تتسارع التطورات الميدانية في اليمن بوتيرة قد تغير من مجرى الحرب وتقلب التوازنات العسكرية رأسا على عقب على المدى البعيد.
فبعد دخول القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مدينة عدن الجنوبية وطرد الحوثيين من أغلب مناطقها، تمكن مؤيدو الرئيس من بسط سيطرتهم على قاعدة العند الاستراتيجية أكبر القواعد العسكرية في اليمن.
وتمت استعادة السيطرة على عدن وقاعدة العند بفضل إمدادات عسكرية قدمها التحالف العربي للمقاتلين الموالين للرئيس هادي والمقاومة الشعبية، شملت كميات من الأسلحة ومئات العربات والمدرعات.
ومع استتباب الأمن نسبيا في عدن قام نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح برفقة ستة وزراء بزيارة لمدينة عدن، يوم السبت الماضي. واكتست الزيارة دلالات سياسية كون بحاح أكبر مسؤول من حكومة اليمن في المنفى يزور المدينة منذ أن طرد مقاتلون محليون جماعة الحوثي منها.
وفي اليوم التالي قلل زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، في خطاب بثته قناة المسيرة، من أهمية فقدان مقاتليه السيطرة على عدن ووصف نجاح حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في استعادة عدن بأنه "إنجاز محدود". وألقى باللائمة في خسارة المدينة على بعض المقاتلين الذي آثروا قضاء عطلة عيد الفطر مع أهاليهم بدل المرابطة بمواقعهم في المدينة. الا أنه عاد وأكد على أن الحلول السياسية لا تزال ممكنة.
ولا يزال المتحدثون باسم جماعة أنصار الله الحوثية ينفون خسارتهم قاعدة العند العسكرية رغم مرور ثلاثة أيام على اجتياحها من قبل الموالين للرئيس هادي. ففي تصريح لبرنامج بي بي سي، نقطة حوار، قال محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله "لم تسقط قاعدة العند ومازالت هناك مناوشات وقتال دائر".
وفي تصريحات لتلفزيون روسيا اليوم اعتبر حامد البخيتي الناشط السياسي في جماعة أنصار الله أن ما يقال عن سقوط قاعدة العند بأيدي القوات الموالية للرئيس هادي "هرطقات إعلامية وأخبار تفتقر الى الصحة، "مضيفا أن "المقاتلين الحوثيين ما زالوا يتواجدون فيها".
في هذه الأثناء تكتسي الحملة العسكرية التي يقودها التحالف العربي زخما أكبر. فقد تمكن المئات من المقاتلين الموالين للحكومة اليمينة، حتى مساء الأربعاء 5 أغسطس/آب، من السيطرة على محافظة لحج وأجزاء من أبين، وأحرزوا تقدما كبيرا في محافظة تعز، طبقا لمعلومات حصلت عليها بي بي سي من مصادر عسكرية وشهود عيان.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية أكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد اليافعي أن ما سماه بـ" الجيش الوطني والمقاومة الشعبية" يتواجدان حاليا على تخوم مدينة زنجبار مركز محافظة أبين متوقعا استعادتها من أيدي الحوثيين في غضون ساعات.
غير أن الحوثيين يتحدثون عن استمرار سيطرتهم على مناطق واسعة في عدن وأبين ولحج ويؤكدون أنهم نجحوا في تدمير عدد من المدرعات والدبابات الحديثة التي نقلتها كل من السعودية والإمارات الى عدن في الآونة الأخيرة.
ويرى محللون عسكريون أن فقدان الحوثيين للسيطرة على عدن وقاعدة العند هو تحول في مجريات الحرب. ذلك أن القاعدة العسكرية تكتسي أهمية كبرى لأنها ستتيح لقوات الرئيس هادي وقوات التحالف الداعمة له التحول من موقع الدفاع الى موقع الهجوم.