من يوم أن أعلن عن تعيين حسن ايرلو سفيرا لإيران بصنعاء برز توجه جديد داخل جماعة الحوثي يهدف لإزاحة المشاط وجناحه من رئاسة المجلس السياسي الأعلى ومن كافة مفاصل الدولة ليحل محله محمد علي الحوثي وقد ظهرت مؤشرات هذا للعلن وذلك بتواري المشاط عن المشهد وبروز محمد الحوثي وبوضع بعض اعضاء المجلس السياسي الأعلى من المقربين من المشاط وبالأخص سلطان السامعي رهن الاقامة الجبرية وذلك بعدما اتيحت له فرصة محدودة للظهور الإعلامي للمشاركة والحضور للفعاليات الاحتفالية والمؤتمرات وغيرها من باب احتواء الخلاف الذي أثير بينه وبين أحمد حامد مدير مكتب الرئاسة على خلفية توجيهات أصدرها أحمد حامد لكل الجهات الحكومية بعدم تنفيذ أي توجيه يصلها من السامعي الذي صعد يومها ضد الحوثة متهما إياهم بالتهميش لشركائهم.
هنا وعلى خلفية توجهات ايرلو المشار لها سابقا بدأ المشاط وجناحه بالتواصل مع مشايخ قبائل طوق صنعاء وذمار للإلتفاف حوله لمواجهة توجه ايرلو الذي يهدف للتخلص من أي وجود قبلي غير هاشمي في رأس هرم الدولة وأجهزتها المختلفة ولعل المشاط بحسب مصادر مطلعة سيستغل انشغال جماعته بمعارك مأرب التي اجبرت ايرلو وعبدالخالق الحوثي على الخروج من امانة العاصمة الى خولان لإدارة المعركة فيقوم بحملته التي سيكون هدفها الإنقضاض على محمد علي الحوثي واتباعه ومما يؤكد هذا لقاء ابو علي الحاكم الذي ينتمي لجناح المشاط برؤساء هيئات ودوائر وزارة الدفاع قبل يومين من الآن.
هذا بالإضافة الى الفوضى التي يثيرها النائب احمد سيف حاشد المحسوب على سلطان السامعي داخل مجلس النواب ضد نائب رئيس المجلس المعين من قبل الحوثة عبدالسلام هشول زابيه والتي تؤكد وجود صراع خفي داخل جماعة الحوثي قد يتطور الى مواجهات مسلحة يطلق شرارتها جناح المشاط بعد تأكده من ضعف القبضة العسكرية والأمنية بصنعاء وذمار وعمران على والتي سينتجها التحشيد لمأرب وهو المخطط الذي كان يهدف لتنفيذه في بداية العام 2015م الزعيم عفاش ضد الحوثة بعد دخولهم دار الرئاسة وقبل محاصرتهم للرئيس عبدربه في منزله وهو ما جعل الحوثة يومها يؤخرون معركة مأرب الى مابعد حصارهم للرئيس هادي الذي بحصارهم له وتولي محمد علي الحوثي إدارة البلاد خلفا له ضمنوا حفظ ظهورهم من أي عمل انقلابي يمكن أن يقوم به عفاش ضدهم في خضم انشغالهم بمعركة مأرب حينها فيصبحوا بين مطرقته وسندان المقاومة هناك.
فهل سينجح جناح المشاط ومعه رجال القبائل فيما عجز عنه عفاش فيطيح بايرلو ومحمد علي الحوثي وجناحهم ام إنهم سيباغتونه ويضربونه بمقتل هذا ما سنترك للأيام القليلة القادمة تفسيره؟
