الرئيسية > عيون الصحافة > صحيفة المدينة: إنقاذ اليمن

صحيفة المدينة: إنقاذ اليمن

صحيفة المدينة: إنقاذ اليمن

ثمة أسئلة تطرح نفسها بقوة في خضم تطورات الأحداث التي يشهدها اليمن تباعًا منذ بضعة أشهر.

فقد خاضت الحكومة اليمنية 6 حروب شرسة مع الحوثيين لم تنته بانتصارهم، ليفاجئ العالم بالحرب السابعة التي اندلعت في سبتمبر الماضي بانتصار سهل يحققونه دون مقاومة تذكر من قبل الجيش، وجاءت المفاجأة بسقوط صنعاء العاصمة بأيديهم بعد حصار لم يستمر طويلاً، ثم توالت المفاجآت بعد ذلك بسقوط المزيد من المدن والقرى في يد الحوثي، وبدأ الأمر كما لو أن اليمن أصبح تحت قبضة الحوثيين خاصة بعد القرار بإشراكهم في قيادة الجيش.

 

ورغم أن العديد من المراقبين عزا هذه التطورات الدراماتيكية التي زاد من تعقيدها استمرار "القاعدة" في ممارسة عملياتها الإرهابية، وزيادة حدة التوترات في الجنوب، إلى الدعم الكبير الذي تقدمه إيران إلى الحوثي وانشغال العالم بالحرب على داعش بعد تمددها الجغرافي المفاجئ - هو الآخر - في العراق وسوريا، إلى جانب ضعف الجيش اليمني وتفشي الفساد والنزاعات القبلية في جسم الدولة.


كان من الممكن إبداء شيء من التفاؤل بعد الإعلان عن حكومة خالد بحاح على صعيد مواصلة الحوار الوطني وإعادة ترميم ما تصدع في الذات اليمنية بعد الشرخ الذي أصاب بنيتها الوطنية، وإعادة بناء الإنسان اليمني وفقًا للقيم الحضارية التي ظلت تشكل الملامح الأساسية لهذا الإنسان تحت مظلة التعددية والتعايش والوئام، بعيدًا عن النزاعات الطائفية والقبلية والصراع على السلطة والكراسي، والولاء لقوى خارجية لا تخفى أهدافها ومخططاتها الشريرة لتمزيق وحدة اليمن ونثر بذور الانقسام والفوضى في أرضه.


تفاؤل البعض أيضًا باتفاق السلم والشراكة الذي وقعه الفرقاء في سبتمبر 2014م، وبجهود المبعوث الأممي لدى اليمن جمال بن معمر وجولاته المكوكية لاحتواء الأزمة، يتناقض مع تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد الذي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، خاصة مع ازدياد التغلغل الحوثي في أرجاء اليمن والتهديد بالسيطرة على تعز، المدينة الأكبر من حيث عدد السكان، وقرار محافظ الحديدة الذي أصدره أمس بدمج قوات الحوثي ضمن قوات الأمن، وهي تطورات تدفع إلى المزيد من القلق حول مستقبل اليمن وأمنه واستقراره.

 

لكن يبقى الأمل في الشعب اليمني نفسه في أن يصحح مسيرة ثورته في اتجاه المصلحة الوطنية العليا التي ترفض التدخلات الخارجية والولاءات الحزبية والقبلية والطائفية.