محمد جميح

رئيس أم "عريس"؟

محمد جميح
الثلاثاء ، ١١ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٣٢ صباحاً

تهنئ الأخت الدكتورة أشواق محرم ابن اختها واسمه "أحمد علي" بمناسبة زواجه حسبما يفهم من التعليقات على منشور لها يقول "أحمد علي يا نجم فوق عيبان...عيحرسك ربي من كل شيطان"، نشرته الدكتورة على صفحتها أمس، وأكتب منشوراً يحمل طابعاً إخبارياً خالصاً، عن ترتيبات لتأهيل حزب المؤتمر الشعبي العام لقيادة المرحلة الانتقالية، منشوراً ليس فيه أي توجيه أو تعليق مني أو دعاية سياسية، نقلته كما وردني كصحافي لا ككاتب رأي.

يأخذ الأخ الأستاذ خالد الآنسي صورة لمنشور الدكتورة أشواق ومنشوري ويكتب أن الدكتورة كانت أكثر شجاعة مني في الجهر بـ"عفاشيتها" حسب تعبيره، لأن الأخ الآنسي فهم أن الدكتورة فرحت بأخبار عودة الأخ أحمد علي عبدالله صالح، الذي قال إن منشوري يروج له ولوالده.

ذمَّ الأخ خالد "تسويقي للمخلوع ونجله"، مؤكداً أن "المؤتمر ليس سوى واجهة للمخلوع وعصابته"، حسب عبارة الآنسي.

وأقول:

أولاً: لو كلف الأخ خالد نفسه بالذهاب إلى صفحة الدكتورة أشواق لوجدها تقصد التهنئة بزواج ابن أختها لا بعودة الأخ أحمد علي عبدالله صالح، ولو تأمل منشوري لوجده خبرياً خالصاً. ولو كان القصد من الخبر "التسويق" فإن قناة الجزيرة بهذا الاعتبار تعد أكبر مروج لعودة نجل الرئيس السابق، لأنها تناولت الموضوع بشكل موسع، مع العلم أنني لم أذكر في منشوري الأخ أحمد علي ولا والده.

ثانياً: معايير مهنة المحاماة تقتضي من الأخ المحامي خالد الآنسي التثبت من مدلولات الألفاظ في النص الذي يقرأه، وتحري الظروف والحيثيات، حتى لا يصبح "أحمد علي العريس" ابن أخت الدكتورة أشواق محرم هو "أحمد علي الرئيس"، نجل علي عبدالله صالح، حسبما توهم الأخ خالد.

ثالثاً: أنا لا استعمل ألفاظاً مثل "المخلوع" و "عفاش"، وهذا حقي، لأني أجد هناك تناقضاً بين تسميته "مخلوع"، واتهامه بأنه لا يزال يمسك بالسلطة. إذ كيف يكون صالح مخلوعاً وهو الذي يمسك بالسلطة حتى هذه اللحظة، وما الآخرون إلا أدوات في يده، حسب فهم الأخ خالد؟! وكيف يكون مخلوعاً، وهو في صنعاء فيما خصومه خارج البلاد؟!. أما لفظة "عفاش" فأنا لا أحب أستعمالها لأنها تأتي كلقب في سياق "التحقير"، و"التنابز بالألقاب"، غير حميد في التحليل السياسي.

خامساً: مواقفي معلنة ولا أخفيها، وهي أن البلاد ما وصلت إلى ما وصلت إليه إلا بفعل "هلع" صالح على السلطة، و"طمع" خصومه فيها، ومن بين الهلع والطمع نفذ الحوثي، وجاءت الكوارث اللاحقة.

رابعاً: أقول بوضوح إن الحديث عن حزب سياسي كبير وواسع، وله قاعدة جماهيرية عريضة مثل المؤتمر، الحديث عنه على أساس أنه "واجهة لعصابة"، هو حديث لا يليق بالأخ خالد، لأنه لا يصح في التوصيف السياسي أن نتحدث بهذه اللغة التي تصنف الناس إلى "أشرار وأخيار"، ناهيك عن أن هذا الكلام لا يعد ضمن أدبيات الأداء السياسي.

سادساً: يجب في تقديري أن نعرف أن كل الأحزاب السياسية في اليمن لديها مشتركات كثيرة سلباً وإيجاباً، تجعلها متشابهة إلى درجة كبيرة على مستوى الأداء. لا يوجد لدينا في اليمن حزب من الملائكة، وآخر من الشياطين، لسبب بسيط وهو أن الملائكة والشياطين لا يشكلون أحزاباً سياسية، البشر وحدهم يفعلون. وفي اليمن وغيره من بلاد العرب تكاد المعارضة أن تكون الوجه الآخر للسلطة بسلبياتها وإيجابياتها.

سابعاً: إن أحداً لا يملك حق أن يصنف الناس، وينزلهم منازلهم التي يعتقدها حسب معايير وطنية أو ثورية أو دينية يراها هو على خلاف ما يراها الآخرون. هذا الأسلوب "الأبوي" يكاد أن ينزع منزعاً دكتاتورياً، لا يتميز عن أساليب الحكام الذين أرادت ثورات "الربيع العربي" الإطاحة بهم.

أخيراً: كلنا يمنيون، وكلنا مشتركون في سلبياتنا وإيجابياتنا، واعتقد أن الأحزاب الوطنية والإسلامية والقومية والليبرالية واليسارية تكاد تكون نسخاً من بعضها عندما نقيمها على أساس ممارساتها السياسية، حيث لا تتميز هذه الأحزاب عن بعضها إلا على مستوى الخطاب السياسي، أما الفعل فإن زيداً يشبه عبيداً.

تحية خالصة للأخ خالد الآنسي الذي لا تكتمل معارفي إلا بالمرور على كتاباته.

شريط الأخبار