؟؟

 

يسقط الشراجي صفته العسكرية عبر تقديم نفسه كمرافق للمحافظ في أغلب الأوقات، وآخرها حضوره الباهت في مؤتمر صحفي، وقبلها بفعالية تكريم!!

 

المسؤولية العسكرية في ظل المعركة المفتوحة ضد المليشيات تلزم قائد المحور يوسف الشراجي بالعمل مع قادة ألوية الجيش الوطني بتعز، ولكنه أبعد ما يكون عن ذلك.

 

أستطيع التأكيد على عدم عمل الشراجي مع قادة ألوية الشرعية من أجل إدارة معركة التحرير عبر قوات الجيش الوطني والمقاومة كونه يتحرك في سياق غير رسمي.

 

ولا يفرق بين موقفه الشخصي ومسؤولياته العسكرية في تعامله مع قيادات الجيش الوطني لرفد المقاتلين في الجبهات بالخطط والمال والسلاح بدلا من تسويق التبريرات.

 

يسير الشراجي والمعمري في طريق اللادولة، ويحدد ادائهما مزاج الشله، وسيترتب على ذلك مآلات تقصم صمود تعز، وربما تتخذ الشرعية من نهجهم مبررات للخذلان.

 

وإجمالاً، يقدم العميد يوسف الشراجي نفسه مرافقا للمحافظ علي المعمري، وليس قائداً لمحور تعز كما يجب عليه أن يكون. 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)