الرئيسية > اخبار وتقارير > شبكات التواصل تغرق في السخرية من الحكام العرب وقمة البحر الميت

شبكات التواصل تغرق في السخرية من الحكام العرب وقمة البحر الميت

تسببت القمة العربية الثامنة والعشرين التي أنهت أعمالها في البحر الميت في الأردن قبل أيام بخيبة أمل جديدة في الشارع العربي بسبب أنها لم تخرج عن المألوف ولم يتضمن بيانها الختامي أي جديد، ولم تُحدث أي اختراق أو تقدم في القضايا العربية العالقة والملتهبة، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والصراع في اليمن وسوريا والعراق، فيما اتجه الكثير من العرب إلى السخرية من اجتماعات القمة التي شوهد فيها العديد من الحكام نائمون.
وعلى الرغم من أن القمة تحولت إلى مناسبة سنوية بروتوكولية وتقليدية إلا أنها استهوت الكثير من أبناء الشعب العربي ممن انشغلوا بالتعليق عليها على شبكات التواصل الاجتماعي، إما بالنقد أو الاشادة أو السخرية، فيما انشغلت وسائل الإعلام التقليدية العربية في الحديث عن القمة وتداول أخبارها المختلفة التي لم تخرج بأي جديد.
وتوقف العديد من النشطاء عند عدد من الملاحظات، حسب ما رصدت «القدس العربي»، فانشغل بعضهم بالتعليق على مضمونها وكلمات المشاركين فيها، بينما التفت آخرون إلى أن القمة انعقدت على بعد كيلومترات قليلة من مدينة القدس المحتلة التي فشلت الدول العربية طيلة العقود الأربعة الماضية في تحريرها، أما آخرون فتطرقوا إلى ملفات أخرى مثل كلمة أمير قطر، ومغادرة الرئيس المصري للقاعة فور بدء الأمير بإلقاء كلمته التي اعتبرها مراقبون آخرون الأهم من بين مداخلات الزعماء العرب.
وازدحمت شبكات التواصل الاجتماعي بالتعليق على القمة العربية من مختلف جوانبها، حيث كتب الإعلامي والكاتب الفلسطيني ساري عرابي معلقاً على «تويتر»: «اختار الحكام العرب المكان المناسب لـ«قمتهم» اسما ورسما، ليس فقط بما يناسب قيمتهم، ولكن أيضا بما يليق بطبيعة مكيدتهم للأمة وفلسطين!». 
وكتب عرابي مقالاً اعتبر فيه أن «فلسطين هي الثمن الدائم، الذي يدفعه العرب، لاستمالة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ومع ما بدا خطرا محدقا بسبب سياسات أوباما التي أشعرت هؤلاء العرب بالوحدة في مواجهة الخطر الإيراني، بدأ بعضهم يبحث في إمكانية الاستقواء بقوة إقليمية يتفوقون بها على إيران، وهي -ويا للسخرية مرة أخرى – «إسرائيل»!». 
أما الصحافي والإعلامي الفلسطيني عز الدين أحمد فكتب مغرداً على «تويتر»: «كل ما جاء في القمة العربية بشأن فلسطين كلام فارغ إنسوه، الزبدة فيما سيحمله السيسي إلى ترامب الاثنين».
وعلق الكاتب الصحافي ياسر الزعاترة على البيان الختامي للقمة العربية بقوله: «بيانات القمم هي حصيلة التوافق. في الجوهر يعود كل طرف إلى بلاده ليواصل نهجه، أو يغير حسب التطورات التالية. البيان لا يحكم أحدا». لكن الزعاترة رآى في تغريدة أخرى على حسابه على «تويتر» أن «عدم تجاوز القمة العربية الطرح السابق في الملف الفلسطيني يعتبر جيدا في ظل الضغوط الأمريكية، وفي ظل ميل بعض العرب لمزيد من التراجع». ونشر رضوان الأخرس تغريدة قال فيها: «في القدس المحتلة وعلى بعد بضعة كيلو مترات من البحر الميت حيث مكان انعقاد القمة العربية، قام جنود الاحتلال بإعدام امرأة فلسطينية». 
وكتب أحد النشطاء معلقاً: «في يوم الأرض سيكتب التاريخ أن العرب ذات يوم اجتمعوا جوار فلسطين فمنهم من سقط على وجهه ومنهم من نام على مقعده»، وأضاف: «للذين يجلسون اليوم على طاولة القمة العربية في الأردن، أقول لكم بأن القدس لا تبعد سوى 70 كم عن عمّان.. اتقوا الله في فلسطين».
وسخرت ناشطة تُطلق على نفسها اسم «فاطمة» من قرارات القمة العربية ونتائجها بالقول: «قلق شديد في إسرائيل من نتائج القمة العربية واطلاق صافرات الانذار ونزول المئات إلى الملاجئ لارتفاع منسوب الفخفخينا العربية». 
وكتب آخر: «القمة العربية قمة بكل شيء إلا بالعربية، قمة بالتآمر، قمة بالخيانة، قمة بالكذب، قمة بالنفاق، قمة بتمرير التقسيم والاحتلال»، فيما كتب آخر: «صدق معمر القذافي عندما خاطب زعماء العرب بقمة دمشق (كلكم عملاء حتى أنا) حينها ضحك كل الحضور. كانت اصح جملة نطق بها مجنون».

