أحمد حوذان

قيامة اليمن القادمة.. يمنيون يترقبون سقوط الحوثيين

أحمد حوذان
الاربعاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ٠٦:٢٣ مساءً

لقد دنا الوعد الحق، وها هي اليمن بأسرها تتأهب ليوم عظيم سيخلده التاريخ، وسترويه الأجيال المتعاقبة، وسيهتز لذكره كل شبر في هذا الوطن الجريح...

لقد بلغ الشوق واللهفة في قلوب اليمنيين مبلغًا لم يبلغه شوق المُضنى إلى لقاء أحبابه، انتظارًا لذلك اليوم المبين، الذي سيشبه يوم الحساب؛ فقيامة عادلة ستقوم على هذه الأرض، وسيرى "القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية"، ولن يبقى لهم من أثر.

يترقب القاصي والداني، النازحون والمهجّرون، والمختطفون والمغيّبون في السجون، نساءً ورجالًا، تلك اللحظة التاريخية للانتقام العظيم، الذي سيشفي صدور قوم مؤمنين بأن العدالة آتية لا محالة، يحدوهم شوق المُضنى إلى لقاء أحبابهم بعد فراق مرير، ويزيدهم يقينًا حقائق التاريخ الدامغة التي تؤكد: "وإنّ للحق لا للقوة الغلبى".

فإن تلك القوة المتغطرسة، التي طغت وظلمت ونهبت وفجّرت المنازل، وانتهكت الحرمات، وأمعنت في اليمنيين تجويعًا وتشريدًا وقتلًا، ناهيك عن فرض خياراتها وثقافتها المستوردة من إيران، وفكرها العنصري والسلالي بقوة السلاح، قد أدخلت اليمن في حروب عبثية بالوكالة عن ملالي طهران وخمينيها، لتصبح البلاد في صدارة الدول في الكوارث الإنسانية...

لقد مات الناس جوعًا على الأرصفة في مشاهد تقشعر لها الأبدان، كما في ذلك المشهد الأليم الذي شهده رصيف مدينة إب، حين فارق رجل الحياة جوعًا وابنه ينتظر عبثًا لحظة استيقاظه. وفي ذلك المشهد صدقت المقولة لكل ذي عقل وبصيرة، وهو ما فاض به كأس المجاعة اليمنية التي صنعها الحوثيون بأيديهم الآثمة، وما خفي أعظم من آلاف المشاهد التي لم تجد طريقها إلى الإعلام لأسباب متعددة؛ نساء تعفّن في السجون، رُفض الإفراج عنهن إلا بالزواج القسري.

لقد أخذ الحوثيون أموال الناس وسلبوهم حرياتهم، في حين يتمتع قادة ومناصرو الجماعة بكل ما لذّ وطاب، ويعيشون في رغد من العيش، يتطاولون في بناء القصور الفارهة، ويتفاخرون بشراء أرقى موديلات السيارات الأوروبية والأمريكية، ويستعرضون ذلك بوقاحة على مواقع التواصل الاجتماعي، كل ذلك بأموال شعب يموت على حدود معظم الدول بحثًا عن كسرة خبز عبث بها عبيد الملالي إرضاءً لأسيادهم. لكن كل ما اقترفته هذه العصابة الإجرامية ينتظره يومٌ آتٍ، سيأخذ فيه كل ذي حقٍّ حقَّه.

وها هي جماعة الكهف قد بدأت تترنّح، بعد أن استغنى عنها أسيادها الملالي، مكتفين بتقبيل يد ترامب، بحثًا عن نصر زائف يسوّقونه لأتباعهم الجهلة الذين هم كالأنعام، بل أضل سبيلًا.

فيا لها من لحظة فارقة، سيصفق لها الزمان والمكان في اليوم الموعود، الذي ستعانقه صنعاء الحضارة من جديد... وهنيئًا لمن نال شرف الكفاح والنضال دفاعًا عن وطنه وكرامته وحريته.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)