الرئيسية > اخبار وتقارير > "يوم النبش العالمي".. اليمنيون يلوذون بالذاكرة هربا من الواقع

"يوم النبش العالمي".. اليمنيون يلوذون بالذاكرة هربا من الواقع

هو عرس من نوع آخر.. أو مهرجان افتراضي إحياءً لذكرى فردية أصبحت بفضل وسائل التواصل الاجتماعي مترابطة ومثيرة للشجن الجماعي، كما أنها أخذت بُعدا سياسيا واجتماعيا مثيرا.

 

هكذا لاذ اليمنيون خلال اليومين الماضيين يذاكرتهم فرارا من واقعهم الملبد بالمآسي والتوجسات، من خلال عملية نبش للصور القديمة، بدأها بعض الناشطين، وما لبثت أن انتشرت كالنار في الهشيم.

 

بدأت الحملة التي جاءت تحت وسم " #يوم_النبش_العالمي "، بعملية نبش قام بها بعض الأصدقاء لبعضهم في الصور المنشورة قديما في حساباتهم وحوائطهم، ثم ما لبثت أن امتدت عملية النبش إلى ذلك الإرشيف المخبوء في حوزة القادة والسياسيين والناشطين، والمثقفين.

 

ذكرى فردية

 

بدأ الأمر عندما توغل البعض في إرشيف أصدقائهم وحاولوا استدعاء صور قديمة لهم، لغرض التندر والمزاح، وهو ما دفع الآخرين إلى الرد بذات الطريقة.

 

انتشرت العدوى، لتتحول من عملية نبش في الصور المنشورة في مواقع التواصل، وخصوصا فيسبوك، إلى الصور الموجودة في الإرشيف خارج مواقع التواصل، كالصور الحائطية والفوتوغرافية وغيرها، بحيث توثق تلك الصور المسيرة الحياتية والمهنية والدراسية للمشاركين في الحملة.

 

فالبعض نشر صوره أثناء ما كان رضيعا، والبعض أثناء المراهقة، والبعض الآخر، في الجامعة، وأثناء الزواج، وفي مناطق سياحية، وخارج اليمن، وفي الريف، والمدينة، وبين الأصدقاء، وفي الوديان والسواحل.

 

والرابط المشترك بين الغائصين في إرشيفهم الذاتي وإرشيف أصدقائهم، هو تعليقاتهم المفعمة بالشجن لتلك الأيام الخوالي، تلك التي غالبا ما تكون مصحوبة بشيء من العناء، إلا أن لها وقع جميل على نفوسهم.

 

انخراط الكبار

 

لم يتوقف الأمر على الناشطين الأشقياء، من الباحثين عن التندر والاستمتاع،  بل انتقلت عدوى "النبش" إلى العديد من قادة الرأي والسياسة والفكر والثقافة وحتى الوجاهات الاجتماعية والقادة العسكريين أيضا، وغيرهم من ذوي المكانة والمناصب.

 

لم يقاوم أولئك القادة، سحر نبش الماضي الجميل، ماضي كفاحهم، هم ورفاق دربهم، حيث شرع العديد منهم بنشر صور قديمه له مع أصدقائه ورفاق السلاح والقلم والدراسة، والسياسة أيضا، كما هو حال محافظ المحويت اللواء صالح سميع وآخرين.

 

النبش السياسي

 

انتقلت عملية النبش من نبش صور الأصدقاء، في مواقع التواصل، إلى النبش الذاتي لإرشيف الصور، ومنه إلى نبش إرشيف الزعماء والقادة.

 

وفي هذا السياق، تداول الناشطون، صور للزعماء السياسيين الذين حكموا اليمن، وأيضا الشخصيات التي كان لها بصمة سلبية أو إيجابية في حياة اليمنيين، منذ طفولتهم، وخلال مسيرتهم، حتى أنه تم نشر صور لأبناء الأئمة الذين حكموا اليمن خلال العقود الثلاثة التي سبقت ثورة 26 سبتمبر المجيدة.

 

كما تم إعادة نشر صور للرؤساء الذين حكموا اليمن عقب ثورة سبتمبر المجيدة، وهي صور تحكي طفولتهم ومسيرتهم حتى صاروا حكاما، وقادة مؤثرين.

 

فرصة للنكتة السياسية

 

ولم يخلوا الأمر من السخرية واستحضار النكات السياسية، حيث تم نشر صور لبعض الشخصيات السياسية، مصحوبة بتعليقات ساخرة، كما هو حال الرئيس السابق، وأيضا زعيم الحوثيين، إضافة إلى أن الحملة طالت أيضا مسؤولين ووزراء في الحكومة الشرعية.