الرئيسية > تحقيقات وحوارات > أكاديمي ومحلل سياسي يمني: الحوثية حركة طائفية وهادي يتحمل كل المسؤولية

أكاديمي ومحلل سياسي يمني: الحوثية حركة طائفية وهادي يتحمل كل المسؤولية

أكاديمي ومحلل سياسي يمني: الحوثية حركة طائفية وهادي يتحمل كل المسؤولية

قال الدكتور فارس البيل الباحث والأكاديمي والمحلل السياسي اليمني في حوار مع جريدة أخبار اليوم المصرية أن الحوثيين حركة طائفية دينية جعلت داخل المذهب الزيدي مذهب آخر، واستمدوا من كون انتمائهم لآل بيت النبي ما رأوها مزية على باقي الناس، ووظفوا هذا الأمر بتعالٍ وافتخار ينتقص من غيرهم.

وحول سؤاله ما الذي أوصل اليمن إلى الوضع المتأزم الذي تعاني منه؟ قال الدكتور البيل أن "عدة عوامل أوصلت اليمن إلى الحالة الراهنة، فبعد أن كانت اليمن على حافة صراع أهلي كبير عام 2011م أثناء الثورة وبحكم انشقاق الجيش بين صالح وحلفاء الثورة بزعامة علي محسن الأحمر، إلا أن المبادرة الخليجية أنقذت الموقف والتأمت القوى السياسية في خارطة هذه المبادرة ودخلوا في حوار وطني مطول أسفر عن وثيقة ضخمة، تؤسس لبنية الدولة ، وبرغم الإسناد الخليجي والعربي والدولي الكبير لهذه الخطوات إلا أن التراخي في تطبيق هذه الأجندات من قبل الرئيس المستقيل هادي، وتلكؤ كثير من القوى وانتقائها في التنفيذ، وعرقلة قوى متضررة أخرى، والفشل اليومي في أداء الحكومات المتعاقبة منذ 2011م، وانهيار الحالة اليمنية، وضعف السلطة في مواجهة كل هذه المشكلات، جعل الحوثيون يستغلون هذه الهشاشة ليتقدموا بمطالب شعبية في ظاهرها، لكنهم من خلالها وبقوة السلاح واحجام الجيش بشكل كامل وعجيب بقيادة هادي عن مواجهة هذه التحركات ، بالإضافة إلى تشظي وضعف المؤسسة العسكرية، واختلال ولائها الوطني ، كل ذلك هيأ للحوثيين أن يتوغلوا في المشهد السياسي بقوة دون مواجهة، وكان لهم الان أن يتحكموا بمسار العملية السياسية برمتها بعد أن كانوا جزءا بسيطا منها".


وحول التقسيم الإقليمي لليمن قال البيل "في كل الأحوال لم يكن هذا المقترح هو الحل السحري لمشاكل اليمن، لكنه كان نوعاً من التفكير في هذه الحلول ، ويبدو انه سيلقى كثيرا من العثرات إذا ما ذهب إليه اليمنيون في المستقبل",

وحمل البيل هادي المسؤولية بشكل كامل لما آلت إليه الاوضاع في اليمن حيث قال "هادي هو المسؤول الأول عما آلت إليه الأوضاع، بحكم منصبه وصلاحياته، والإسناد منقطع النظير الذي لم يحصل عليه زعيم سياسي في العالم من قبل ، إسناد شعبي في البداية، وإسناد دولي مستمر، لكنه كان أبعد من كل هذا الدعم، وكان اداؤه أدنى من المأمول بكثير، ولم ينجز لليمنيين شيئا، سوى ما اطلقه لأقاربه ومواليه من نفوذ في كثير من مؤسسات الدولة، ولا تعفى بقية القوى من المسئولية، فكلها لها يد فيما ما وصلت إليه اليمن من تشظ وانهيار".

كما أشار الدكتور البيل أن إستقالة الرئيس هادي قد جعلت جماعة الحوثي في مأزق صعب في مواجهة الشعب والمجتمع الدولي وهو المسئولون عن كل شيء في البلد الان.

وبين البيل أن البرلمان اليمني الذي يعتبر الأطول عمرا استمد شرعيته من المبادرة الخليجية وان ما يمنع البرلمان من اتخاذ قراراته في الفترة الأخيرة هو ذهاب الأحزاب للحوار .

وحول حكومة بحاح قال المحلل السياسي أن الحكومة إذا بقيت في حالة تصريف الأعمال فإنها تمنح انقلاب جماعة الحوثي الشرعية خصوصا بعد استقالة الرئيس هادي.

