في ظل حالة التعقيد التي تشهدها اليمن، بعد مرور قرابة 3 أعوام ونصف على انقلاب الحوثيين على الشرعية، أصبحت اليمن بأمس الحاجة إلى وحدة تجمع كل الكيانات الفاعلة والمتضررة من ذلك الانقلاب، وفي المقدمة الأحزاب السياسية.
ولعل الأحزاب هي أكثر المتضررين من انقلاب المليشيا، كون الأخيرة لا تؤمن بالتعددية، ولا بالديمقراطية، إلا وفقا للنموذج الإيراني، القائم على ضرورة الولاء للولي الفقيه، وهنا في اليمن لزعيم الجماعة، وهو ما يعرف بـ"الولاية".
وفي هذا السياق، لم تتوقف محاولات نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، منذ تعيينه في منصبه، في مثل هذا اليوم، الموافق 3 إبريل عام 2016، حيث بذل جهودا مضنية في سبيل توحيد الأحزاب تحت راية الشرعية، ودفعها للاصطفاف وبذل غاية الجهد لمواجهة الانقلاب الحوثي.
ولقد أكد نائب الرئيس في أكثر من مناسبة، وأكثر من حوار ولقاء سياسي على أهمية الدور الذي تضطلع به الأحزاب السياسية في معركة استعادة الشرعية والدولة، والجمهورية.
ولم تتوقف اتصالات الفريق الأحمر، مع قيادات مختلف المكونات السياسية حتى تلك التي كانت حتى الأمس القريب إلى جانب الحوثي، وعلى وجه الخصوص حزب المؤتمر الشعبي العام.
وبالرغم من الحالة الهُلامية التي تصبغ الحقبة السياسية في هذه الفترة، وحالة الجمود التي تصبخ أداء الأحزاب السياسية، إلا أن الفريق الأحمر نجح ففي إنعاش الفعل السياسي، من خلال التواصل مع قيادات الأحزاب السياسية، والاستماع لمخاوفها، وآراءها، وأطروحاتها.
لقاءات بقادة الأحزاب
خلال الفترة الماضية عقد الفريق الأحمر سلسلة لقاءات مع قيادات الأحزاب السياسية في اليمن، بحث خلالها توحيد الجهود لمواجهة الانقلاب الحوثي واستعادة الشرعية.
ومن ذلك لقاءه مع قيادة الحزب الاشتراكي ممثلة بالأمين العام للحزب عبد الرحمن عمر، ونائبه وعدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية.
وخلال اللقاء أشاد النائب بدور الحزب الإشتراكي، ومواقفه الثابتة من الإنقلاب، ونضالاته المستمرة من أجل بناء دولة مدنية يسودها الأمن والاستقرار وتعمها العدالة والمساواة.
كما عقد النائب لقاءا مماثلا بقيادة التنظيم الوحدوي الناصري، بحث خلاله جهود دعم الشرعية، ودور الحزب في ذلك، مشيدا بدور التنظيم الناصري في مسيرة النضال ضد المليشيا.
المؤتمر
لطالما أكد نائب الرئيس على الدور المحوري لحزب المؤتمر الشعبي العام في مواجهة الانقلاب، مؤكدا أن هذا الحزب الكبير لا بد أن يكون له دور في استعادة الدولة والدفاع عن الجمهورية.
وأبقى الفريق محسن قنوات التواصل بينه وبين قيادات حزب المؤتمر مفتوحة، بل إن التواصل معهم لم يتوقف، وهو التواصل الذي توج بإعلان النفير العام والانقلاب على الحوثيين مطلع ديسمبر الماضي، وهو التحرك الذي نجح الحوثيون في قمعه بسبب عدم توافر مقومات نجاحه.
وأكد الفريق محسن في حوار مطول مع صحيفة "عكاظ"، أن الشرعية تفتح ذراعيها لأعضاء وقيادات حزب المؤتمر وغيرهم ممن نالهم بطش الحوثي، لافتا إلى أن الكثير من القيادات المدنية والعسكرية لجأوا إلى الشرعية، وتم استقبالهم بترحاب.
وأكد أن الشرعية تفتح أبوابها لكل المضطهدين من قبل الحوثي، مشددا على ضرورة الحفاظ على وحدة حزب المؤتمر الشعبي العام تحت قيادة الرئيس هادي، كما دعا إلى اصطفاف وطني كبير تحت راية الشرعية.
أدوار غير معلنة
لم يدخر نائب الرئيس جهدا في سبيل جذب أكبر قدر ممكن من اليمنيين إلى صف الشرعية، وذلك من خلال علاقاته الواسعة بقطاع واسع من رجال السياسية والإعلام وغيرهم.
وينطلق النائب في تحركاته من قاعدة أن الحوثي عدو للجميع، وأن على الجميع التكاتف والتواصل مع مختلف المكونات لإقناعها بالتخلي عن هذا الانقلاب والالتحاق بركب الشرعية.
ونجح النائب في اجتذاب الكثير من الشخصيات السياسية والعسكرية الهامة، إلى صف الشرعية، بل إنه أكد في أكثر من مناسبة أن تواصله بالكثير من الشخصيات الوطنية لم ينقطع طيلة الأزمة، مشيرا إلى أن الكثير ممن لا يزال في صنعاء من القيادات هو مع الشرعية وينتظر الفرصة المناسبة.
ونجح الفريق علي محسن في استقطاب قيادات رفيعة إلى صف الشرعية، وفي مقدمتهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي دعا في مطلع ديسمبر الماضي إلى التمرد على الحوثيين، إلا أن حركته فشلت ونجح الحوثيين في الانقضاض عليه وتصفيته.
كما نجح النائب في استقطاب الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، اللواء علي صالح الأحمر، الذي وصل إلى الرياض وأعلن انضمامه للشرعية، وعين لاحقا قائدا لقوات الاحتياط.
أحداث عدن
كما يولي نائب الرئيس ما يحدث في عدن اهتمام بالغ، معربا عن أسفه عما شهدته عدن خلال الفترة الماضية من أحداث تخدم الانقلاب وأعداء الوطن.
وأكد النائب أنه مع الحوار، وأنه ضد استخدام القوة لتحقيق مكاسب سياسية، متمنيا أن يعمل الجميع بما في ذلك قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي من أجل تحرير اليمن من المشروع الإيراني ممثلا بجماعة الحوثي.