الرئيسية > اخبار وتقارير > وزير الأوقاف اليمني: جماعة الحوثيين تسعى إلى ضرب وحدة الدولة

وزير الأوقاف اليمني: جماعة الحوثيين تسعى إلى ضرب وحدة الدولة

ناقش مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ال27، الذي ينعقد بالقاهرة تحت عنوان «دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات»، في يومه الثاني أمس، العديد من التجارب العربية والإسلامية مع الإرهاب، حيث دعا المشاركون إلى ضرورة تبادل الخبرات في هذا الميدان الحيوي، خاصة أن «داعش» وإخوانه يزدادون نفوذاً في المنطقة، بمباركة ودعم من أعداء الأمة الظاهرين منهم والمتخفين. وشددوا على أهمية المراجعات الفكرية لتصحيح الأفكار، خاصة الشباب المغرر بهم من جانب الإرهابيين. 
واتفق المشاركون في المؤتمر على أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي لمواجهة الإرهاب، على الرغم من أهمية هذه المواجهة، مع من استحلّوا دماء العباد وخيرات البلاد، وتحوّلوا إلى أدوات تخريب وتدمير، من خلال الأحزمة الناسفة والعمليات الانتحارية، مشددين على ضرورة بذل مزيد من الجهد في المجال الإلكتروني، للتصدي لدعوات الإرهابيين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني أحمد عطية، أن التدخلات الخارجية تقف وراء اشتعال الفتنة في اليمن، منذ بداية التسعينات، وبلغت ذروتها حالياً، مستغلة أن الشعب اليمني مسالم بطبعه. وأشار الوزير اليمني إلى أن التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها «داعش» والقاعدة تتنافس في السيطرة على مقدرات الأمور في اليمن، بدعم من قوى خارجية تستهدف تفتيت الدولة اليمنية وتقسيمها.
وأكد أن جماعة الحوثيين المدعومة من إيران تسعى إلى ضرب وحدة اليمن في مقتل، ولهذا فإنه يجب دعم قوى التحالف العربي، لأنها الوحيدة التي تستهدف المحافظة على وحدة اليمن، وإفشال مخططات تقسيمه على أساس طائفي أو عرقي أو حزبي. وأوضح عطية أن الشعب اليمني على وعي بالمخططات، التي تستهدف ضرب وحدته وتفتيت أرضه إلى دويلات وتمزيق نسيجه الاجتماعي، ولن يسمح بتحقيق مآرب أعداء اليمن في الداخل والخارج، وسيظل الانقلابيون ودعاة التقسيم بمعزل عن الرغبة الشعبية العامة، التي تتمسك بوحدة الأرض والمصير مع احترام التنوع والاختلاف بكل صوره باعتباره سنّة الله في خلقه.
وقال وزير أوقاف الجزائر محمد عيسى، إن الإرهاب الأسود دمّر الأخضر واليابس، خلال حقبة الثمانينات والتسعينات، واستباح مؤسسات الدولة وقتل الأبرياء بمزاعم واهية، مؤكدا أن التكفيريين استباحوا كل شيء، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وأن الجنة تحت أقدامهم بمجرد أن يفجر أحدهم نفسه.
وعرض مفتي لبنان عبد اللطيف دريان، تجارب بلاده في محاصرة آثار الحرب الأهلية، التي امتدت فيها لسنوات طويلة، واستغلها العدو الصهيوني في تنفيذ مخططاته لاحتلال جنوب لبنان، وفي نفس الوقت تم نزع فتيل الأزمات الطائفية والدينية والمذهبية، من خلال نشر ثقافة السلام والتسامح بين أبناء الشعب اللبناني، وبيان أهمية التوافق على المصالح العليا للدولة قبل مصالح الأفراد والجماعات والأحزاب أياً كانت انتماءات أصحابها.
وأكد وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الموريتاني أحمد ولد أهل داوود، أن بلاده بالتعاون مع دول المغرب العربي، استطاعت إلى حد كبير محاصرة الإرهاب وتصحيح الأفكار للشباب الجاهل بدينه، والذين تم التغرير بهم، ولهذا انطلق العلماء إلى داخل السجون الموريتانية يتحاورون معهم ويصححون أفكارهم، وقد نجحت هذه المراجعات بنسبة كبيرة جداً، وتم منح التائبين قروضاً حسنة من الدولة، وفتح مشروعات صغيرة لهم، فهذه أفضل وسيلة لنشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب الفكري والدموي.
وحذر مفتي تشاد أحمد النور، من تغلل التكفير ليس في بلاده فقط، بل في العديد من الدول الإفريقية، لدرجة أنه في تشاد وصل الأمر إلى تكفير من يقنت في صلاة الفجر، وتحريم الصلاة خلفه واستباحة دمه، ويتم هذا برعاية ظاهرة وباطنة من أعداء الإسلام، الذين يدسّون السم في العسل للجاهلين بدينهم، وخير مثال على ذلك تنظيما «داعش» و«القاعدة»، فهما صناعة غربية بأيدي متأسلمين لتمزيق الأمة. 
وفرضت قضية فلسطين والممارسات الصهيونية العدوانية نفسها على أعمال المؤتمر، حيث عرض الشيخ محمد حسين، مفتي القدس وعموم فلسطين، للممارسات الإرهابية من جانب دولة الاحتلال الصهيوني، حتى وصل الأمر إلى الحرب المعلنة على العقيدة الإسلامية من خلال التضييق الشديد على الصلاة في المسجد الأقصى، وأخيراً السعي لتمرير قانون منع الأذان بحجة الإزعاج لليهود خاصة أذان الفجر، على الرغم من أن أصوات النفير اليهودي تكون في كل يوم سبت أكثر إزعاجاً وأعلى صوتاً، محذراً من أن الخطوة المقبلة ستكون منع أجراس الكنائس.