إنسحاب الانتقالي من إتفاق الرياض يظهر حجم التناقض الحاصل داخل التحالف العربي . هذا الانسحاب ليس قرارا خاصا بالانتقالي ، لأنه يفتقر للكفاءة وفي نفس الوقت يفتقر للقدرة على اتخاذ القرار . وهذا يجعلنا نقول بكل وضوح إن الإمارات ليس لديها رغبة حقيقية في دعم الشرعية واستعادة الدولة .

من حيث الجوهر الإمارات تنتهج التخريب في عدن لأسباب متعلقة بإضعاف شريكتها المملكة العربية السعودية . واضح جدا أن الإمارات لا ترغب في الإستقرار وهي من تتحمل مسؤولية انسحاب الانتقالي . ولا أبالغ إذا قلت إن إنسحاب الانتقالي من إتفاق الرياض قد كشف عقم التحالف السعودي الإماراتي .

يوضح تعامل الإمارات مع الشرعية التي جاءت لمناصرتها ضد انقلاب الحوثي بأنها تتحمل مسؤولية التبعات ، فهي صنعت الانتقالي ليكون جمرة في يدها لإضعاف الشرعية ولعرقلة حليفتها المملكة العربية السعودية في مواجهتها للحوثي .

وصلت الشرعية إلى قناعة بأن المملكة غير قادرة على وقف الإمارات وتهورها في المحافظات الجنوبية . لقد استغلت الإمارات الانتقالي بنية سيئة لتعزيز مصالحها . وقد ظهر ذلك جليا من خلال سلسلة الانتهاكات والمخالفات التي تعرض لها إتفاق الرياض منذ أن كتب ، حيث كان الانتقالي يجد سبلا للالتفاف عليه .

فشلت السعودية إلى حد كبير في تنفيذ الاتفاق وهي الضامن للتنفيذ . يرى المراقبون أن الإمارات هي في النهاية من تسبب في الأزمة التي توقعها الكثيرون من البداية . فهي في نهاية المطاف تحتضن إنقلابيين وتغرز إصبعها في أعين حلفائها السعوديين والشرعية .

من الواضح أن الإمارات أضحت تشكل تهديدا خطيرا للسلم والاستقرار الداخلي . فما تقوم به يتناقض مع الأهداف التي وضعها التحالف لنفسه حينما أعلن وقوفه إلى جانب الشرعية قبل خمس سنوات . لقد أخلفت الإمارات الوعد وانتهكت ما تم الاتفاق عليه . فهي الفاعل الرئيسي المسؤول عن إنقلاب عدن .

كان إتفاق الرياض إنجازا للتحالف ، لكن الإمارات على ما يبد تستغل وضع المملكة بعد خمس سنوات من الحرب لتوجه لها صفعة أخرى تقلل من هيبتها ويجعلها قابلة للابتزاز أكثر من ذي قبل .

الأغرب في هذا كله صمت المبعوث الأممي عما يجري في عدن وكأن مهمته تقتصر على حماية الحوثي والتدخل حينما يكون أمام هزيمة محققة .