مقاطع فيديو

وتداول عشرات النشطاء العديد من القفشات التي تم رصدها خلال اجتماع القمة، وأهمها صور الزعماء الذين تم التقاطهم نائمون وهم أربعة، إضافة إلى رئيس خامس تمكنت إحدى العدسات من التقاطه وهو يلعب بأصابع قدمه.
إضافة لذلك تداول مئات النشطاء والمتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وهو يحذر الحكام العرب خلال القمة التي انعقدت في دمشق قبل سنوات من أن مصيرهم سوف يكون كمصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فيما انزلقوا جميعاً بالضحك على كلامه الذي بدا حينها وهو يقوله بجدية.
وحظي مقطع فيديو يظهر فيه الرئيس اللبناني ميشيل عون وهو يسقط أرضاً بانتشار واسع وتعليقات عديدة، فيما جاء الرد على موجة السخرية التي تعرض لها عون من قناة «الجديد» اللبنانية التي قالت في مقدمة نشرة أخبارها الرئيسية إن «الرئيس لم يقع لا بل هو ارتفع… الساقطونَ كُثُر وبعضُهم تركُلُه سفيرة أمريكية بالكعبِ العالي وتفخَرُ بحِزامِها الأسود». 
وأضافت القناة: «للسقوط أشباهُ رجال كُثُر ومنهم مَن كبَّ فلسطين ببحر ميّت ولم يُضمّنْ بيان العرب الختامي أيَّ عبارة تهديد لإسرائيل. هؤلاءِ همُ المتعثّرون العاثرون الزاحفون نحو القدس من بوابة إسرائيلية مفتوحة على شبابيك العرب… أما الرئيس ميشال عون فإن خطابه أمام القمة العربية يمنحه وسام الرفعة الوطنية من رتبة رئيس بضمير حي على بحر عربي ميّت، إذ أدلى بمواقف جاءت كسؤال صارخٍ لكل من شارك في دعم الحروب وموّلها وغطاها وسعرها وسأل مرارا من ربح الحرب؟ من خسر الحرب؟».

سَقطة التلفزيون الأردني

كما تداول نشطاء آخرون مقطع فيديو تظهر فيه مذيعة التلفزيون الأردني وهي تقع في خطأ فادح على الهواء مباشرة عند وصول طائرة أمير الكويت، حيث قالت المذيعة: «وصل صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة»، علماً أن الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح هو أمير دولة الكويت السابق الذي توفي في 15 كانون الثاني/يناير عام 2006 بينما الأمير الحالي لدولة الكويت هو الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح. 
وكانت القمة العربية الثامنة والعشرين اختتمت أعمالها مساء الأربعاء بتجديد الدعوة لاقامة دولة فلسطينية وحل الصراع مع إسرائيل على أساس الدولتين ودعوة دول العالم لعدم نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة دون ذكر الولايات المتحدة بالاسم. 
وتلا البيان الختامي أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي أكد رفض الدول العربية لأي تدخل في شؤونها الداخلية، كما دعا إلى إقامة منطقة للتجارة الحرة بين الدول العربية.
وقال العاهل الأردني، عبدالله الثاني، في كلمة له بالجلسة الختامية: «لقد قمنا خلال هذه القمة، بمناقشة جميع القضايا بمنتهى الشفافية، للخروج بجملة من القرارات والتوصيات المهمة، التي سنحرص خلال رئاستنا للقمة، على العمل معكم لترجمتها على أرض الواقع» مشدداً على «أهمية تعزيز ومأسسة العمل العربي المشترك، على النحو الذي يمكننا من تجاوز التحديات التي تواجهنا ويخدم قضايا أمتنا».

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)