بل سوّلت لهم الشياطين أعمالهم وأفعالهم القبيحة، فها هم يخرجون من جحورهم كالفئران المنتشية، يُغرّدون كذبًا وزيفًا على صفحات التواصل الاجتماعي، مُتوهّمين نصرًا زائفًا لطالما تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء، وعيونهم مُثقلة بغشاوة الوهم والكِبر. يُزيّن لهم الشيطان سوء أعمالهم، فيتصوّرون أنفسهم أبطالًا مُحررين، بينما هم ليسوا سوى أدواتٍ قذرة تُحرّكها أطماعٌ دنيئة وأجنداتٌ خارجية خبيثة. لقد عبثوا بتاريخ وطن، فخمسون عامًا من البناء والتنمية المستدامة تبخرت في لحظاتٍ معدودة بفعل حماقاتهم وجنونهم.
يستغلون ضعف المدنيين، فيُحوّلون مآسي الحرب إلى أوراقٍ قذرة في سوق التفاوض السياسي الرخيص، يستثمرون بشاعة الخراب الذي حلّ بالبلاد، وكل دمعةٍ مُرّة سقطت من عين يمنيٍّ مُنهك. يتبادر إلى أذهانهم المريضة أنهم قوةٌ لا تُقهر، وأنهم الطرف "المُبادر" الذي أوقف الحرب، بينما هم من أشعلوا نيرانها، وهم من دمّروا كل جميلٍ في هذا الوطن المنكوب.
يختبئون كالجرذان في المستشفيات والمدارس والمخيمات، يُضحّون بالشعب، يُجوّعونهم، يُرهبونهم، ثم يطلّون برؤوسهم النتنة ليُهلّلوا بـ"انتصاراتهم" الكاذبة، بعد أن أعلن ترامب عن "استسلامهم" المزعوم بوساطة عمانية.
أيّ نصرٍ هذا الذي يحتفل به قتلة الأطفال ومُدمرو المدن اليمنية التي لم يعمروا فيها حجرة واحدة ؟ أيّ قوةٍ هذه التي تتستر خلف الأبرياء وتقتات على جراحهم الغائرة؟ أيّ شرفٍ هذا الذي يسمح لهم بالرقص فوق أنقاض وطنٍ ينزف؟
الحوثيون ليسوا سوى عصابة من المُتطرفين المُتخفين تحت عباءة الدين الكاذبة وشعارات التدليس الرخيصة، يُنفذون تعليمات أسيادهم في طهران، ويُتاجرون بمستقبل اليمنيين ودمائهم الزكية. إنهم ورمٌ سرطانيٌّ خبيثٌ يُنهش في جسد الوطن المُثخن بالجراح، ولا سبيل للخلاص منه إلا باستئصاله واجتثاث جذوره الخبيثة