يمكن القول أن الشيء الوحيد الذي نجح فيه الحوثيون منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء، وإصدارهم الإعلان الإنقلابي، هو عزل اليمن عن محيطها الإقليمي والدولي، وبشكل لم سبق أن حدث إلا في زمن الدولة المملوكية، التي كان يحكمها آل حميد الدين.
لقد سحبت دول عظمى بعثاتها الدبلوماسية من العاصمة اليمنية صنعاء، جراء تدهور الأوضاع الأمنية باليمن، في خطوة اعتبرها كثيرون منذرة بأيام سوداء ستشهدها اليمن قريباً.
والمؤسف أن الحوثيين لا يدركون فذاحة الوضع الذي باتت تعيشه البلاد، منذ سيطرتهم على مقاليد السلطة، بل تجرأوا على إصدار الإعلان الدستوري الذي مثل ضربة قاسية للجهود الدولية المبذولة من أجل إنجاح التسوية السياسية في اليمن.
عدد كبير من دول العالم أغلقت سفاراتها في صنعاء، وأجلت جميع دبلوماسييها، وفي مقدمتها الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، ما يؤكد أن المجتمع الدولي، ربما يكون قد وصل إلى مرحلة اليأس من إمكانية التوصل إلى حل سياسي في اليمن، خصوصاً بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور.
