الرئيسية > محلية > قصة بطل 14 أكتوبر الشهيد عبود كما يرويها أحد رفاق النضال

قصة بطل 14 أكتوبر الشهيد عبود كما يرويها أحد رفاق النضال

كتبت صحيفة «الأيام» ، يوم السبت 11 فبراير 1967م ، استشهد مهيوب علي غالب الشرعبي «عبود» وهو احد القادة العسكريين للجبهة القومية ومنذ ذلك التاريخ يجري في اليمن الجنوبية الاحتفال في هذا اليوم بيوم ذكرى الشهداء وقد أصبح ذلك اليوم هو يوم الشهداء.
 
ووفاء لشهداء 14 اكتوبر وأبرزهم الشهيد عبود سوف نسطر سيرة هذا الشهيد ومن مصدر قريب منه هو رفيقه وزميله المناضل احمد قاسم سعيد .
 
السيرة الذاتية للشهيد عبود:
ولد الشهيد مهيوب علي غالب الشرعبي «عبود» عام 1945م في قرية «الجبانة» عزل الدعيسة شرعب الرونة وقد عانى من اليتم صغيراً فقد توفى والده وعمره ثلاث سنوات. وبعد فارة والده انتقل إلى عزلة الشحنة، شرعب الرونه وعاش مع والدته في بيت خاله عبدا لله حسن، ثم عندما تزوجت والدته على بشر الصبيحي عاش مع والدته في منزل عمه راوح وفي نفس القرية (الغول) عزلة الشحنة شرعب الرونة. وتلقى تعليمة الابتدائي في المعلامة» الاكتاب» والتحق كاتب هذه السيرة مع الشهيد في يوم وتحد بالمعلامة وعندما أكملا حفظ القران مع بعض المعارف في عام 1955م انتقل الشهيد مع رفيق دربه إلى عدن حيث التحقا بالمدرسة الأهلية في التواهي وعند استكمال المرحلة الابتدائية ولظروف مادية صعبة لم يتمكن الشهيد من مواصلة الدراسة الإعدادية المنتظمة حيث التحق بالعمل في محل لبيع الخضروات والفواكه في مدينة التواهي في عدن إلا أن هذا لم يفت في عضده فواصل الدارسة المسائية علة يد الأستاذ المرحوم عبدالكريم العمراوي حتى أكمل المرحلة الإعدادية.
 
وفي عام 1961م التحق الشهيد مع رفيق دربة احمد قاسم سعيد الشرعبي بدراسة قواعد اللغة العربية في نادي الاعروق، بمدينة المعلا في عدن تحت إشراف الأستاذ عبدالرزاق شائف مع نخبة من المدرسين في النادي يقومون بتدريس قواعد اللغتين العربية والانجليزية وأثناء الدراسة في النادي تعرف الشهيد على مبادئ واهداف حركة القوميين العرب وذلك من خلال الأستاذ عبدالرزاق شائف، الذي قام بترتيب أمر التحاق الشهيد مع رفيق دربه في عضويه وصفوف الحركة وفي نهاية عام 1961م وأدى الشهيد القسم التنظيمي على يد الأستاذ عبدالرزاق شائف والفقيد عبدالوراث الأبي.
 
ورتب وضع تنظيمي للشهيد في إطار القطاعات التنيظيمة لحركة القوميين العرب في عدن.
 
وبانطلاقة ثورة 14 أكتوبر التحررية المسلحة في عام 1963م بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل NLF والتي شكلت في أغسطس 1963م من حركة القوميين العرب وتسع فصائل وطنية أخرى، رتب وضع الشهيد عبود بحيث صار عضواً في الجبهة القومية وضمن قيادة العمل السياسي والفدائي في عدن.
 
وفي مطلع عام 1964م سافر الشهيد عبود، مع مجموعة من الفدائيين والمناضلين إلى مدينة (تعز) للالتحاق بدورة تدريب عسكرية وبعد إكمال الدورة عاد الشهيد مع مجموعته إلى عدن وعلى الفوريدات العلميات الفدائية وبدأت عدن تشهد ماً عملاً فدائياً واسعاً وقوياً ضد قوات الاحتلال البريطانيين وكان يوم توقيت فتح جبهة عدن في يوم 2 أغسطس 1964م ونفذ وقاد الشهيد علميات فدائية كبيرة، في كل مستعمرة عدن اغلبها في حي المعلا وخورمكسر.
 