وحول رأيه في البدائل المتاحة من أجل اخراج اليمن من الأزمة الحالية قال الأكاديمي والمحلل السياسي د. فارس البيل "هناك طريقان مؤقتان إن صدقت النوايا، أو الدخول في خيارات مجهولة ستجر البلد إلى الفوضى، التفاوض والحوار هو الأسلم وسلوك مسار ديمقراطي يعيد العملية السياسية على الأقل إلى مسارها المعقول ، وإن كان هذا التفاوض هو في الحقيقة خارج العملية الديمقراطية الصحيحة، إذ تبقى فيه الأطراف السياسية في حالة تقاسم الحكم دونما سند شرعي أو شعبي ، لكنه يعد مخرجاً يحمي اليمن من مزلقها الأخير، وعلى شرط أن يكون أي اتفاق قادم لتسوية الأزمة يقود إلى عملية ديمقراطية تعود بها السلطة إلى الشعب لينتج سلطة شرعية جديدة، أيا كانت. أما أن يستمر هذا التقاسم إلى حين الخلاف ثم الدخول في تقاسم جديد وهكذا فلن يحدث استقرار سياسي مطلقاً تبعا لطبيعة الخلافات السياسية التي لا تنتهي.


أو أن يذهب الجميع إلى البرلمان ليقبل أو يرفض الاستقالة وفي كلا الحالتين فستفضي هذه الاجراءات الى انتخابات عاجلة ، يمكن أن لا يكون وضعها جيدا ، لكنه في أطار المسار السياسي، وإذا خرج الحوثيون بخيار غير هذين فإنهم يكونون بذلك قد وضعوا أنفسهم أمام المسئولية الكاملة أمام الشعب وعليهم أن يتولوا ما جنته أيديهم".

 

 

نص الحوار - حاوره احمد شريف

في البداية من هم الحوثيون، وما هي توجهاتهم الفكرية وخطهم السياسي؟
الحوثيون حركة طائفية دينية تأسست عام 1992م في محافظة صعد اليمنية القريبة من حدود المملكة العربية السعودية، على يد حسين بدر الدين الحوثي وإلي أسرته تنسب هذه الحركة، وإن كانت تنتمي للمذهب الزيدي المعروف في اليمن الذي ينتسب للإمام زيد بن علي، وهو مذهب منتشر في المناطق الشمالية من اليمن، وهو أقرب المذاهب إلى السنة وأكثرها تحرراً وتوسطاً، إلا أن الحوثيين جعلوا منهم مذهبا داخل هذا المذهب، واستمدوا من كون انتمائهم لآل بيت النبي ما رأوها مزية على باقي الناس، ووظفوا هذا الأمر بتعالٍ وافتخار ينتقص من غيرهم، وقد خاض الحوثيون بعد أن تمكنوا من حضورهم الديني في مدينة صعدة خاضوا حروباً ست مع نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إذ واجهوا الجيش بقوة السلاح وخبرتهم في الحروب بحكم الجغرافيا والقبيلة.

ابتدأت هذه الحروب منذ 2004 – 2011م، حيث اتهمهم نظام صالح بموالاة إيران ومحاولة إعادة حكم الإمامة الذي ثار عليه اليمنيون عام 1962م، وساندهم المصريون بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر في تثبيت الجمهورية آنذاك، في حين كان يعلن الحوثيون مظلمتهم من جور نظام صالح واقصائه لآل البيت، لكنهم في كل الأحوال كانوا يملكون أفكاراً ورؤى دينية ينشرونها بين الناس، ويتهمهم حتى قريبون منهم أنهم خرجوا عن معالم المذهب الزيدي، واقتربوا من الإثنى عشرية، ونظام الثورة الإيرانية.
كانت كل الحروب ضد الحوثيين تقويهم أكثر، رغم أنهم اشتبكوا حتى مع القوات السعودية عام 2009م، وجاءت ثورة 2011م لينضم الحوثيون إلى الثورة ثم ولجوا منها إلى مآربهم وحضورهم السياسي، شيئا فشيئا واستغلوا انهيار الدولة، حتى تمكنوا عبر خطوات عديدة من اسقاط العاصمة صنعاء بأيديهم وكل مفاصل الدولة تقريبا منذ 21 سبتمبر 2014م، تحت شعار الشراكة ومكافحة الفساد وغيرها من الشعارات الشعبية. 


