قالت الناشطة السياسية والإعلامية اليمنية أسوان شاهر سعد أنّ استقالة عبد ربه منصور هادي من منصبه كرئيس لليمن في هذا التوقيت بالذات رغم خذلانه لمطالب الشعب اليمنيفي اكثر من مناسبة وفشله في ادارة البلاد- إلا انّها تمثل خيبة أمل اخرى لليمنيين، تخلى فيها هادي عن مسؤوليته الاخلاقية والقانونية تجاه الشعب والوطن.
مندب برس يعيد نشر الحوار الذي اجرته معها صحفية"المغرب"
اولا ماهو تعليقك على اخر التطورات التي شهدها اليمن ؟
ما وصل اليه المشهد اليمني هو نتيجة طبيعة لحجم التواطؤ والمؤامرات والخيانات الداخلية والخارجية التي مرت بها البلاد منذ العام 2011 وخاصة ممن كنا نعتقد انهم شركاء الثورة الذين توزعوا فيما بعد الى متحالفين مع النظام السابق من جهة كجماعة الحوثي الذين وجهوا الطعنة الاكثر غدرا في ظهر الثورة وشبابها، وبين احزاب سياسية منحت الثقة لتلبي تطلعات الشعب من خلال مشاركتها في حكومة اثبتت فيما بعد فشلها وضعفها، بل وصلت الى حد التماهي مع جماعات وسياسات تقف عائقا امام احلام اليمنيين في بناء دولتهم المدنية الحديثة التي خرجوا لأجلها في 2011، وهذه الاحزاب متمثلة بتوليفة احزاب اللقاء المشترك .
ما تعليقك على استقالة هادي وحكومته ؟
على الرغم من الخذلان الذي سببه هادي للشعب اليمني بسبب ضعفه وسوء ادارته للبلاد خلال الفترة الانتقالية إلا ان استقالته في هذه المرحلة تمثل خيبة امل اخرى لليمنيين، وتعتبر تخليّا عن المسؤولية الاخلاقية والقانونية والوطنية للرجل عن اليمن وهي بالنسبة لنا كشباب ثورة استقالة غير مقبولة، عليه ان يتراجع عنها ويستوفي مهامه على الاقل الى ان يسلم السلطة لمجلس رئاسي انتقالي وحكومة مؤقتة اما قبل ذلك فهو يرمي باليمن الى احضان المليشيا ويسلمها لقمة سائغة لها ولحليفها (اللدود) علي عبد الله صالح بنظامه القديم السابق لثورة 2011 العظيمة بكل ما فيها من قيم للتعايش والمواطنة والمدنية والعدالة والتوزيع العادل للسلطة والثروة من خلال الادوات السلمية المتعارف عليها في العالم كله وهي الانتخابات وليس الاستقواء بالسلاح والهمجية والمؤامرات القذرة .
من يحكم اليمن الان ؟
من يحكم اليمن كإدارة دولة هم مليشيا الحوثي ليس فقط منذ الاستيلاء على القصر الرئاسي بل منذ سمح لهم بدخول صنعاء وقبلها عمران والاستيلاء والسطو على مقدرات بلد بأكمله وما الرئيس والحكومة سوى موظفين لدى مليشيا الحوثي التي تتمدد على مستوى المحافظات والمؤسسات والمعسكرات امام صمت وتواطؤ من الرئيس والأحزاب السياسية وأمام تعاون وتنسيق مع النظام السابق متمثلا في المخلوع علي عبد الله صالح وأدواته في السلطة والجيش .
كيف ترين مستقبل البلاد بعد هذه الاحداث ،والحلول اللازمة لتجاوز ذلك؟
مستقبل البلاد مرهون الان بتكاتف وتوحيد الصفوف للقوى الوطنية السياسية والاجتماعية والثقافية والشباب والطلاب ولمواجهة المليشيا المسلحة التي تسعى إلى التهام الدولة وتجريف مؤسساتها وكل قيم المواطنة والتعايش والعمل السياسي.
بعيدا عن الازمة الراهنة، كيف تقيمين دور المرأة اليمنية في المشهد السياسي في البلاد؟
المرأة اليمنية تبلي حسنا في المشهد السياسي والتي تجلت في مشاركتها اثناء الثورة السلمية في 2011 شهدها العالم مشاركة مشرفة وكبيرة بل انها مثلت رمز وايقونة الثورة وكانت في مقدمة الصفوف وقادت الشارع وأثبتت انها قادرة على تجاوز الادوار النمطية للمرأة والمشاركة الفاعلة وبالفعل هي قيادية في الاحزاب ولها دورها في الحراك السياسي والإعلامي والشبابي والطلابي وهي ماضية قدما في طريق التميز والنجاح.