وفي نهاية عام 1964م تفرغ الشهيد عبود الشرعبي للعمل الفدائي لقيادة وتخطيط وتنفيذ العمل الفدائي. حيث تبوأ الشهيد مواقع قيادية في إطار قيادة القطاع الفدائية للجبهة القومية في مدينة عدن وصار من ابرز قادة القطاع الفدائي للجبهة القومية في مستعمرة عدن.
 
وفي عام 1965م وفي شهر يناير تحديداً وفي الساعة السادسة صباحاً اعتقلت القوات البريطانية الشهيد عبود وهو خارج من منزل رفيقة الدائم احمد قاسم سعيد وفي فناء مستشفي الملكة (الجمهورية) وذلك بإيعاز من عملاء بريطانيين رصدوه وهو يدخل المنزل وأودع معتقل المنصورة لمدة ستة أشهر تعرض خلالها لتعذيب جسدي ونفسي شديدين وبسبب التعذيب بترت إحدى أصابع يده ، وحكم عليه بالتسفير إلى مدينة تعز.
 
وفي مدينة تعز بعثته قيادة الجبهة القومية المتواجدة هناك إلى الخارج في دورة تدريبية على أساليب طرق قيادة حرب العصابات والعمل الفدائي في المدن، وعند إكماله لدراسته في حرب العصابات في المدن والمعسكرات منح من عناصر الجبهة القومية في جيش اتحاد الجنوب العربي والبوليس بطاقات قائد عسكري مما مكنة من القيادة والتخطيط والتفنيد العمليات فدائية في اخطر واهم المواقع البريطانية في عدن وتمكن الشهيد بفضل قدراته ومواهبه وروح الإقدام والإخلاص والاستعداد للتضحية والسرعة في الحركة والدقة في التخطيط والشجاعة لعالية تمكن من تنفيذ العمليات الفدائية الجسورة والخطيرة وهذه المزايا مكنته من الافلات من الوقوع في أيدي سلطات الاحتلال وأجهزتها الاستعمارية كما مكنته من تبوء مواقع قيادية فدائية هامة في قيادة الجبهة القومية وثورة 14 أكتوبر التحررية المسلحة وكان للشهيد دور في دعم ومساندة ثورة 26 سبتمبر في الشمال جيت اشتراك مع رفيق دربه وزملاء آخرين ضمن فرق شكلت في عدن لجمع التبرعات المالية وتعبئة المواطنين والمتطوعين وإرسالهم للالتحاق بالحرس الوطني والجيش الجمهوري للدفاع عن الجمهورية هذا إلى جانب التعقب والمطاردة لفلول الملكيين الذين كانوا يحاربون الجمهورية من مناطق الجنوب وخصوصاً من عدن وبيحان واهم الإعمال الذي قام بها الشهيد مع رفيق دربه علمهم بان مكتب الملكيين الذي كان في عدن الذي يدار من قبل ( اقدامة والشيخ عبدالعليم حسان) وكذلك( شريف بيحان )سلطان ولاية بيحان، قاموا هؤلاء وتحت إشراف وتموين الاستخبارات البريطانية في عدن في التخطيط لنسف القيادة المصرية في (تعز) بواسطة سيارة لاندروفر، حيث جهزت الاستخبارات البريطانية سيارة مفخخة بالمتفجرات وبتوقيت زمني مجهزة بساعة توقيت بهدف نسف القيادة المصرية بتعز.
 
وعند بحثهم عن الشخص المنفذ وقع الاختيار على صهر المناضل احمد قاسم سعيد وزوج أخته وهو ساكن معه في بيته هو وكريمته ووالدته في مساكن مستشفي المكلة(الجمهورية) وذلك لتنفيذ العملية المذكورة وذات يوم وفي النصف الثاني من الستينات من القرن العشرين حضر فدامه وعبدالعليم حسان إلى منزل احمد قاسم سعيد وسالا عن محمد غالب سيف القرعي وكان ثلاثتهم يمضغون القات الشهيد عبود احمد قاسم وصهره محمد غالب القرعي وقال لهم احمد: انهم موجود وقام القرعي وأدخلهم إلى غرفة احمد واتفقوا معه ان يأخذ السيارة المفخخة إلى تعز بتفجيرها بجانب القيادة المصرية بتعز ويعود إلى عدن وسلموه مبلغاً كبيراً من المال ليرشي نقطة الراهدة ليصل إلى تعز.
 
وكان التفكير ان يتم القضاء على الملكيين في المنزل ولكن اعملوا الفكر في مصيرهم اللاحق، وكذلك مصير العلمية واتفق الشهيد مع الاثنين الآخرين ان تبلغ قيادة الجبهة القومية عن هذه العملية وان يتم الضغط على الصهر بان يسلم نفسه مع السيارة المفخخة إلى القيادة المصرية في تعز وهذا ماحصل بنجاح كبير.
 
