تخشى إيران من التقارب السعودي مع دولة روسيا الاتحادية بعد زيارة قام بها ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان لموسكو شملت توقيع العديد من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والعسكرية.

ظهرت الخشية الإيرانية بجلاء في وسائل اعلامها الناطقة بالفارسية، أصبح التقارب حديث الصحافة الفارسية فوكالة تسنيم شبه الرسمية قالت أنه من الممكن أن تقوض هذه الزيارة جهود نائب وزير الخارجية الروسي  ميخائيل بوغدانوف في التقارب الكبير بين روسيا وإيران.

لكن تنسيم استدركت بالقول إن: "المملكة العربية السعودية قد تكون طلبت من فلاديمير بوتين فتح العلاقات السعودية الإيرانية وتقريب وجهات النظر حول الملفات الإقليمية في اليمن ولبنان وسوريا، وربما قد تؤتي هذه الجهود ثماراً".

فيما قللت مواقع إخبارية أخرى من شأن الاتفاقيات الموقع بين البلدين وأشار موقع خبر اونلاين الفارسي إلى تغريدات حساب وهمي في موقع تويتر يدعى مجتهد ولديه أكثر من مليون متابع الذي قال أن" السعودية ذهبت إلى موسكو لإنقاذها من مستنقع اليمن الذي ورطت نفسها فيه". لكن الموقع بدا أكثر تشاؤماً بالقول: "السعودية تريد موقف أكثر صلابة في اليمن من أجل التدخل بموجب قرار دولي، وتحاول التحرك بعيداً عن واشنطن التي تتواعد مع طهران في مفاوضات نووية".

فيما عنونت وكالة فارس القريبة من الحرس الثوري تحليلاً: "زيارات سعودية إلى روسيا... ماذا وراء الكواليس؟!" وأشارت الوكالة بالقول إن الزيارة جاءت: " محاولة اقناع روسيا بالابتعاد عن ايران والعمل على الحد من توسع تأثيرها في المنطقة خصوصاً بعد ظهور مؤشرات على امكانية ابرام اتفاق نووي بين طهران والمجموعة السداسية الدولية التي تضم اميركا اللاعب الاساسي في هذه المجموعة".

وتضيف صحيفة الوقت أن السعودية "التي فقدت محيطها الإقليمي" –كما زعمت- يمكنها بالفعل كسب السياسة الروسية التي وصلت حد القطعية مع السعودية في حال قامت الرياض بتفعيل اتفاقيات شراء أسلحة عسكرية تصل قيمتها إلى 10مليارات دولار، وتوقيع اتفاقيات نووية لروسيا النصيب الأكبر في إنشاءها، بالإضافة إلى: "رفع أسعار النفط في الأسواق العالمية من خلال خفض السعودية لإنتاجها الذي زادته لإحراج إيران وروسيا. والجميع يعلم أن موسكو تمر بضائقة مالية بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها على خلفية الازمة الاوكرانية".

تشير أغلب المقالات والتحليلات الإيرانية إلى نظرة تشاؤمية إزاء هذا التقارب رغم محاولة التقليل منه في الصحف المحسوبة على الحرس الثوري الإيراني إلا أن توقيع اتفاقيات مثل هذا النوع ستسبب تفكك التحالف الإيراني الروسي الذي دأب على عرقلة ثورات الربيع العربي في مجلس الأمن، وأزم البلدين سوريا واليمن إلى درجة كبيرة في مجلس الأمن.