الرئيسية > اخبار وتقارير > الحديدة.. معركة عزل الانقلاب وتأمين الملاحة

الحديدة.. معركة عزل الانقلاب وتأمين الملاحة

 

ألقى الهجوم الذي استهدف الفرقاطة السعودية أمام سواحل محافظة الحديدة اليمنية، الضوء على الخطر الذي يشكله استمرار سيطرة الانقلابيين على الميناء على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأسقط كل المبررات التي كانت تحول دون تحريره من قبضتهم.


منذ بداية عمليات التحالف الداعم للشرعية في اليمن تعرضت قيادة التحالف والحكومة لضغوط دولية متعددة لتجنب أي عمل عسكري في ميناء الحديدة لضمان استمرار تدفق السلع والمساعدات للمحافظات القريبة منه وأبلغوا بتطمينات أن الانقلابيين لن يستخدموه في أي أغراض عسكرية لكن الهجوم كشف الغطاء عن الأعمال الجنونية للانقلابيين ومغامراتهم التي لا تضع أي اعتبار لملايين المدنيين الذين يدفعون ثمن مغامراتهم.


وحسب قيادات في الجيش اليمني فإن خطة تحرير الحديدة ستنطلق من اتجاهين الأول ينطلق شمالاً من ميناء المخا بمحافظة تعز والآخر يأتي جنوبا من سواحل ميدي في محافظة حجة حيث بدأت القوات الحكومية وبدعم كامل من قوات التحالف العربي البحرية والجوية مهمة تأمين بقية الساحل الغربي لليمن من خلال إنهاء سيطرة الانقلايبين على المناطق الساحلية الواقعة بين ميناء الحديدة والمخا والموانئ الصغيرة والتي تحولت إلى مراكز لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.


تدريب
ووفق مصادر الجيش اليمني فإن الانقلابيين فتحوا خمسة معسكرات تدريب في الحديدة غالبيتها بالقرب من أماكن حيوية مثل ميناء الحديدة وميناء الصليف الخاص بالقمح وميناء راس عيسى النفطي. وطبقاً لهذه المصادر يستخدم الانقلابيون قدرات الكلية البحرية والدفاع الساحلي في تدريب مقاتلين على استخدام قذائف (أر بي جي) في مهاجمة السفن وقوارب الصيادين لتجنب الرصد والملاحقة من قوات التحالف العربي، كما استخدموا قبل ذلك عشرات الصيادين في نقل الأسلحة من الجزر النائية إلى الشاطئ قبل أن تتمكن بحرية التحالف من تدمير هذه الزوارق والتمركز في تلك الجزر الصغيرة والمتناثرة أمام سواحل اليمن.


أهمية
وتكمن أهمية ميناء الحديدة في قدرته على استقبال السفن التجارية الكبيرة كما انه يستقبل سفن الإغاثة التي تشرف عليها الأمم المتحدة من ميناء جيبوتي إلى جانب انه يدر عائدات مالية كبيرة تبلغ سنوياً نحو 45 مليار ريال يمني يستفيد منها الانقلابيون في تمويل حربهم على اليمنيين، كما استخدم الميناء في تجارة النفط حيث أصبح غالبية قادة هذه الجماعة يعملون في تجارة النفط واستيراده من ايران وبيعه للسكان بأسعار مضاعفة عما كان عليه السعر الرسمي.


حرص
المحلل السياسي بليغ المخلافي أكد في تصريح لـ«البيان» أن التحالف العربي تجنب مهاجمة ميناء الحديدة طوال الفترة الماضية رغم ادراكه انه يمثل احد اهم مصادر تمويل الانقلابيين وان هؤلاء قد حولوه إلى ترسانة لتخزين الأسلحة وإبعادها عن ضربات مقاتلات التحالف،
وأوضح أن هناك اعتبارات إنسانية كبيرة جعلت التحالف العربي يغض الطرف عن الميناء، وتم تقديم كافة التسهيلات لوصول السفن إلى هناك وبدأ التوجه نحو اعادة تأهيله ورفع قدرته على تفريغ السفن إلا أن الحوثيين وحلفاءهم لا يأبهون لنتائج مغامراتهم ولهذا كان الهجوم على الفرقاطة السعودية، كما حدث من قبل مع سفينة المساعدات الإماراتية قبالة سواحل المخا. وأشار المخلافي إلى أن السيطرة على ميناء الحديدة ستنزع من الانقلابيين اهم مصدر للأموال المحصلة من الجمارك والرسوم الاخرى التي تدر مليارات الريالات، كما أن من شأنها أن تؤمّن خطوط الملاحة الدولية على كامل الشريط الساحلي الممتد من مضيق باب المندب وحتى الحدود مع السعودية.


هدف
بدوره قال اللواء محسن خصروف مدير دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة اليمنية إن الهدف التالي للجيش والمقاومة بعد السيطرة على ميناء المخا هو الاتجاه نحو الحديدة بعد الانتهاء من معسكر خالد شرقاً ومعسكر الخوخة شمالاً وجبل حبشي والوزاعية لاستكمال تحريرها. وأكد خصروف وجود معامل لتعديل الصواريخ وتصنيعها من مواسير محلية بخبرات إيرانية وأخرى من حزب الله اللبناني، وهي تقنية يعمل بها الانقلابيون بهدف اعادة تصميم هذه الصواريخ حتى تصل إلى مسافات بعيدة بفعالية اقل.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)