وفي يوم السبت 11 فبراير 1967م استيقظ الشهيد عبود الشرعبي ومن نومه مبكراً وكان نائماً في منزل المناضل احمد قاسم وركب سيارته نوع (اوستن ميني) بيضاء اللون والتي كانت معبأة بالألغام وتوجه إلى مدينة الاتحاد(الشعب) وكان في انتظاره هناك الشهيد الدوم وآخرون حيث قاموا بزرع الألغام في ميدان الاتحاد الذي كان مقرراً ان يقام فيها لاحتفال بعيد الاتحاد الفيدرالي الثامن والذي تأسس في 11 فبراير 1959م وحضر كل السلاطين ووزراء حكومة الاتحاد الفيدرالي والقادة والمسؤولون البريطانيون وعند حضور المندوب السامي البريطاني وقائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط بطائرة مروحية تم اكتشاف بان ميدان الاحتفال مزروع بالألغام فلم تهبط الطائرة وقفلت عائدة من حيث آتت إلى حي التواهي وانفض الاحتفال.
 
وخلال هروب السلاطين والعملاء والضباط البريطانيين فتح الشهيد النار مع رفاقه ورموهم بقذائف المدفعية المختلفة الأنواع وسقط عدد كبير من ضباط وجنود الاحتلال البريطاني وعملائهم صرعى واستشهد من فدائي الجبهة القومية الشهيد الدوح .
 
وفي نفس اليوم اشتعلت أوار معارك ضاربة في كل أنحاء المستعمرة عدن وانتقل الشهيد عبود الشرعي من مدينة الاتحاد إلى مدينة الشيخ عثمان وقاد المعارك بنفسه من خلال شاهد عيان - هو كاتب هذا الكتاب- فقد استشهد مهيوب على غالب الشرعبي (عبود) في عملية فدائية نوعية فقد قفز على سطح ناقلة جنود بريطانية وألقى بقنبلة يدوية في فتحتها في الأعلى لتنفجر محدثة إصابات كبيرة بين قتلى وجرحى من الجنود البريطانيين ومن ثم جرى خلال سوق البلدية في الشيخ عثمان ورصده جندي بريطاني كان متمركزاً مع ثلة من الجند فوق سطح عمارة البنك القريب من مسجد النور وأطلق عليه النار ليسقط شهيد الثورة والتحرر.
 
وعن حياة الشهيد الاجتماعية فقد تزوج عام 1964م من ابنة عمه عبدا لله غالب في قرية الجبانة عزلة الدعيبسه شرعب الرونة إلا انه انفصل عنها بعد عامين ولم تنجب له أطفال.
 
وارتبط بفتاة من فتيات المنصورة وكانت من أعضاء قطاع الطوارئ للجبهة القومية واستشهد قبل ان يفترن بها وللشهيد عبود شقيق واحد من والده ويحمل نفس اسم الشهيد مهيوب على غالب ولدية شقيقتان من والدته هن خيرية عبده بشر ومريم عبده بشر وتعيشان في عزلة الشحنة قرية الداخلة شرعب الرونة، إما شقيق مهيوب علي غالب فهو يقطن في وحدة عبدالعزيز عبدالولي في المنصورة في عدن وقد حضره رفيق درب الشهيد احمد قاسم سعيد وقريبة من القرية واشرف على تربيته وتعليمه ولم يلتحق بالدراسة الجامعية بناء على رغبته الشخصية.
 
ماتجدر الإشارة إليه هو ان مقاتلي جبهة التحرير والجبهة القومية قد اجتمعا لأول مرة للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد عبود بالإضافة إلى مشاركتهما معاً في جنازة أنجال عبدالقوي مكاوي بعد نحو أسبوعين تقريباً وهما الجنازتان اللتان لم تشهد عدن مثيلاً لهما من قبل مما أزعج الاستعمار كثيراً لكون ذلك ان يؤشر إلى مايمثلة الاتحاد من قوة.
 
وكما هو معروف ان الراحل سالم ربيع علي - رحمه الله- وفضل محسن عبدا لله عضو المجلس الاستشاري وعلي محاضر قاسم من الذين شيعوا جثمان الشهيد عبود وما يزال من حضروا التشييع يتذكرون عندما نزل سالمين بنفسه إلى القبر ليتأكد من وضع الجثمان الصحيح نحو القبلة.

تشييع الشهيد عبود

 

 

تشييع الرفيق عبود

 

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)