الرئيسية > محلية > المفلحي: أحبطنا 8 مخططات على عدن ونرفض الوصاية والمشاريع الجاهزة

المفلحي: أحبطنا 8 مخططات على عدن ونرفض الوصاية والمشاريع الجاهزة

خرج محافظ عدن، عبد العزيز المفلحي، بخطاب مطول، تضمن قدرا كبيرا من المصارحة، بخصوص الوضع في عدن، كاشفا، ما يحدث فيها من عبث، ومعاتبا بشكل ضمني دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك البارز للحكومة الشرعية في حربها ضد انقلاب الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح.

 

المحافظ المفلحي، تحدث عن المؤامرة التي كان يُراد لعدن أن تقع فيها، حيث أكد بأنها كانت قاب قوسين أو أدنى من الحرب الأهلية الطاحنة.

 

وقال المفلحي، في كلمة صريحة أثناء اجتماع المكتب التنفيذي للعاصمة المؤقتة عدن، بحضور رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر: "نحن كنا مقبلين أو قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية طاحنة، كان يعد لها المغرضون والحاقدون على انتصارنا، لكن أفشلت كل مخططاتهم"، مبينا أن تلك المخططات بلغت ثمانية مخططات حتى الآن، تم إحباطها جميعها.

 

المفلحي، وجه رسائل حملت قدرا من العتاب لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتولى الملف الأمني والعسكري في المحافظات الجنوبية المحررة، حيث قال "إن أبناء عدن لن يقبلوا من يفرض وصايته عليهم، ولن يقبلوا المشاريع الجاهزة والمقولبة أي كان شكلها أو مضمونها".

 

وأضاف المفلحي: "نقبل أن نتعامل بأفق واسع من الحرية، واسع من المحبة، من الاحترام المتبادل، وعلى ذلك، أعتقد أنه استطعنا في المرحلة السابقة، أن نأد الكثير من الفتن، ولم نستجيب لتلك النزعات الإعلامية المريضة، أي كان مصدرها"، مشيرا إلى أن هناك عدو ينخر من الداخل.

 

وشدد محافظ عدن، على أنه في حال وصل الأمر إلى حد الاحتراب، الداخلي، فإن العدو سيكون هو المنصر، وسيهزم التحالف العربي أيضا، معهم، مؤكدا على ضرورة الشراكة الحقيقية، المبنية على أسس من الشفافية والشجاعة في الطرح بين القوى المؤيدة للشرعية، وبين الأخوة في التحالف العربي.

 

وقال المفلحي: "يجب عدم الاعتماد على الوشاة وضعاف النفوس، والباحثين عن المصالح الذاتية والخاصة، وأن نتكلم بصواب ووضوح"، في إشارة منه لأطراف تسعى للوقيعة بينه كمحافظ للعاصمة المؤقتة، وبين التحالف العربي ممثلا بالإمارات العربية المتحدة.

 

واستطرد المفلحي قائلا: "إخواننا في الأمارات، لا نقبل على الإطلاق، أن نصنف في زوايا ليست من زوايانا، ولا في هوية ليست من هويتنا، ولا في ثقافة ليست في ثقافتنا، ونقول يخسأ من يحاول أن يضعنا في الزاوية الحرجة".

 

وكشف عن تعرضه لأربع محاولات اغتيال، تم إفشالها جميعا، مضيفا: "نعم للمودة للاحترام، نعم لننتصر جميعا، من أجل قضيتن القضية العربية بالفعل أمام هذا المد الفارسي الصهيوني المجنون، ولكن يجب أن نعزز ثقتنا ونجعل جبهتنا الداخلية قوية".

 

وتحدث محافظ عدن بصراحة، عن وضع العاصمة المؤقتة، مشيرا إلى أنها ثروة لكنها منهوبة، ومسلوبة، ومغتصبة، مبينا أن هذه الثروة لا تذهب إلى أوعية الدولة، بل تذهب إلى أوعية المليشيات، والمرتزقة، ومن أرادوا لعدن أن تركع.

 

وقال المفلحي: "عدن لا تزال مخترقة، لا تزال أجهزة الحوثي وعلي عبد الله صال وأزلامهم، من كل الأطياف الحاقدة المريضة، على عدن، لا زالوا بالفعل يمارسوا النهب، والتخريب والنهب في عدن، لأنهم يدركوا أن العالم، في لحظة من اللحظات الحاسمة، والتي نعيشها الآن هو واضع المجهر علينا جميعا، في الحساب، ودخلنا في هذا الحساب، هل ستكون عدن، عاصمة حقيقية، وهل هناك وجود لدولة أم لا، الدولة تمثل دائما، بشكلها القانوني أو القضائي، والجانب الشرطوي، الشرطة القضائية، وهي مجموعة القوانين، والدساتير التي تنظم العلاقة بين المواطن والسلطة".

 

وأشار إلى أن الخطوة الأولى، باتجاه بناء الدولة ومؤسسات الدولة قد بدأت، لافتا إلى أن النشاط القائم الآن بكل الأجهزة القضائية، وتفعيل تلك الأجهزة وهي مقدمة بالفعل، لشكل الاستقرار، مؤكدا تصميم السلطة المحلية والحكومة على إحداثه على أرض الواقع.

