من وسط بيئة محافظة ومجتمع ينظر للفن نظرة دونية، كسر الفنان البصري شرف الحوثي، هذه النظرة، وانطلق لينشر رسالته السامية في الفن والمحبة عبر التصوير الرقمي.
شرف، الذي عاش وترعرع في اليابان قبل أن يعود إلى اليمن، وجد في بلاده مجتمعاً مختلفاً بفوارق زمنية وفكرية عميقة دعته لأن يتخذ القرار بتغيير النظرة إلى الفن قدر استطاعته وعبر أدواته الفنية. ولأن الأمية هي السائدة في أكثر المجتمعات العربية فقراً فاختار الصورة ليوصل رسالته.
حاول من خلال الكثير من الصور إيصال رسائل مهمة وحساسة فتحت آفاقا كبيرة له كفنان بصري. من ضمنها، مشاركته في مهرجان كولالمبور الدولي للتصوير بنسخته العشرين.
يقول شرف إن اسمه كان يمثل عائقاً كبيراً له، كل من تعامل معه ظنه من جماعة «الحوثيين المسلحة»، لذا فقد قرر أن يبدأ رحلة ليبين للعالم أن تشابه الأسماء لا يعني لمسيرته الفنية شيئا.
لا ينظر هذا الفنان لنفسه بوصفه سياسيا أو ناشطا اجتماعيا، وإنما هو فنان بصري يسعى لنقل مستوى جديد من الفن ويرتقي بمستوى الرسالة الفنية في المجتمع اليمني.
ويعتقد أن الكثير من مظاهر العنف والتطرف ستبدأ بالاندثار، خاصة في جيل الشباب إذا ما بدأنا في تشجيعه لإنتاج ونشر أعمالهم الفنية وفتح مجال لتعلم الفنون والموسيقى.
عشر سنوات رقمية هي المدة التي جمعت شرف بحب الكاميرا والفن الرقمي. يقول «اكتشفت أسلوبي الخاص، قدراتي مع بداية رحلتي مع الكاميرا، كانت رؤيتي تتغير ومنظوري للأشياء مع كثرة التصوير، حيث صار بإمكاني تحويل الأماكن العادية التي أراها إلى صورة تعكس نظرتي وعالمي الخاص».
ويضيف: «عندما ينظر الناس إلى أعمالي، يشعرون أن هنالك شيئا غريبا يستفزهم للمتابعة، هذا ما أدعوه الوصول للهدف عبر الاستيلاء على انتباههم ودفعهم للتفكير، لأنه في النهاية الأعمال البصرية يجب أن تعكس أثراً على متلقيها وقد تخلق الصدمة له أو الدهشة، وهنا أعتبر أن هذا العمل قد نجح. وهذا هو ما أحاول تقديمه عبر مختلف أنماط هذا الفن».
يوضح الحوثي أن « الأعمال البصرية تتمحور حول الفكرة وطريقة عكسها للمتلقي. في أعمالي البصرية أريد من الناس أن تنظر لها بالكثير من الأسئلة لماذا هذا العمل مختلف. أحيانا البعض ينظر إلى أعمالي بشيء من السخرية، ولكن ما يهمني فعلاً هو النظرة الفنية تجاه أعمالي وتقييمها من زاوية فنية بحتة، ومن حسن حظي فإن هذه النظرة الفنية هي ما وجدتها من أغلب متابعي أعمالي، وهنا أجد أني فعلا أتحت مجالاً لهذا النوع من الفن (الفوتوغرافيا والفن الرقمي) أن ينتشر في أوساط المجتمع اليمني والعربي.