الرئيسية > اخبار وتقارير > ترامب يدفن إرث أوباما في سوريا.. فما شكل سياسته؟

ترامب يدفن إرث أوباما في سوريا.. فما شكل سياسته؟

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ينوي إحداث قطيعة مع سياسة سلفه باراك أوباما في سوريا، إذ كان أول الغيث هو تجميد واشنطن مؤخراً، دعمها المسلح لفصائل المعارضة السورية المعتدلة.

تزامن مع ذلك، تقديم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، مسودة الاستراتيجية الجديدة حول التعامل مع الوضع في سوريا، إلى الرئيس الأمريكي، في 25 من فبراير/شباط الماضي، بحسب ما كشفت وكالة "أسوشييتدبرس" الأمريكية، والتي كان قد طلبها ترامب عقب أيام قليلة من تنصيبه.

قيادي بارز في المعارضة السورية المسلحة، كشف لـ "الخليج أونلاين" أن الولايات المتحدة الأمريكية جمّدت دعمها لفصائل المعارضة السورية؛ رداً على سيطرة "هيئة تحرير الشام" على مناطق واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

وأوضح أن مندوباً أمريكياً أبلغ فصائل المعارضة التي تصنَّف من قبل بلاده بـ "المعتدلة"، بجملة شروط لإعادة النظر في مسألة الدعم العسكري لهم.

وأضاف القيادي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ "الخليج أونلاين": "أمريكا اشترطت إنشاء فصيل عسكري يجمع فصائل درع الفرات التي تدعمها تركيا، على أن يعلن هذا الفصيل الحرب على هيئة تحرير الشام، التي تصنفها أمريكا (إرهابية)؛ لكون فتح الشام- جبهة النصرة سابقاً- هي عمودها".

DSC_1050

ولفت إلى أن من أهم الشروط لاستئناف المساعدات هي "الالتزام بالاستراتيجية الأمريكية الجديدة، التي يعمل عليها البنتاغون بناء على طلب الرئيس دونالد ترامب، والتي تتضمن إنشاء مناطق آمنة للمدنيين تكون منطلقاً لقتال (داعش) وليس النظام السوري، أو الفصائل الكردية الانفصالية".

وحول الموقف التركي من الطرح، أشار القيادي إلى أن تركيا بادرت بإغلاق المعابر المقابلة للأراضي التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام، كما أنها تنتظر المزيد من التوضيح من الجانب الأمريكي بشأن الاستراتيجية الجديدة.

واعتبر المصدر أن موقف أنقرة "قريب" من موقف واشنطن، مبيناً أن الجانب التركي يركز حالياً على قتال تنظيم "الدولة" في مناطق شمال شرق سوريا، وطرد المليشيات الكردية الانفصالية من الجانب الحدودي؛ "حتى لا تتمكن من إنشاء منطقة حكم ذاتي"، مشيراً إلى أن أنقرة تركز دعمها على فصائل "درع الفرات" التي تقاتل تنظيم "الدولة".

وحاول "الخليج أونلاين" الحصول على تعليق من مسؤولين في واشنطن، حول وقف الدعم الأمريكي للمعارضة السورية المسلحة، لكن المسؤولين رفضوا التعقيب.

وكان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لدى مغادرته البيت الأبيض، ترك على طاولة ترامب خطة جاهزة للاستيلاء على الرقة، أبرز معاقل تنظيم "الدولة" في سوريا، اعتماداً على القوات الكردية التي باتت على بعد عشرات الكيلومترات من مشارفها.

لكن ترامب لم يكترث للخطة، وطلب من البنتاغون فور تسلمه سلطاته، في يناير/كانون الثاني الماضي، وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الوضع في سوريا.

المحلل السياسي والمعارض السوري، الدكتور عبد الرحمن الحاج، أكد لـ "الخليج أونلاين" أن الولايات المتحدة علقت الدعم للمعارضة رداً على سيطرة هيئة تحرير الشام على مساحات واسعة من أراضي المعارضة، فضلاً عن المعابر الحدودية.

وأضاف: "نظرة الإدارة الأمريكية الجديدة للمعارضة السورية اختلفت عما كانت عليه أيام إدارة أوباما، حيث المؤشرات تقول إن التركيز سيكون على محاربة داعش وإنشاء المناطق الآمنة، علماً أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد خطة واضحة".

وبالحديث عن المناطق الآمنة، اعتبر قائد القيادة المركزية الأمريكية، جوزيف فوتيل، بحسب ما نقلت عنه مجلة "فورين بوليسي"، في 28 فبراير/شباط الماضي، أن "إنشاء مناطق آمنة في سوريا فكرة قابلة للحياة، يمكن تحقيقها في المناطق التي قد بدأ فيها اتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار وتقديم المساعدات الإنسانية".

1280x960

ولفت الجنرال الأمريكي إلى أن إنشاء مثل هذه المناطق لن يكون أمراً سهلاً، وسيتطلب "توظيف كافة الموارد"، ومن ضمنها إشراك القوات البرية للاحتفاظ بالسيطرة على تلك المناطق وحمايتها.

وحول هذه التصريحات علق الحاج بالقول: إن "إقامة منطقة آمنة سوف يكون بمصلحة السوريين وليس نظام الأسد أو المليشيات الكردية الانفصالية أو داعش"، لكنه أوضح "أن ذلك على المستوى البعيد سوف يكون مرتبطاً بترتيبات سياسية دولية، كفدرلة سوريا مثلاً، أو إعادة رسم الخريطة الداخلية، وهو ما سيؤثر مستقبلاً على آلية الحكم في البلاد".

وكانت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية كشفت، في 26 فبراير/شباط الماضي، أن قوات أمريكية برية تستعد خلال المرحلة المقبلة لخوض غمار الحرب في سوريا، "في إطار مراجعة للاستراتيجية الأمريكية في سوريا"؛ تمت بطلب من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وأوضحت الصحيفة أن "الهدف من دعم 500 من عناصر القوات الخاصة الموجودة في سوريا بتلك العناصر الإضافية، هو الإسراع في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، وطرده تماماً من جميع المناطق ومن معقله في الرقة".

من جهته قال الخبير في الشؤون الدولية، علي باكير، إنه "لم تتبلور حتى الآن أي استراتيجية أمريكية في سوريا بشكل نهائي، على الرغم من مرور الوقت الكافي لذلك".

وأوضح أن هذا يشمل موضوع معركة الرقة لاستعادتها من تنظيم "داعش"، ومسألة دعم المليشيات الكردية "الانفصالية" بقيادة "حزب الاتحاد الديمقراطي" لاستخدامها للقيام بذلك.

ولفت باكير إلى أن أنقرة "تضغط على الإدارة الأمريكية لوقف دعم المليشيات الكردية الانفصالية"، مبيناً أن "واشنطن يبدو أنها لم تتخذ قراراً حيال ذلك بعد"، لكنه أوضح أنه "إذا بقيت السياسة الأمريكية على حالها فلا بد أن العلاقات الأمريكية-التركية ستعاني من مشاكل"، كما قال.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)