الرئيسية > محلية > ? الحرب خلفت وضعا إنسانيا كارثيا والحوثيون يمنعون إيصال المساعدات

? الحرب خلفت وضعا إنسانيا كارثيا والحوثيون يمنعون إيصال المساعدات

? الحرب خلفت وضعا إنسانيا كارثيا والحوثيون يمنعون إيصال المساعدات

 خلفت الحرب الدائرة في اليمن بين المتمردين الحوثيين المدعومين بقوات الرئيس السابق علي صالح وبين قوات المقاومة الشعبية المدعومة ببقايا قوات جيش السلطة الشرعية وضعا إنسانيا كارثيا في العديد من مدن البلاد، انعدمت معه المواد الغذائية الأساسية والمحروقات وأصيبت الخدمات الطبية بالشلل شبه التام.

 

لم يتعود اليمنيون خلال العقود الماضية على شظف العيش مثلما يتجرعونه ا?ن، حيث اضطرتهم ظروف الحرب للعودة إلى الحياة البدائية، يطبخون بالحطب ويأكلون ما يسد رمقهم فحسب ويستخدمون وسائل النقل التقليدية عند الضرورة، في ظل انهيار منظومة الخدمات العامة وانعدام أساسيات الحياة.

 

وحولت ظروف الحرب العديد من المدن اليمنية إلى (مدن أشباح) وفي مقدمتها أبرز الحواضر كعدن وتعز وصنعاء ولحج والضالع جراء القصف الشديد والمواجهات المسلحة المستمرة منذ نحو ثلاثة أشهر.

 

الحياة العامة في كل أرجاء اليمن أصيبت بالشلل شبه التام، الشركات والأعمال توقفت عن العمل، الكثير من الموظفين سرحوا من وظائفهم، الحياة الاقتصادية تجمدت، المواد الغذائية الأساسية انعدمت في المدن التي تشهد موجات الحرب، فيما يشهد الوضع الصحي حالة مأساوية، في ظل نقص الأدوية وخروج الكثير من المستشفيات عن الجاهزية وعجز الأطباء عن استيعاب العدد الهائل من المصابين والأمراض جراء الحرب، بالإضافة إلى انعدام المحروقات والمشتقات النفطية بشكل شبه كلي.

 

وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في اليمن وقالت ان 80 في المئة من السكان في الوقت الراهن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

 

وذكرت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أن 13 مليون يمني لا يحصلون على الغذاء الكافي، محذرة من استمرار تدهور وضع الأمن الغذائي في اليمن الذي يشهد حربا واضطرابات سياسية.

 

وأكد مسؤولون في الأمم المتحدة أن «هناك أكثر من 12.9 مليون شخص في اليمن حاليا لا يحصلون على أغذية كافية لهم، وهذا الرقم أعلى بنحو 2.3 مليون شخص من الرقم الذي سجل في مارس/آذار الماضي».

 

وشددوا على أن اليمن بحاجة ماسة إلى هدنة من القتال وزيادة في إمكانية الوصول والتمويل للمساعدات الإنسانية، واستئناف فوري للواردات التجارية.

 

وعلى الرغم من النداءات الإنسانية الاقليمية والدولية لانقاذ اليمن من الوضع الكارثي، برزت تناقضات واضحة بين حجم الكارثة الإنسانية على الأرض وبين تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة لها فيما يتعلق بالجهود التي بذلت والمساعدات التي وصلت إلى المدن المتضررة من الحرب.

 

ففي الوقت الذي أكد فيه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ أن المساعدات الإنسانية وصلت إلى معظم المدن اليمنية خلال الفترة الماضية وبالذات خلال فترة الهدنة التي حددت بخمسة أيام الشهر الماضي، كشفت العديد من المصادر والمنظمات المحلية أن المساعدات الإغاثية لم تصل نهائياً إلى المدن التي تشهد مواجهات عنيفة وفي مقدمتها محافظة عدن ولحج وتعز والضالع وغيرها وإن وصلت بعض المواد الاغاثية فإنها ? تكاد تذكر مقارنة بحجم المساعدات التي يتم الإعلان عنها في وسائل الاعلام، ولا تكاد تفي هذه المواد ليوم واحد.

 

وقالت العديد من المصادر المحلية لـ»القدس العربي» ان محافظة   عدن لوحدها صارت منكوبة، إثر انهيار الأمن الغذائي فيها بسبب المواجهات المسلحة العنيفة التي تدور رحاها في أغلب أحيائها وكذا بسبب الحصار الاقتصادي المفروض عليها من قبل المتمردين الحوثيين.  وضاعف الأمر قساوة انها أصبحت مدينة موبوءة أيضا إثر انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة والتي تسببت في وفاة المئات من السكان منذ بداية الحرب فيها نهاية آذار/مارس الماضي وذلك انهيار الوضع الصحي وانعدام المواد الطبية والتي أدت إلى إغلاق العديد من المستشفيات الرئيسة في المدينة.

 

وأكدت مصادر طبية في عدن لـ»القدس العربي» وقوع 169 حالة وفاة في محافظة عدن على الأقل جراء انتشار وباء حمى الضنك خلال نحو شهر وتوقعت إصابة نحو 10 ألف حالة حتى ا?ن جراء انتشاره بشكل سريع في ظل انعدام الخدمات الصحية  والعقاقير الطبية.

 

ويشكوا مسؤولون محليون في المحافظات الجنوبية وبالذات التي تدور فيها موجات الحرب من عدم وصول المواد الإغاثية إليها وتعمد توجيهها إلى المدن والمحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون بينما المحافظات لم يصلها شيء من المساعدات والمواد الإغاثية. 

 

وفي هذا الصدد قال الناطق الرسمي باسم ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية المهندس عدنان الكاف ان سفينة مساعدات إغاثية كانت وصلت إلى ميناء الزيت في محافظة عدن الخميس الماضي وتحمل 200 ألف كيس من مادة الدقيق ولكننا تفاجأنا بأنه تم تحويلها من قبل احدى وكالات الأمم المتحدة المسؤولة عنها إلى ميناء مدينة الحديدة، حيث يسيطر الحوثيون عليها، بدون مبررات موضوعية.

 

وذكر أن هذا التصرف من قبل وكالات الأمم المتحدة في تحويل باخرة المساعدات الإغاثية من ميناء عدن إلى الحديدة وراءه «دوافع سياسية غير مسؤولة وغير أخلاقية وغير إنسانية».

 

وكانت الأمم المتحدة أعلنت قبل أيام ان الوضع الإنساني في اليمن يحتاج إلى مبلغ مليار وستمئة مليون دولار لتلافي حدوث كارثة إنسانية في اليمن، وأضافت أن مدينة عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة لها كمحافظات لحج وأبين والضالع وتعز وشبوه لم تتسلم أي معونات إنسانية من المساعدات الاغاثية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)