الرئيسية > اخبار وتقارير > لقاءات الرئيس ونائبه بقيادة الجيش وتصريحات ولد الشيخ وبيان القوات المسلحة .. مؤشرات كثيرة على اقتراب الحسم العسكري (تقرير)

لقاءات الرئيس ونائبه بقيادة الجيش وتصريحات ولد الشيخ وبيان القوات المسلحة .. مؤشرات كثيرة على اقتراب الحسم العسكري (تقرير)

يبدو أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في اليمن، وهو ما تترجمه التحركات التي تشهدها الساحة، خلال اليومين الماضيين، حيث كثفت قيادة الشرعية، من لقاءاتها العسكرية والسياسية، بالتزامن مع تحول هام في تصريحات المبعوث الأممي من الأزمة، والتي حملت في مضمونها تأكيدا على أن الحل لا يمكن التوصل إليه، إلا بتنازل الانقلابيين، فضلا عن تحركات ميدانية، تشير إلى أن الحسم العسكري بات الخيار الأوفر حظا.
 
يوم أمس، التقى الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكذا نائبه الفريق الركن علي محسن صالح، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقيادة الجيش الوطني، بالتزامن مع تحركات سياسية مكثفة للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وكذا للدول ذات العلاقة بالملف اليمني، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية، والإمارات، وكذا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
 
خلال اللقاء الذي عقده الرئيس هادي، برئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن محمد علي المقدشي، وكذا اللواء فضل حسن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، (المسئولة عن جبهة الساحل الغربي وتعز)، حث رئيس الجمهورية القيادات العسكرية، على توحيد الطاقات والجهود، ورفع الجاهزية وتعزيز اليقظة الأمنية والروح القتالية لدى المقاتلين في "معركة الأرض والعرض"، حسب وكالة أنبا "سبأ" الحكومية.
 
كما طالب رئيس الجمهورية، "بوضع حدا لغطرسة الميليشيا الانقلابية الذين دمروا البلد وقتلوا وشردوا العزل الأبرياء وحاصروا المدن"، مؤكدا حرصه على السلام المبني على المرجعيات وخيارات شعبنا التي توافق عليها عبر مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216.
من جانبه، ترأس نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن علي محسن صالح، اجتماعاً ضم كل من رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي وقادة المناطق والمحاور والألوية العسكرية لمناقشة المستجدات وأوضاع الوحدات العسكرية المختلفة.
 
الفريق علي محسن، شكر دول التحالف العربي على جهودها المساندة لليمن، والشرعية، مشدداً على ضرورة مضاعفة الجهود وتوحيد الصفوف والصبر والتضحية لأجل تحقيق الأهداف المرسومة في تأمين المواطن اليمني وحماية حقوقه ورفع الظلم والمعاناة التي يتجرعها جراء الانقلاب وغياب الدولة.
 
وحث الفريق محسن القادة العسكريين على بذل مزيدٍ من العمل في سبيل دحر الميليشيا الانقلابية وتجفيف منابع التطرف، مضيفا – بحسب وكالة أنباء سبأ الحكومية -:" إننا اليوم في هذه المرحلة المفصلية والحساسة بأمس الحاجة إلى التعاون ورص الصفوف والانتصار للمبادئ العسكرية ولقيم النظام والقانون والوفاء لدماء شهدائنا الأبطال".
 
وأشار إلى الرغبة الجامحة لليمنيين نحو عودة الدولة بعد أكثر من سنتين من تجرعهم مرارة الانقلاب، علاوة على ما تتلقاه الشرعية من دعم وتأييد إقليمي ودولي مقابل استنكار ورفض لقوى الانقلاب.
 
الفريق علي محسن جدد الدعوة لكل كوادر الجيش والأمن إلى اتخاذ موقف وطني واغتنام الفرصة والمسارعة في الانضمام للشرعية ورفض الانقلاب.
 
دعوة لقبائل الطوق
 
إلى ذلك، نشرت صفحة تابعة للجيش اليمني، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بيانا باسم قيادة الجيش الوطني، تعهدت فيه، بالدفاع عن النظام الجمهوري مهما كلف ذلك من تضحيات، مؤكدة أنها ستظل دائما وأبدا درع الوطن الحصين وقوته الضاربة.
 
