الرئيسية > اخبار وتقارير > «في انتظار العدالة» وثائقي عن ضحايا الطائرات الأمريكية من دون طيار في اليمن: أوقفوا رامشتاين: أوقفوا اللعبة الدموية

«في انتظار العدالة» وثائقي عن ضحايا الطائرات الأمريكية من دون طيار في اليمن: أوقفوا رامشتاين: أوقفوا اللعبة الدموية

يضعنا الفيلم الوثائقي القصير «في بانتظار العدالة» (تسع دقائق) في قلب قضية الطائرات من دون طيار، التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 2002 في شنّ عمليات تستهدف أعداءها حول العالم.
تتجول الكاميرا خصوصاً بين عائلات يمنية فقدت أبناء لها مدنيين كان كل ذنبهم قربهم من هدف تلك الطائرات، التي تزعم قتل مشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم «القاعدة». تدخل بيوتهم البسيطة وتتحدث إلى ذوي الضحايا، كما إلى الضحايا الجرحى أنفسهم، الذين فقدوا قدرتهم على العمل وإعالة أبنائهم.
الضحايا هذه المرة لهم أسماء، ليسوا تتمة الخبر الذي يقول إن طائرة بلا طيار قضت على أحد زعماء «القاعدة». الخبر الآن هو ذلك المدني العابر، أو ركاب تلك السيارة التي ساقتها الأقدار لتعبر قريباً من سيارة مستهدفة. 
يتحدث علي عبدربه أحمد عن ولده (17 عاماً) الذي قضى في إحدى الضربات. كما يتحدث الجريح ناصر محمد ناصر، الذي كان يقود سيارة للعمال عندما غدرت بهم طائرة أمريكية، ويحكي كذلك حسين ناصر الجشم كيف قضى ابنه سند. إلى جانب ذلك تظل الكاميرا تحوم حول أطفال تلك العائلات، تعرض ثيابهم الفقيرة وعيونهم الريفية البريئة، لتقول في النهاية إن هؤلاء هم هدف تلك التكنولوجيا الأمريكية التي تدار على بعد آلاف الأميال.
يفرد الفيلم في بدايته حيزاً لتصريحات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يؤكد فيها «نحن فقط نستهدف تنظيم «القاعدة» والقوات ذات الصلة بالتنظيم»، ليضيف «تعتمد إجراءاتنا على استشارة شركائنا واحترام سيادة الدول». بعدها فوراً يعرض صور الضحايا الذين لا يمتّون لـ «القاعدة» بصلة.
 منظمة «مواطنة» لحقوق الإنسان، التي أنتجت الفيلم، تقول إنها تحقّقت، مع «مبادرة العدالة في مؤسسة المجتمع المفتوح»، من عشر وقائع هجمات أمريكية لطائرات من دون طيار أودت بحياة مدنيين عدة، هجمات قتلت 26 مدنياً، بينهم امرأة وخمسة أطفال، وجرح 16 مدنياً بينهم ست أطفال. كما دعت منظمة مواطنة للاعتراف بالضحايا المدنيين وإنصافهم وتقديم التعويضات العادلة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الهجمات. الفيلم يتحدث فقط عن خطأ تلك الطائرات في استهداف خصومها، لكن نادراً ما جرى الاحتجاج في بلادنا على تلك التكنولوجيا الأمريكية باعتبارها سلاح حرب لا أخلاقي، ربما لأننا نجد سلاحاً أفظع وأكثر همجية ضحاياه بالمئات، كالبراميل المتفجرة التي اخترعها النظام السوري وصواريخ السكود التي استخدمت في قصف أحياء مدنية.
 لكن ذلك لا يلغي أن الطائرات من دون طيار تظل سلاحاً جباناً يحرّره بعد المسافة من مشاعر الخوف والإحساس بالخطر، ويحوّل الأمر إلى ما يشبه الألعاب الالكترونية. حيث من المرجح أن قاعدة رامشتاين العسكرية جنوبي ألمانيا تنقل معلومات بين مشغّلين في الولايات المتحدة وطائرات بدون طيار في أماكن مثل العراق وأفغانستان وباكستان واليمن وسوريا.
والعام الماضي جرت تظاهرات في مواجهة تلك القاعدة العسكرية الألمانية جاءت تحت شعار «أوقفوا رامشتاين – لا للحرب بطائرات بدون طيار». تلك القاعدة التي أنشأها الأمريكيون العام 1951 بعد سنوات قليلة على احتلال القاعدة الجوية التي كان يستخدمها سلاح الجو الألماني في عهد هتلر.
الاحتجاج ضد الطائرات من دون طيار ليس ترفاً، ولا يخفف منه فظاعة ما يجري في أمكنة أخرى، فالضحايا هم الضحايا، هؤلاء الذين لا حول لهم، الأكثر فقراً، والأقل قدرة على الاحتجاج والمطالبة بحقوقهم.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)