الرئيسية > اخبار وتقارير > "المجمع الانتخابي".. طريقة الأمريكيين في اختيار رئيسهم

"المجمع الانتخابي".. طريقة الأمريكيين في اختيار رئيسهم

تشخص أنظار الملايين من سكان الأرض يوم الثلاثاء المقبل، الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، نحو الولايات المتحدة الأمريكية التي ستنتخب أقوى رئيس في العالم، والذي سيحدد خط السياسة الدولية لأربع سنوات قادمة.

ما يميز الانتخابات الأمريكية هي تقاليدها وتقنيتها الفريدة من نوعها في العالم؛ ففي كل عام انتخابي يتم الاقتراع في الثلاثاء الأول بعد الاثنين الأول من نوفمبر/تشرين الثاني منذ العام 1845، حينما أقر الكونغرس الأمريكي ذلك.

ويعود سبب اختيار هذا اليوم بالتحديد إلى انتهاء موسم الحصاد الذي ينتهي بحلول ذلك الشهر؛ لكون غالبية سكان الولايات المتحدة كانوا مزارعين آنذاك، بالإضافة إلى أخذ حالة الطقس المعتدل في الاعتبار.

واختير الثلاثاء لإفساح المجال لوصول الناخبين الذين يسافرون لمسافات طويلة للإدلاء بأصواتهم في مراكز ولاياتهم الانتخابية.

وبحكم أن نظام الولايات المتحدة "فيدرالي"، تنص المادة الثانية من الدستور الأمريكي على أنه تجرى الانتخابات الرئاسية عن طريق نظام "المجمع الانتخابي"، وهذا النظام لا يسمح بالانتخاب المباشر للرئيس ونائبه من قبل الشعب الأمريكي، وإنما يقوم صوت واحد لكل ناخب، حيث يكلف سكان كل ولاية مندوبين عنهم ليقوموا بانتخاب الرئيس ونائبه، وهم من يسمون بالمندوبين.

ويتألف المجمع الانتخابي منذ عام 1964 من 538 ممثلاً للشعب، يحدد الدستور الأمريكي لكل ولاية عدداً من الناخبين مساوياً لعدد أعضاء ممثليها في الكونغرس، تختارهم الأحزاب المرشحة قبيل الانتخابات، وهؤلاء يتعهدون بالتصويت وفقاً لرغبة المقترعين من سكان الولاية التي يمثلونها، وهذا يعني أن المواطن الأمريكي لا يعد في الحقيقة ناخباً مباشراً في الانتخابات.

blank-electoral-college-map-18m124f

فمثلاً في حال فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون بنسبة 60% في ولاية فلوريدا، تحسب له أصوات كامل الولاية وتذهب أصوات مندوبيها في المجمع الانتخابي والبالغ عددها 27 مندوباً له بشكل كامل؛ وهو ما يعرف بنظام "الفائز يفوز بالكل".

ومن أجل أن يفوز المرشح لمنصب الرئيس الأمريكي يجب أن يحصل على 270 صوتاً من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي، وقد يحدث أن يفوز مرشح بالرئاسة، كما حدث لجورج دبليو بوش عام 2000؛ لأنه فاز بأصوات المجمع الانتخابي، على الرغم من أنه خسر التصويت الشعبي أمام آل غور.

لكن ماذا لو لم يحصل أي من المرشحين على أكثرية الأصوات؟ في هذه الحالة يحال الأمر إلى مجلس النواب الذي يقوم باختيار الرئيس بالأغلبية.

تاريخياً اختار مجلس النواب الرئيس الأمريكي مرتين فقط؛ الأولى كانت في انتخابات العام 1800 التي فاز بها الرئيس الثالث للولايات المتحدة توماس جيفرسون، والمرة الثانية في العام 1824 التي فاز بها جون آدمز ليصبح الرئيس السادس للولايات المتحدة.

وفي يوم العشرين من يناير/كانون الثاني من كل عام انتخابي، يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، ويتسلم سلطاته رسمياً، ليجلس في المكتب البيضاوي.