قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، إن الولايات المتحدة قتلت في أبريل 2024 خبيرًا حوثيًا في تكنولوجيا المسيّرات داخل العراق، إلى جانب خبير من حزب الله اللبناني، كانا يقدمان الدعم الفني لكتائب حزب الله العراقية.
وأضاف كوريلا، في إحاطة أمام لجنة القوات المسلحة بالكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وإسرائيل لم تنجحا بالقدر نفسه في ردع أو القضاء على ميليشيا الحوثي، كما حدث مع حزب الله اللبناني.
وأكد أن حزب الله كان الوكيل الرئيسي لإيران في المنطقة، وقد تعرّض لضربات موجعة من قبل إسرائيل، شملت مقتل أو إصابة آلاف المقاتلين باستخدام أجهزة تفجير محمولة وأجهزة اتصال.
وتابع: "العملية الإسرائيلية لتفكيك حزب الله اللبناني يجب أن تُدرّس في كل الجيوش. لقد كانت عبقرية بكل معنى الكلمة."
وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن الحوثيين، رغم الضربات التي تلقّوها، لا يزالون قادرين على "شن هجمات بطائرات مسيّرة مفخخة على إسرائيل وتهديد الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
وأوضح أن "جزءًا من صعوبة التعامل مع الحوثيين يعود إلى أن نحو 80% من إمداداتهم تأتي من سفن تهريب إيرانية مخفية ضمن شبكة الشحن غير النظامية الواسعة في المنطقة".
وأردف: "أصعب شيء هو العثور على تلك السفن. في أي وقت، هناك ما بين 3000 إلى 5000 سفينة شراعية (دهو) بين إيران وباب المندب، وهي مسافة تعادل تقريبًا المسافة من جنوب فلوريدا إلى بوسطن".
ووصف كوريلا الحوثيين بأنهم تهديد راسخ يحظى بدعم قوي من طهران، مستعرضًا الرد العسكري الذي قادته القيادة المركزية الأميركية ضدهم بهدف إضعاف القدرة العملياتية للجماعة.
وأكد أنه "بعد تكبّدهم خسائر كبيرة... وافق الحوثيون على وقف الهجمات البحرية".
وفي مايو، توصلت الولايات المتحدة والحوثيون إلى اتفاق يقضي بوقف الضربات الأمريكية على اليمن مقابل التزام الحوثيين بوقف الهجمات على السفن الأمريكية.
وقال كوريلا إن البحرية الأمريكية عبرت البحر الأحمر بأمان منذ توقيع هذا الاتفاق. "آخر مرة مرّت فيها مدمّرة عبر باب المندب كانت في نوفمبر 2024، وتعرضت حينها لـ17 هجومًا باستخدام صواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن وطائرات مسيّرة."
وأضاف أن أربع مدمرات عبرت بأمان خلال الأسبوع الماضي.
وتحدث القائد الأمريكي عن انتشار قوات بلاده في الشرق الأوسط وخططها للتعامل مع الملف النووي الإيراني، كما هاجم الصين لدورها السلبي إزاء الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية، ولإضعافها الحظر الأمريكي المفروض على النفط الإيراني، مؤكدًا أن صادرات الأسلحة الصينية إلى منطقة الشرق الأوسط ارتفعت إلى نحو 80 بالمئة.
وأشار كوريلا، في إحاطته أمام الكونغرس، إلى تراجع نفوذ المحور الإيراني في المنطقة، والتأثير الكبير لسقوط نظام الأسد، والدور الذي تلعبه السلطات السورية الجديدة، إضافة إلى التقدّم الذي أحرزه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية، مؤكدًا أن الأمور في سوريا تسير في الاتجاه الصحيح، "الأكراد يتحدثون في أي وقت مع أحمد الشرع"، قال كوريلا.