الرئيسية > تحقيقات وحوارات > كاتب ايراني: اتفاق بنعمر وعبدالملك الحوثي مكسب خليجي ونصر حوثي

كاتب ايراني: اتفاق بنعمر وعبدالملك الحوثي مكسب خليجي ونصر حوثي

كاتب ايراني: اتفاق بنعمر وعبدالملك الحوثي مكسب خليجي ونصر حوثي

نشرت صحيفة الحياة السعودية تحليل لأكاديمي وكاتب ايراني تحدث فيه عن الصراع العربي الغربي الإيراني في اليمن وعن تقاسم المصالح . وقال الأكاديمي بحسب الحياة : يبدو ان التطورات في اليمن انعقدت ثمارها إثر لقاء مندوب الامين العام للأمم المتحدة، جمال بنعمر، و «اللجان الشعبية» وزعماء حركة «انصار الله». جاءت هذه الخطوة بعد معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن هذه التطورات، من طريق الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي. وهذه التطورات هي فصل جديد في اليمن.


اتفاق حركة «انصار الله» و «اللجان الشعبية» مع المندوب الأممي عل? صوغ جدول للانتخابات الرئاسية والبرلمانية وإطار تركيبة الحكومة الموقتة هو مرآة رغبة زعماء الثورة اليمنية في إدارة أوضاع بلادهم واستيعاب الظروف الجديدة التي تشهدها وصولاً ال? مرحلة صوغ الدستور وإصلاح الحال السياسية. ونجحت حركة «أنصار الله» في إرساء مشروعها السياسي القاضي بتشكيل لجنة من 5 - 7 اعضاء لتولي مهمات رئاسة الجمهورية، وتولي احدهم تشكيل الحكومة الموقتة. وهذا الاقتراح هو الذي طرحته حركة «انصار الله» عل? المندوب الأممي خلال تصدي الرئيس منصور هادي لرئاسة الجمهورية.


جهود بنعمر الجديدة لحل الأزمة اليمنية تزامنت مع حدثين بارزين: تلويح دول مجلس التعاون الخليجي بمقاطعة اليمن اقتصادياً ووقف المساعدات، ودعوتها مجلس الأمن إلى التدخل مجدداً في اليمن. ويظهر استئناف بنعمر الاتصال بـ «أنصار الله»، إثر بيان مجلس التعاون، رغبة هذه الدول في الضغط عل? الحركة من أجل تغيير مطالبها تغييراً ينسجم مع مطالب مجلس التعاون والدول الغربية.


ولا شك في ان اتفاق بنعمر وعبدالملك الحوثي (زعيم جماعة الحوثيين) هو مكسب نسبي لدول مجلس التعاون والدول الغربية، ونصر بارز يصب في مصلحة «انصار الله». وتشير معلومات الى ان اجتماع مجلس التعاون في 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، استبعد التدخل العسكري في اليمن... فأحيل هذا الخيار على مجلس الأمن. لكن الرئيس الاميركي باراك أوباما عارض التدخل العسكري، وإثر استبعاده، برز خيار السعي الى إجماع الأسرة الدولية ضد حركة «انصار الله».


ويترتب عليه إفساح المجال لإجهاض التطورات في اليمن، وقطع علاقات المجتمع الدولي مع الحكومة اليمنية. لكن الأسرة الدولية لم تقتنع بهذا الخيار. فالولايات المتحدة عندما أغلقت سفارتها لم تقل ان الإجراء نجم عن تسلط «انصار الله» عل? الحكومة بل دار كلامها على التطورات الأخيرة. وكان الهدف من هذا الخيار هو تخويف اليمنيين والإيحاء بأن مستقبل بلادهم قاتم. وثمة خيار يقضي بالاتصال بـ «انصار الله» من أجل التوصل الى صيغة مشتركة تحفظ الحدود الدنيا من المطالب العربية. وهذا الخيار دعمته قطر وعمان والكويت... وهذا يعني أن ثمة رأياً يعتد به داخل مجلس التعاون من أجل التوصل مع الحوثيين الى حل مُرضٍ للطرفين.


ويــسود اعتقاد بأن مجلس التعاون والولايات المتحدة وبريطانيـــا وفرنسا تؤيد الحوار مع «انصار الله»، لكن هذه الحركة لا تنظــــر بعين الرضا الى التدخل الخارجي. لذلك لم ترسِ الاستقرار فـــي الشـــارع في انتظار تطورات الأسابيع المقبلة. وثمة مؤشرات الى قلق الولايات المتحدة ازاء التطورات اليمنية. فهي أغلقت سفارتها وأحرقت كل الوثائق فيها للحؤول دون وقوعها في أيدي «انــصار الله».


واللافت ان واشنطن كانت تتوقع هجوماً عل? سفارتها في صنعاء في 11 شباط (فبراير)، ذكر? انتصار الثورة الإسلامية في ايران، وتكرار عملية احتلال سفارتها في طهران. بعض المراقبين رأى ان هذه الخطوة هي مقدمة لحرب معلنة عل? اليمن، لكنها مؤشر الى ان واشنطن لا تستطيع السيطرة عل? التطورات في هذا البلد. ووصف عبد الملك الحوثي السفارة الأميركية بوكر التجسس، ولن تَعْدُل الولايات المتحدة عن مساعيها الرامية الى تقويض الثورة اليمنية، لكنها لن تتدخل مباشرة بل ستتوسل سبلاً غير مباشرة للضغط عل? الشعب اليمني كما فعلت مع الثورة الايرانية.


تشير التطورات في مدينة مأرب الاسترتيجية ال? فشل المؤامرة الغربية - العربية التي لجأت ال? تأجيج الأوضاع الداخلية اليمنية لخلق تحديات جديدة امام حركة «انصار الله». وسعى حزب الاصلاح الاخواني الذي تدعمه اميركا وبعض دول المنطقة وبالتعاون مع حزب «المؤتمر، وعائلة الرئيس علي صالح، إلى السيطرة عل? مأرب وجعلها في مواجهة صنعاء. لكن «انصار الله» تتمسك بمشاركة حزبَيْ «الإصلاح» و «المؤتمر» في الجهود السياسية. والتدخل في تطورات مأرب لن ينجح. فجماعة عبد الملك الحوثي تدرك حقيقة ما يجري، وترغب في مواجهة كل أشكال العنف والتطرف.


* أكاديمي، عن «كيهان» الإيرانية، 15/2/2015، إعداد محمد صالح صدقيان / صحيفة الحياة

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)