ومن هو زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي؟
عبد الملك الحوثي هو زعيم الحركة الحوثية الآن روحيا وسياسياً رغم صغر سنة، فهو من مواليد 1979 كما نشر، وقد تولى الزعامة بعد مقتل أخيه المؤسس حسين في عام 2004م، في جولة من جولات الحروب بينهم ونظام صالح، ووالده بدر الدين من مراجع المذهب الزيدي في اليمن، ويقال إن عبد الملك الحوثي لم يتلقى تعليماً منتظماً إنما اكتفى بما درسه في حلقات العلم الشرعي والزيدي في صعده، وهو الآن الأكثر حضورا في المشهد السياسي اليمني بحكم الولاء الذي يقدمه له أعضاء حركته ولاء مذهبياً وسلالياً، وبحكم ما آلت إلى جماعته من سيطرة على مفاصل الدولة اليمنية ومقوماتها، بفرض القوة وانتشار مليشياته في أكثر من محافظة يمنية.



وما الذي أوصل اليمن إلى الوضع المتأزم الذي تعاني منه؟
عدت عوامل أوصلت اليمن إلى الحالة الراهنة، فبعد أن كانت اليمن على حافة صراع أهلي كبير عام 2011م أثناء الثورة وبحكم انشقاق الجيش بين صالح وحلفاء الثورة بزعامة علي محسن الأحمر، إلا أن المبادرة الخليجية أنقذت الموقف والتأمت القوى السياسية في خارطة هذه المبادرة ودخلوا في حوار وطني مطول أسفر عن وثيقة ضخمة، تؤسس لبنية الدولة ، وبرغم الإسناد الخليجي والعربي والدولي الكبير لهذه الخطوات إلا أن التراخي في تطبيق هذه الأجندات من قبل الرئيس المستقيل هادي، وتلكؤ كثير من القوى وانتقائها في التنفيذ، وعرقلة قوى متضررة أخرى، والفشل اليومي في أداء الحكومات المتعاقبة منذ 2011م، وانهيار الحالة اليمنية، وضعف السلطة في مواجهة كل هذه المشكلات، جعل الحوثيون يستغلون هذه الهشاشة ليتقدموا بمطالب شعبية في ظاهرها، لكنهم من خلالها وبقوة السلاح واحجام الجيش بشكل كامل وعجيب بقيادة هادي عن مواجهة هذه التحركات ، بالإضافة إلى تشظي وضعف المؤسسة العسكرية، واختلال ولائها الوطني ، كل ذلك هيأ للحوثيين أن يتوغلوا في المشهد السياسي بقوة دون مواجهة، وكان لهم الان أن يتحكموا بمسار العملية السياسية برمتها بعد أن كانوا جزءا بسيطا منها.



وهل بالفعل بدأت خطة تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم؟ ومن المسؤول بالدرجة الأولى عن ذلك؟ وهل ذلك هو الحل؟
في الحقيقة ليست عملية التقسيم هذه سوى اجراءات إدارية مقترحة، لمحاولة حل إشكالية مركزية السلطة، هذا في الظاهر على الأقل، لكن ترى بعض القوى ومنها الحوثيون أن هذا التقسيم الإداري والاقتصادي ، إنما هو تقسيم سياسي لليمن عموماً، وتفتيت لها، ربما أن هذا الاقتراح لم يلق الكثير من الدراسة والتخطيط، لكنه في كل الأحوال ليس كما يروج عنه بأنه تمزيق لليمن تماماً، هذا المقترح دفع به هادي ومعاونوه ، وإن لم يلق تحمساً كبيراً من بعض القوى لكن الحوثيون رأوا فيه عرقلة لأهدافهم بالسيطرة الكاملة على مناطق يمنية عديدة أكثر من منطقة وجودهم في الشمال، أو أنه سيسحب من مطامعهم ويفقدهم السيطرة على المال والإدارة والثروة ، إذا ما كانت هذه الأقاليم تدير شئونها بصلاحيات أكبر.

وفي كل الأحوال لم يكن هذا المقترح هو الحل السحري لمشاكل اليمن، لكنه كان نوعاً من التفكير في هذه الحلول ، ويبدو انه سيلقى كثيرا من العثرات إذا ما ذهب إليه اليمنيون في المستقبل. 


