الرئيسية > اخبار وتقارير > في مئوية "وعد بلفور".. أمل الفلسطينيين بالتحرير يتجدد

في مئوية "وعد بلفور".. أمل الفلسطينيين بالتحرير يتجدد

تعتبر الرسالة التي بعث بها بلفور، وزير الخارجية البريطانية، عام 1917 إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهداً بإقامة دولة لليهود في فلسطين.

ويصادف يوم السبت 2 نوفمبر الذكرى المئة لـ"وعد بلفور"، ويشكل هذا الوعد المشؤوم، الذي تبلغ عدد كلماته نحو 60 كلمة، الأساس الذي انطلقت منه السياسة البريطانية عقب انتصارها على تركيا في الحرب العالمية الأولى ودخولها إلى فلسطين؛ لتعلن الانتداب عليها، الذي استمر من عام 1918 حتى عام 1948.

ويُحْيي الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات هذه الذكرى الأليمة بمسيرات حاشدة ومظاهرات غاضبة؛ تنديداً بهذه الجريمة الاستعمارية، وتأكيداً لتمسكهم بأرضهم وبحقهم في العودة لمنازلهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها.

وللجالية الفلسطينية في بريطانيا، صاحبة الوعد، نشاطات مختلفة في كل عام عند مرور هذه المناسبة، فما الذي سيقدمه الفلسطينيون في لندن، أو قل المهتمون بالقضية الفلسطينية هناك بعد مرور مئة عام على هذا الوعد؟

يقول حافظ الكرمي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، إن مناسبة "وعد بلفور" هذا العام مختلفة لكونها تتزامن مع مرور 100 عام على توقيعه، وسط اهتمام من المؤسسات الرسمية والشعبية والبحثية، في سبيل مجابهته، وتوعية الشعوب الغربية بالكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني.

وهذا المنتدى يعني برعاية الجالية الفلسطينية وخدمتها ومساندة قضاياها، والوقوف جنباً إلى جنب مع حقوقها وقضايا وطنهم.

وأضاف الكرمي في حديث لمراسل "الخليج أونلاين" في لندن، أن الحكومة البريطانية ما تزال متحيزة لـ"إسرائيل"، وتجاهر باستفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني من خلال الاحتفال بهذه المناسبة، الأمر الذي يعكس استخفافاً بآلام الفلسطينيين.

ويرى أن هذه الخطوة تشكل نقطة خطيرة على المستوى الإنساني والأخلاقي بشكل عام، "فكيف يمكن الاحتفال بمناسبة "كوعد بلفور"، التي من شأنها ترسيخ واقع احتلال دولة على حساب شعب وهضم حقوقه في الحياة كباقي الشعوب؟!".

وأضاف الكرمي: "إننا في المنتدى الفلسطيني في بريطانيا نضع نصب أعيننا التفاف أكبر عدد من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، والعمل بكل السبل لتوعية الشعب البريطاني بحقيقة هذا الوعد، وما شكله على الفلسطينيين من كارثة حقيقية، وليس للفلسطينيين فحسب، بل للشرق الأوسط ككل، الأمر الذي جعل المنطقة في حالة غليان واستنفار وعدم استقرار على مدى عقود طويلة، ما يستوجب وقفة جدية وحقيقية في وجه كل داعم للاحتلال، وأولهم سياسات الحكومة البريطانية الداعمة للوجود الإسرائيلي في المنطقة".

وحول استعدادات المنتدى لمواجهة الحملات المضادة والداعمة لـ"إسرائيل" أضاف: "لقد وضعنا بعين الاعتبار الجهود الأخرى التي تدعو إلى دعم إسرائيل والاحتفال بقيامها كل عام، وهذا ما حدا بمناصري القضية الفلسطينية إلى زيادة النشاطات التوعوية على جميع الأصعدة، وفي كل الاتجاهات؛ للتعريف بحقوق الفلسطينيين وتعرية الروايات الإسرائيلية الداعية للكراهية والواقفة ضد حريتنا".

وأضاف أن تلك النشاطات ستتوج بمسيرة كبيرة دعا إليها المنتدى مع مؤسسات بريطانية مختلفة، في الرابع من نوفمبر، إضافة إلى تنظيم "يوم فلسطين" في التاسع عشر من الشهر نفسه، وذلك بمشاركة مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني ونقابات عمالية بريطانية مؤيدة للحقوق الفلسطينية، التي أعلنت عن استكمال استعداداتها لتنظيم المظاهرة الكبيرة وسط العاصمة لندن بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور (المشؤوم).

واستطرد في كلامه قائلاً: "ستجوب المظاهرة عدداً من الشوارع؛ تنديداً بالوعد وبسياسات الحكومة البريطانية التي تعتزم الاحتفال بالذكرى المئوية لهذا الوعد مع اللوبي الإسرائيلي، الأمر الذي يشكل عاملاً مهماً يستجلب النظر ويثير التساؤلات حول أسباب المظاهرة ودوافعها عند الشارع البريطاني، وستكون هناك نشرات توعوية وتثقيفية حول القضية الفلسطينية وأسباب رفض هذا الوعد".

وأشار إلى أن المنتدى "أطلق خطة متكاملة للحديث والسعي من أجل التعريف بهذه الكارثة المسمّاة بوعد بلفور، تشمل نشاطات مختلفة تشارك فيها الأذرع لشبابية والنسائية والإعلامية، والمؤسسات الصديقة".

ودعا الكرمي، رئيس المنتدى، في رسالة خاطب فيها الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي إلى الاعتذار للشعب الفلسطيني، بدلاً من الاحتفال بذكرى وعد "بلفور المشؤوم" وما سببه من آلام للقضية.

وطالب بإجراءات عملية واضحة من أجل إدانة "الكيان الصهيوني"، الذي تكوّن بموجبه وعد بلفور، وصياغة وعد جديد للشعب الفلسطيني يتم من خلاله الاعتراف بدولة الفلسطينيين وحقوقهم كشعب يرزح تحت الاحتلال.

وعلى مدى ثلاثين عاماً من الانتداب طبقت بريطانيا وعدها على أرض الواقع، وترجمته إلى حقائق على حساب الشعب الفلسطيني، إلى أن انتهى الأمر بإقامة دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو 1948، على الجزء الأكبر من أرض فلسطين التاريخية.

وفي المقابل جرى اقتلاع مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، وتحولوا إلى شعب مهجر منفي خارج حدود وطنه التاريخي، وما زالت نكبتهم قائمة حتى الآن، على الرغم من أنهم كان يشكلون 95% من مجموع سكان فلسطين حينما صدر الوعد، مقابل 5% من اليهود.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)