الرئيسية > محلية > أ.ب: الصراع على السلطة في اليمن.. سؤال وجواب

أ.ب: الصراع على السلطة في اليمن.. سؤال وجواب

أ.ب: الصراع على السلطة في اليمن.. سؤال وجواب

مع اندلاع الاشتباكات العنيفة -أمس الاثنين- في اليمن بين الحكومة المدعومة من قبل الولايات المتحدة والمتمردين الشيعة "الحوثيين"، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر من العام الماضي، فإن ذلك الصراع على السلطة يهدد ويقوض الجهود من أجل محاربة تنظيم القاعدة في اليمن الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية.

الاشتباكات التي تركزت حول القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء وفي منطقة عسكرية جنوب البلاد، تُعد التحدي الأكبر حتى ا?ن لحكومة الرئيس عبدربه هادي منصور، حيث وصف مسؤول التحرك الأخير للحوثيين بأنه "خطوة نحو انقلاب".

 

تناولت وكالة ا?سوشيتد برس الصراع على السلطة في اليمن في سؤال وجواب كما يلي:

 

س: ماذا يعني التطور الأخير للقاعدة في اليمن؟ وماذا يترك أمام للولايات المتحدة؟

 ج: تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، الذي تعتبره واشنطن أحد أخطر فروع التنظيم، ازدهر نشاطه في أعقاب سقوط التطلعات التوسعية للحوثيين وسط اليمن، حيث يهيمن رجال القبائل السنية، واتخذت الاضطرابات في اليمن طابعا طائفيا نجح في تأليب السنة ضد الشيعة، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة القاعدة، التي تزعم وجودها في 16 من أصل 21 محافظة يمنية.

 

ومع الصعود التدريجي للحوثيين للسلطة وتوسيع نفوذهم، فإن الولايات المتحدة مهددة بفقد شريك مخلص لها في حملتها ضد تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب ومن الممكن أن يؤدي ذلك لتقويض جهودها في القضاء على ذلك التنظيم.

 

س: من هم الحوثيون؟

ج: بدأت الحركة الحوثية كجماعة دينية صغيرة تطلق على نفسها تنظيم "الشباب المؤمن"، سعت لإحياء الزيدية، وهي طائفة شيعية ينتسب إليها 30 % من اليمنيين، وتتركز في الشمال، وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أجج ذلك المشاعر المعادية لأمريكا في المنطقة، واستفاد حسين الحوثي من ذلك الغضب الشعبي لإطلاق تمرد مسلح ضد علي عبد الله صالح، حليف الولايات المتحدة في ذلك الوقت.

 

ثم قتلت القوات الحكومية الحوثي في عام 2004، لكن أتباعه أكملوا مسار التمرد الدموي المسلح في الشمال ضد صالح الحاكم المستبد حتى الوصول لوقف إطلاق نار في عام 2010، وا?ن وبعد أن تم تسمية الحركة على اسمه، اكتسب الحوثيون تأييدا واسعا بين رجال القبائل، الذين عانوا طويلا من الحملات العسكرية لصالح.

 

س: ما هو حجم الأراضي التي يستحوذ عليها الحوثيون؟ وما هدفهم الأساسي؟

 ج: بعد الإطاحة بنظام صالح في 2012 في أعقاب احتجاجات الربيع، نمت قوة الحوثيين، وفي طريق قتالهم من معقلهم في مدينة صعدة شمال اليمن، شنوا هجمات ضد الحكومة وعدوهم القديم اتحاد حاشد القبلي، وهذه الجماعة وهي من الزيديين، والمتحالفة مع حزب الإصلاح الإسلامي، فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن فضلا عن بعض جنرالات الجيش الكبار.

 

وفي سبتمبر عام 2014، سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء بعد تطويقها لأسابيع بحجة أنهم يريدون حكومة جديدة وإعادة الدعم للوقود، ومنذ ذلك الحين، سيطر الحوثيون على 8 محافظات على الأقل من بينها محافظة الحديدة، التي تعد ثان أكبر موانئ البلاد، وعلى مدار أسابيع، تم نشر مقاتلي الحركة في محافظة مأرب الشرقية، الغنية بالبترول والغاز الطبيعي وعلى الرغم من ذلك، فإن وجود القبائل المحلية القوية في مأرب سيحول دون السيطرة الكاملة للحوثيين عليها.

 

س: هل الحوثيون متحالفون مع إيران؟

 ج: يقول منتقدون إن الحركة، التي يقودها عبد المالك الحوثي ا?ن، تدعمها إيران بشدة، وخلال تظاهراتهم أو معاركهم، غالبا ما يرددون الشعار الإيراني الشعبي الذي يردده المسلحون الشيعة في العراق والموالون لتنظيم حزب الله اللبناني وهو: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام"، وما يزيد من تلك المزاعم، هو مصادرة السلطات لسفن تحمل على متنها أسلحة إيرانية في السنوات الأخيرة يُزعم أنه مخصصة للحوثيين، غير أن الحركة الحوثية أنكرت أية علاقة أو صلة لها بإيران.

 

س: هل الصراع الحالي طائفي؟

 ج: حرب الحوثيين في شمال اليمن ليس ذات طبيعة طائفية، لكنها لعبة تصفية حسابات بين الخصوم القدامى، والصراع الحالي، حيث يتقاتل الحوثيون ومصدر القلق السابق لهم حزب الإصلاح وقبيلة الأحمر وقادة الجيش هو صراع من أجل السلطة السياسية أكثر من أي شيء آخر.


س: هل سيتم تقسيم اليمن؟

 ج: أغلب اليمنيين يرغبون في نظام فيدرالي يمنح المزيد من القوة للسلطات المحلية، والحوثيون والكثيرون في الجنوب قد يرغبون في إعادة تقسيم اليمن لشمال وجنوب، في الوقت الذي يفضل فيه الرئيس هادي والموالون له نظام يقسم اليمن لستة أقاليم مثلما جاء في مسودة الدستور، أما الجنوبيين، الذين كانوا يحظون بدولة شيوعية مستقلة حتى إعلان الوحدة عام 1990، يرون أن نظام التقسيم لستة أقاليم قد يجعل الشمال يتمتع بسلطة أكبر.

 

ويرفض الحوثيون خطة التقسيم لستة أقاليم مع مخاوفهم أن يؤدي ذلك لتقليص سلطتهم في المناطق التي يسيطرون عليها فعليا، وهناك بُعد دولي أيضًا، فالولايات المتحدة والسعودية تدعمان هادي، والسعوديون يرون الحوثيين وكيلا لإيران وجماعة إرهابية تهدد الاستقرار الإقليمي وتخشى الرياض أيضًا من أن تخلق الحركة الحوثية بلدا صغيرا شمال اليمن، المتاخم للسعودية.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)