وهل بالفعل الرئيس المستقيل هادي هو المتسبب فيما وصل إليه اليمن لأنه شرع في الاهتمام بفرض سطوته على البلاد دون الوضع في الاعتبار الاهتمام بالشارع اليمني؟
بالتأكيد هادي هو المسؤول الأول عما آلت إليه الأوضاع، بحكم منصبه وصلاحياته، والإسناد منقطع النظير الذي لم يحصل عليه زعيم سياسي في العالم من قبل ، إسناد شعبي في البداية، وإسناد دولي مستمر، لكنه كان أبعد من كل هذا الدعم، وكان اداؤه أدنى من المأمول بكثير، ولم ينجز لليمنيين شيئا، سوى ما اطلقه لأقاربه ومواليه من نفوذ في كثير من مؤسسات الدولة، ولا تعفى بقية القوى من المسئولية، فكلها لها يد فيما ما وصلت إليه اليمن من تشظ وانهيار. 



وهل استقالة الرئيس "عبدربه منصور هادي" وحكومة الكفاءات، الخميس قبل الماضي، ومقاطعة الأحزاب للحوارات السياسية، وضعت جماعة الحوثي المسلحة في مأزق حقيقي بعد أن وُجهّت إليها أصابع الاتهام في وصول البلاد إلى فراغ دستوري؟
كانت هذه الاستقالة المفاجئة مأزقاً كبيراً للحوثيين، فبعد أن كان الحوثيون قد استطاعوا أن يجعلوا هادي يرضخ لجل شروطهم ، وما تقدموا به من طلب تعيينات لهم بدءا من نائب للرئيس نفسه إلى أصغر مؤسسة في الدولة، ويبقى هادي مجرد لائحة يحتمون وراءها بينما هم يحكمون السيطرة على القرار والسياسة، وتبعا لهذه الاستقالة وجد الحوثيون أنفسهم في مواجهة الشعب والمجتمع الدولي ، وبات اليمن كله بمشاكله وتعقيداته ومخاطر انهيار دولته بين أيديهم وهم المسئولون الآن عن كل شيء بعد أن تخلت الحكومة والرئاسة وبقية المؤسسات عن اداء مهامها وقد أفشلها الحوثيون بالفعل، وصاروا اليوم هم كل القوة بعد أن أقصوا كل الأطراف من الحكم والعملية السياسية. 



وكيف تقرأ فشل البرلمان اليمني، الذي دعا لجلسة طارئة عشية إعلان استقالة الرئيس والحكومة في الالتئام الأحد الماضي؟
البرلمان اليمني يكاد يكون أطول البرلمانات عمراً، إذ إن مدته الدستورية التي كانت أربع سنوات فقط فإذا بها تستمر منذ 2003 وحتى الآن، تبعاً للأزمات السياسية المتلاحقة التي كانت تخرج أطرافها باتفاق لتأجيل الانتخابات والتمديد لهذا البرلمان، وفي كل الأحوال فلم يبقى اليوم من شرعية واضحة ولو معنويا في هيكل الدولة اليمنية سوى هذا البرلمان الذي أبقت عليه المبادرة الخليجية، وربما أن الاختلافات التي تعاني منها كل الاطراف السياسية ومحاولة الافساح لحوار وتفاوض حول إيجاد مخرج آخر توافقي بعيد عن الاستحقاقات الدستورية هو ما عطل البرلمان عن عقد جلسته لقبول الاستقالة أو رفضها.



وكيف تقرأ، تأكيد حكومة الكفاءات اليمنية برئاسة خالد بحاح أن استقالتها نافذة وغير قابلة للتراجع، وأنها غير مسؤولة عن القيام بتصريف الأعمال؟
أعلنت ذلك الحكومة على لسان رئيسها خالد بحاح معللاً هذه الاستقالة بالانقلاب الحوثي الذي عطل الدولة تماماً، ومن غير المعقول أن تستمر الحكومة في أدائها تحت سلطة انقلبت عليها، وستمنح هذا الانقلاب شرعية إذا ما استمرت، إذ أنه لا يوجد من يقرر لهذه الحكومة بأن تبقى حكومة تصريف أعمال من جهة دستورية، فلم يعد هناك رئيس، فمن يتخذ قرار جعل هذه الحكومة حكومة تصريف أعمال ؟إلا إذا كان الحوثيون وفي هذه الحال فالحكومة ستكون تبعا ومعبرا عن الحوثيين. 



