بينما تحاول الأمم المتحدة الحصول على انطلاقة لمحادثات السلام اليمنية في جنيف هذا الأسبوع، لا يزال تحالف المتمردين المكون من الحوثيين الشيعة الزيديين ومن الموالين للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، يتقدم على الأرض.
وفي نهاية هذا الأسبوع الماضي، استولى الحوثيون على عاصمة محافظة الجوف، مدينة الحزم. وقد كان هذا الفصيل يسيطر بالفعل على الكثير من أراضي المحافظة، إلا أن استيلاءه على مدينة الحزم جاء ليعزز سيطرته على محافظة أخرى كبيرة على الحدود مع المملكة العربية السعودية. وتعد الجوف موطنًا لنصف مليون يمني كثير منهم ينتمون إلى الزيدية الشيعية. وتتواجد مدينة الحزم على بعد تسعين ميلاً جنوب الحدود السعودية.
وقد اتجه المتمردون بالحرب إلى الأراضي السعودية شمالاً على نحو متزايد. وأطلقوا مؤخرًا صاروخ سكود على قاعدة القوات الجوية الملكية السعودية الكبيرة في خميس مشيط، إلا أن صاروخ باتريوت اعترض هذا الهجوم. وبقيادة قوات النخبة من حرس صالح الجمهوري السابق، عبرت قوة من المتمردين لمدة وجيزة إلى داخل المملكة في وقت سابق من هذا الشهر. وأيضًا، يتم إطلاق صواريخ الكاتيوشا والمدفعية وقذائف الهاون بانتظام على المدن السعودية المتواجدة على طول الحدود. وعلى الرغم من أن الحوثيين لا يستطيعون احتلال الأراضي السعودية، إلا أن بإمكانهم جعل الحدود بين الدولتين جرحًا نازفًا.
وبعد مضي أكثر من شهرين على بدء الصراع، عزز المتمردون سيطرتهم على معظم أنحاء البلاد. وقد فشلوا حتى الآن في التقدم نحو المنطقة الشرقية فقط، أي في محافظة حضرموت.
ويسيطر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP) على حضرموت، وعاصمتها المكلا التي هي خامس أكبر مدينة في اليمن. وتعد هذه المحافظة أكبر معقل يحصل عليه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب حتى الآن، وانطلاقًا منها يقوم التنظيم بشن هجمات على أهداف الحوثيين.
ولا يزال الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي يسيطر على أجزاء من عدن، وهي أكبر ميناء على ضفاف بحر العرب. ولكن حتى في عدن، ليس هناك وحدة في صفوف المعسكر المناهض للحوثيين. ومن بين المقاتلين في هذا المعسكر من هم مِن الانفصاليين الجنوبيين الذين يريدون الاستقلال لجنوب اليمن، وليس استعادة حكومة هادي في صنعاء.
وقد لعبت الحكومة العمانية الدور الرئيس من وراء الكواليس في إقناع المتمردين وهادي بالذهاب إلى المحادثات غير المباشرة في جنيف. ورتب العمانيون أيضًا حوارًا بين الدبلوماسيين الأمريكيين والحوثيين. وقد كان السلطان قابوس هو العاهل الخليجي الوحيد الذي لم يدعم الحرب السعودية.
وتشعر مسقط بالقلق من أن صعود تنظيم القاعدة بالقرب من محافظة ظفار العمانية في غرب البلاد يشكل تهديدًا محتملاً على أمن السلطنة. وهي قلقة أيضًا من أن الحرب قد تخلق فرارًا للاجئين إلى أراضيها. وقد شعر العمانيون منذ بداية عملية عاصفة الحزم بالقلق من أن السعوديين قد بدأوا حربًا ليس لديها القدرة على الوصول إلى نتائج حاسمة وسريعة.
ويريد كل من هادي وحليفته السعودية أن تقوم محادثات جنيف بالتركيز على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، الذي يدعو الحوثيين للانسحاب من صنعاء والمدن الرئيسة الأخرى في اليمن. ولكن الحوثيين لا يمتلكون الحافز للقيام بذلك، ومن غير المرجح أن يتم إحراز أي تقدم في المحادثات.
وما يريده تحالف المتمردين هو أن يتخلى هادي عن الرئاسة، ويقبل بسيطرة الحوثيين على البلاد. ولن تقبل الرياض بهذه النتيجة، لأنها ستعتبر بمثابة انتصار للنفوذ الإيراني في شبه الجزيرة العربية.