كما وجهت قيادة الجيش الوطني "نداء عاجل" لكل قبائل طوق صنعاء من وجهاء ومشائخ وعقال ومزارعين وعسكريين وعمال وموظفين، إلى عدم الانجرار إل تلك الدعوات المغرضة التي تسعى إلى أن تجعل أبنائهم وقودا لمعركة خاسرة، دفاعا عن أطماع شخصية وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان.
 
ودعت قيادة الجيش الوطني قبائل طوق صنعاء إلى إعلان الولاء التام والمطلق للنظام الجمهوري وفتح الطريق أمام القوات المسلحة والتخلي عن الانقلابيين بصورة عاجلة حتى تجنبوا أنفسكم ومناطقكم ويلات الحرب وأهوالها، مشيرة إلى أن قبائل طوق صنعاء كانت سباقة في الدفاع عن الجمهورية وآن الأوان لتسطر مواقف مشرفة و خالدة في تاريخ اليمن المعاصر تكون مفخرة للأجيال القادمة.
 
هذا، وكان رئيس الجمهورية، قد التقى الأربعاء، بشكل منفصل، بسفيري الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، حيث تم خلال اللقاءين الحديث عن تعنت المليشيات، ورغبة الشرعية في السلام الدائم المبني على المرجعيات.
 
كما تم استعراض التنازلات التي قدمتها الشرعية، وكذا جرائم المليشيات الانقلابية بحق اليمنيين، ورفضها الجنوح للسلم، بالرغم من المئالات التي بلغت ذروتها وذاق ويلاتها الشعب اليمني.
 
السفيران بدورهما، أكدا دعم بلادهما للشرعية، وكذا جهود السلام المبذولة لإنهاء الأزمة في اليمن.
 
وقبل ذلك، كان المبعوث الأممي، قد أكد أنه لا يمكن التوصل إلى السلام، إلا بنزع الصواريخ، وتسليم سلاح الحوثيين، وكذا، الانسحاب من المدن.
 
إصرار على الحسم وتخوف روسي
 
يقول مدير مكتب الجزيرة، الإعلامي سعيد ثابت، إن التحركان الأخيران للقيادة السياسية خلال الساعات الماضية، وهما لقائها بسفيري واشنطن وموسكو، وكذا لقائها بقيادة الجيش الوطني،يحملان رسالة مفادها أن لدى القيادة إصرار على اعتماد الحسم العسكري، بعد استنفاد الحلول السياسية وتمرد الانقلابيين على المرجعيات الثلاث كمنظومة توافق عليها الداخل والإقليم والمجتمع الدولي، وحرص القيادة الشرعية على تأمين غطاء سياسي من المجتمع الدولي.
 
وقبل يومين، خرجت الخارجية الروسية ببيان مثير، أعربت فيه عن مخاوفها من التحركات العسكرية للتحالف العربي في الحديدة، محذرة من كارثة في حال تم اقتحامها.
 
تهيئة للحسم
 
ميدانيا، أفاد مصدر عسكري، بالمنطقة العسكرية الثالثة، أن كتيبة مدفعية تابعة للجيش السعودي، ومجهزة بعتاد متكامل وصلت إلى معسكر التحالف العربي في مأرب، فيما يبدو أنه استعدادا لخوض معركة الحسم في المحافظة، وكذا التحرك صوب صنعاء.
 
يأتي هذا، بعد إطلاق الجيش الوطني عملية قبل أيام لتحرير ما تبقى من مديرية نهم، على التخوم الشرقية للعاصمة صنعاء، في حين تستعد لفتح جبهة جديدة، على مشارف حرف سفيان بعمران، وأرحب شمال العاصمة.
 
كذلك الحال في بقية الجبهات، أهمها صعدة، وشبوة، وتعز، والساحل الغربي، وكذا الضالع ولحج، والبيضاء، والجوف، والتي شهدت تصعيدا ملحوظا مؤخرا، بين قوات الشرعية والمليشيات الانقلابية.
 
 
 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)