ومن يحكم اليمن الآن في ظل ذلك الفراغ السياسي وعدم تواجد رئيس وحكومة على رأس السلطة؟
يحكمها الحوثيون بشكل واضح بقوة السلاح والهيمنة الكاملة، والآن كل الأطراف السياسية تفاوض الحوثي، حتى هادي كان يبعث مندوبيه للتفاوض مع الحوثي، نحن أمام سيطرة كاملة للحوثيين على البلد التي هي مفككة أساساً، وإن لم تكن السيطرة على الأرض كاملة بحكم المشكلة الجنوبية في محافظات الجنوب ، إلا أنه في الجانب السياسي فإن الحوثي الآن هو القوى الوحيدة التي تملك القرار، وتتدخل في كل شئون الوزارات والمصالح والهيئات، بل وتتخذ قرارات من خارج هذه المؤسسات وتسيرها بحسب رغباتها وتوجيهاتها. 



وما تعليقك على أن كل طرف يحمل الأخر مسؤولية ما تشهده البلاد؟
هذه مشكلة السياسة في اليمن دائماً ، لا يوجد طرف سياسي شجاع يقول أنا أتحمل مسئولية أخطائي أو قراراتي، كل طرف يرمي باللائمة على الآخر، والحقيقة أن كل الأطراف السياسية تقريباً لا تملك مشروعا ناجزاً وخططاً استراتيجية واضحة لمستقبل اليمن سوى مصالح هذه الأطراف وحسب. ولذلك تنشأ هذه الاتهامات والتباينات لأن لا أحد يملك الحقيقة، كل الأطراف تملك الخصومة وتجيدها فقط، أما للشعب أو للوطن فكل الأطراف السياسية بعيدة عن هذه الرؤى.



وما هي البدائل المتاحة في الوقت الحالي للوصول إلى تسوية وحل للأزمة اليمنية؟
هناك طريقان مؤقتان إن صدقت النوايا، أو الدخول في خيارات مجهولة ستجر البلد إلى الفوضى، التفاوض والحوار هو الأسلم وسلوك مسار ديمقراطي يعيد العملية السياسية على الأقل إلى مسارها المعقول ، وإن كان هذا التفاوض هو في الحقيقة خارج العملية الديمقراطية الصحيحة، إذ تبقى فيه الأطراف السياسية في حالة تقاسم الحكم دونما سند شرعي أو شعبي ، لكنه يعد مخرجاً يحمي اليمن من مزلقها الأخير، وعلى شرط أن يكون أي اتفاق قادم لتسوية الأزمة يقود إلى عملية ديمقراطية تعود بها السلطة إلى الشعب لينتج سلطة شرعية جديدة، أيا كانت. أما أن يستمر هذا التقاسم إلى حين الخلاف ثم الدخول في تقاسم جديد وهكذا فلن يحدث استقرار سياسي مطلقاً تبعا لطبيعة الخلافات السياسية التي لا تنتهي.

أو أن يذهب الجميع إلى البرلمان ليقبل أو يرفض الاستقالة وفي كلا الحالتين فستفضي هذه الاجراءات الى انتخابات عاجلة ، يمكن أن لا يكون وضعها جيدا ، لكنه في أطار المسار السياسي، وإذا خرج الحوثيون بخيار غير هذين فإنهم يكونون بذلك قد وضعوا أنفسهم أمام المسئولية الكاملة أمام الشعب وعليهم أن يتولوا ما جنته أيديهم.


الأوضاع اليمنية متشعبة فما تأثيرها من وجهة نظرك على دول الخليج العربي؟
بالتأكيد فإن أي ارتباك في الحالة اليمنية يؤثر في محيطه الخليجي ، فكيف بهذا الانهيار الكبير للدولة اليمنية، لا شك أن تأثيره بالغ جيوسياسياً وأمنياً، ولعل المملكة العربية السعودية هي الأقرب لهذا التأثير إذ ترى أن السيطرة الحوثية على اليمن هي سيطرة ايرانية تتقصد السعودية بالدرجة الاولى ومنطقة الخليج، هذا في العام، أما على المستوى الاقتصادي والأمني فبالتأكيد أن هذا الوضع يحمل الخليج عبئا اضافياً ويسبب لهم اشكالاً كبيراً، إذ لا يمكن أن تكون هناك دولة كبيرة بجوارك تنهار وستبقى من نتائج ذلك في مأمن ،ونحن نتمنى ألا يصير اليمن إلى هذه الحال وأن يسند المجتمع الخليجي والدولي اليمن لكي يخرج من أزمته بسلام يعود عليه وعلى المنطقة بالخير .

 

ربط الحوار

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)