قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونتيور" الأمريكية، إن الهدوء على الجبهة بين حزب الله و"إسرائيل" ربما يكون هو الهدوء الذي يسبق العاصفة.

وأكدت الصحيفة أن التصريحات الأخيرة لزعيم مليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله، التي هدد فيها "إسرائيل"، ربما تنذر بقرب مواجهة بين الجانبين، في وقت حذر فيه مسؤولون إسرائيليون من أن أي هجوم من قبل الحزب سوف يستدعي ضرب كل لبنان.

تقول رندا سليم، الباحثة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "لا أعتقد أن الحرب باتت وشيكة بين إسرائيل وحزب الله، ولكن الأخطاء في الحسابات واردة، والرسائل يمكن أن تفهم بشكل خاطئ بين الجانبين، حزب الله ليس في وضع يسمح له الآن بدخول حرب مع إسرائيل، هناك نظام ردع متبادل بين الجانبين نجح حتى الآن في تجنب وقوع حرب جديدة".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال في عدة تصريحات له، إنه يسعى إلى تحجيم نفوذ إيران في المنطقة والحد منه، ومعلوم أن إيران تعد الداعم الأكبر لحزب الله اللبناني، كما أن لإيران نفوذاً كبيراً في كل من العراق وسوريا واليمن.

تصريحات ترامب التي هدد فيها إيران يمكن أن تنعكس إيجاباً على معركة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، على الرغم من الأخطار التي قد تحملها للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وتسلمت إدارة ترامب، الثلاثاء، خطة وزارة الدفاع الأمريكية لهزيمة تنظيم الدولة، والتي تعد من أولى الأولويات لإدارة الرئيس الأمريكي، وعلى الرغم من سرية الخطة فإن مصادر تحدثت عن بعض بنودها والتي تتضمن توصيات بتوسيع رقعة الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط، لتشمل حزب الله.

الجنرال الأمريكي جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات الأمريكية، ألمح إلى إمكانية توسيع رقعة الجماعات الإقليمية العاملة في الشرق الأوسط والتي قد يشملها قانون الإرهاب، مؤكداً أن إيران تدير جماعات "لها تأثير ضار في المنطقة".

وتابع، في كلمة له بمعهد بركينغز بواشنطن، أن "الإيرانيين يديرون حرباً عدوانية بالوكالة، إنهم يقاتلون في اليمن وفي سوريا، وأيضاً لهم تأثير خبيث في لبنان، وكذلك العراق، وباقي دول المنطقة".

التركيز على النشاط الإيراني في الشرق الأوسط، أعقبه تصاعد في حدة التصريحات بين حزب الله وإسرائيل.

فقد هدد زعيم الحزب، حسن نصر الله، باستهداف مفاعل ديمونا الإسرائيلي، ومرافق تخزين الأمونيا في حيفا بالشمال في حال هاجمت إسرائيل لبنان، مؤكداً أن حزبه لا يسعى إلى حرب مع الدولة اليهودية، ولكن على "إسرائيل" أن تفكر مليون مرة قبل أن تشن أي حرب على لبنان.

وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وصف نصر الله بأنه "كلب ينبح ولا يعض"، محذراً أنه في حال هاجم حزب الله إسرائيل فإن كل لبنان سيكون بمرمى النيران الإسرائيلية.

وكانت الجبهة بين الجانبين قد شهدت عقداً من الهدوء منذ آخر حرب بينهما في يوليو/تموز 2006، إلا أن سوء تقدير من أحد الجانبين قد يؤدي إلى اشتعال هذه الجبهة، خاصة أن هناك أدلة تشير إلى أن "إسرائيل" قصفت مواقع للحزب في سوريا، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى اختلال توازن الرعب بين الجانبين.