الأرشيف

اُريدُ خبزاً

الأرشيف
السبت ، ٢٢ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١١:٤٤ صباحاً

حفظ الله العميري


اصرفونا عن حكاية الانتصارات المرحليه الخادعه فأي نصر لا يشمل ذمار وصنعاء وتهامه وصعده وغيرها من المناطق اللتي تصدر الموت ويعشعش فيها الجهل وثقافة الاستشهاد ومسلمة رقابها للظلام الآتي من الكهوف لا يعد انتصاراً بقدر ماهو فخ كبير للمشاعر واحتفال مرحلي سرعان ما تفسدهُ مدافع وقذائف هذه الميليشيات وتحولهُ بلحظات الى عزاء ومأتم .الحقيقه الواضحه ان الحوثي لا زال يواصل مغامراتهُ ومقامرته بمصائر ملايين اليمنيين عبر هؤلاء القطيع الوحشي وباسلحة الدوله اللذي سُلمت اليه في لحظة سيسجلها التاريخ كأكبر اهانة للبزة العسكرية واكبر وصمة عار على جبين الجنديه لن تُمحى وسيظل يخلدها التاريخ لقرون .قبل ساعات هاتفتَ اُمي .. لم اكن اتوقع ان يصل بها الحال الا ان تبكي وبغزارة على ما يجري ..امي ليست خائفه من الموت فهي من اكثر المؤمنين بالقدر ولكنها تشرح لي بألم ما يجري وما آل اليه الحال في منطقتي بل وعلى مستوى اليمن ككل من انعدام للمشتقات والغذاء وتزايد اعداد النازحين في ظل هكذا وضع كارثي ومخيف . امي قويه ومكافحه ولا اعهد انها بكت إلا لامر جلل فأخي الصغير رحمه الله مات في حظنها ولم تبكي عليه الا بعد ايام من دفنه .الكارثه فوق ما نتصور ميناء الحديده شريان الحياة للمحافظات الشماليه تدمر ،مطارات مدمره، حصار كارثي فوق المعقول ولا زالت اناشيد الحماس والجهاد تدوي بصفاقه، من لم يمت ببندق الحوثي او بتغريره مات جوعاً او مرضاً وهذا المعتوه وعبر هؤلاء الاستشهاديين ورسل الموت لا زال يقامر بل ويتحدى العالم اجمع ولا ندري ماذا يريد والى اين سيصل به كل هذا الحمق وهذا التلذذ وا?ستمتاع بالقتل والألم .اُريدَ خبزاً .. هذه الجمله ستصبح عنوان لمرحلة ما بعد تدمير الميناء المجاعه قادمه إذا لم يتدارك العالم ما يجري في بلد حكم عليه بالإعدام ويموت باليوم الاف المرات ولكن خلاف كل عادات وتشريعات الموت فمن يقتلنا يدعي انه وصي الله وحفيد نبيه، نحن نقتل وننفى ونعذب على طريقة قريش ومن نجا من القتل والنفي والتعذيب محاصر وجائع في شعب ابي طالب .لا نحتاج الى مزيداً من العويل والمزايدات لا نحتاج الى مزيداً من القلق وإبداء الاستياء لانحتاج لإنتصار يحرر شارعين ويترك رأس البلاء حراً يعبث..اليمن تموت ،قريش تقتلنا بدا هوادة فهل من مجيب ؟