تفاجأت الجمهورية الإيرانية والإعلام الناطق بالفارسية بالتقدم الواسع للمقاومة الشعبية في عدن، الأسبوع الماضي، شهد أكبر تخبط للإعلام الإيراني في تغطية للأحداث في اليمن، منذ انتقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن في فبراير/شباط الماضي.

وكالة "مهر" تحدثت أن ما يطلق عليه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هو من يقود العمليات في عدن، نشرت صحيفة الوقت الإيرانية تصريح للناطق الرسمي لجماعة الحوثيين أن المقاومة الشعبية هم قرابة 600 مرتزق غير يمني، لكنه استدرك في تصريحات لوكالة فارس في نفس اليوم (الجمعة الماضي): إنهم قوات تابعة ل"علي محسن الأحمر" فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وجزء كبير منها تابع ل"داعش".

في حين استمرت صحيفة كيهان وتابناك المقربتان من المرشد الأعلى والحرس الثوري إن مدينة عدن ما زالت تحت سيطرة مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح، ولحقتهما وكالات الأنباء الرسمية وشبه الرسمية بعد يومين من المفاجئة.

يوم الثلاثاء(21 يوليو/ تموز) نشرت وكالة مهر تصريح لما وصفته بالقيادي البارز في جماعة الحوثيين، يدعى عبدالمنعم العادلي، قوله إن مسلحي جماعته مايزالون يسيطرون على محافظة عدن بكاملها، وأنه جرى إحكام السيطرة على منطقة "التواهي" بكاملها بعد ظهور بوادر لخلايا نائمة.

علق مواطن إيراني على الخبر بالقول: "إن شاء يكون ذلك صحيحاً، كل وسائل إعلام العالم تقول غير ذلك بما في ذلك حلفاءنا الروس".

وعلى صدر صفحتها الأولى زعمت صحيفة كيهان الصادرة يوم الثلاثاء (21يوليو/تموز) أن السعودية إنفضحت في عدن بجيش من المرتزقة، و "تنظيم الدولة" الذين فشلوا –بحسب تصريح محمد عبدالسلام- بعد ستة أيام من بدء ما أسموها تحرير "عدن"، لكن الصحيفة نشرت عن وكالة "تسنيم" تصريح لعبدالسلام يهدد فيه باستخدام الخيارات المفتوحة خلال الأيام القادمة رداً على سيطرة المقاومة على عدن، في تناقض فاضح لوسائل الإعلام الإيرانية.

صحيفة "عصر إيران" اهتمت بمهاجمة الأمم المتحدة واتهمتها بشرط الهدنة الإنسانية في اليمن من أجل السماح لما وصفتهم "القاعدة" بالسيطرة على عدن، واتهمت "تنظيم القاعدة" بتلقي أموال من الأمم المتحدة وتنسيق بينهم بقيادة السعودية من أجل السيطرة على عدن.

تحاو الصحافة الإيرانية (المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية) التعتيم على المواطنين الإيرانيين، والإدعاء إن التدخلات الإيرانية في اليمن تحرز تقدماً لصالح أدواتها، لكن بحسب قياس رأي عام في إيران فـ 4% فقط هم من يؤيدون تدخلات النظام ودعم جماعة الحوثي المسلحة.