 

ولفت إلى أن التحدي الأكبر ليس في خوض الحرب بالبندقية والمدفع، وإنما كيف تظل متماسكا ومتوازنا، وكيف تسير الحياة بأسلوب طبيعي، بينما يرتبك الخصم.

 

وقال المفلحي: "إذن إعادة الأمن والاستقرار في عدن، وإعادة عجلة البناء إلى عدن، تمثل أنصع حالات الانتصار ضد عدونا الغاشم، وعلى ذلك كانت فلسفتنا في البداية البناء، وقلنا نعم، نحن شعب يحارب بيد، وباليد الأخرى يبني"، مبينا أنه بهذه الفلسفة، سيصل الجميع إلى الهدف، ولن تكون صنعاء بعيده، وسيثأر كل مظلوم وكل مقهور، من هذه الطغمة الفاسدة، الضالة، التي استمرأت إلا أن تعيش في ظل الجمع بين السلطة والثروة، هي مفسدة المفاسد، وهي النكبة الكبرى.

 

وقال بأن الإشكالية ليست في المركزية، بل في الجمع بين السلطة والثروة، مبينا أن مفهوم المركزية في اليمن، يتمثل في الجمع السلطة والثروة، وإلغاء وإذلال وإخضاع الآخر.

 

وأشار إلى أن "الحراك الثوري الجنوبي العظيم"، الذي نشأ في 2007، هو الذي هز عرش الطغيان، وتلى ذلك ثورة 11 فبراير، وكان لها ذلك الوهج العظيم الذي ساعد على الإطاحة بالطغيان، مبينا "أن الحاقدين الذين لا يريدون أن يتنفس الحرية، أبو إلا أن ينقلبوا على هذا الشعب، بعد أن حسم أمره في مؤتمر الحوار الوطني، والخروج بمخرجاته الرائعة، لتلك المرحلة، وفي اللحظة الحاسمة، وهي الإقرار بمسودة الدستور، وإنزالها للاستفتاء، فكان الانقلاب، هو انقلاب على المشروعية الشعبية، وبذلك اختلطت الأمور، وفرضت شروط جديدة على أرض الواقع، وهو ما نشاهده اليوم، من خلق أمر واقع جديد".

 

ولفت إلى أنه بالنظر إلى الحلول القادمة، يتضح أنهم ( ) لا يمتلكون أفقا فيه بصيص من نور، الأمر الذي يضع الشعب أمام أفق مظلم، مبينا أنهم (لم يسمهم)، مرتاحين لاستمرار عجلة الدم، والقهر".

وقال المفلحي: "نقول، في هذه اللحظة الحاسمة، أنه وجب على شعبنا أن يحسم أمره، باتجاه القضاء على الكامل على هذه الفئة الباغية، إن ما حصل في الحرب طيلة الثلاث السنوات، هذه الحرب ما كانت لتستمر أكثر من خمسة أشهر، وخاصة أن التحالف العربي قد دخل منقذا لهذا الشعب، وكان يفترض بنا جميعا، أن ننتصر للإرادة الشعبية، ولكن لأن الأجندات مختلفة حتى في أوساطنا، كلن يراها بهدف ينظر إليه، ولهذا وجدنا الإعاقة ليست من العدو أو شراسة مواجهته، بل من ضعف في النفوس، وعدم وجود إرادة حقيقية للتحرير".

 

وتعهد بتقديم كامل التسهيلات، لإعادة بناء المؤسسات، بكل ما أوتيت السلطة المحلية، والتي نجحت في العمل على كل المستويات، وليس على مستوى واحد، مبينا أن المفترض ألا يكون هناك مشاكل اسمها الكهرباء والمياه في عدن.

 

وكشف عن أموال ضخمة كانت تصرف قبل مجيئه إلى منصب المحافظ، وبالعملة الصعبة، "إلا أنها لم تجد النور على الإطلاق، للأسف الشديد، يبدو أن الفساد، ومدرسة الإفساد العفاشية، قد تتلمذ على يدها الكثيرين، فتجاوزا معلمهم، في النهب، والجشع والجنون، والدليل على ذلك هذا البسط المريع على أراضي الدولة في كل المواقع، انتشار عشوائي ليصل إلى الخط البلاتيني، والذهبي بجانب فندق عدن".

 

ولفت إلى أنه من العار أن تصبح هناك عشوائيات، بجانب فندق عدن، على الطريق البحري، مبينا "أن الفاسدين، لم يتركوا مجالا، ولا مكانا إلا واخترقوه، وعلموا فيه ما يؤجل تقدم عدن إلى الأمام، بل ربما يخططوا لإضاعة الفرصة أمام عدن، أن تكون ميناء يكون له وجوده في العالم، لماذا، لأنهم وصلت بهم الوقاحة، إلى بناء عشوائيات في حرم ميناء عدن، حتى التوسعة لميناء عدن، ستكون مكلفة علينا، وسيكون الاستثمار في عدن مكلف، تبا لكل تلك الأيدي، التي امتدت على أرضنا وعلى مستقبلنا".

 

وقال المفلحي: "عدن إن أحسنا إدارتها أستطيع أن أقول، أننا سنكون في مستوى الدول النفطية بدون نفط، إذا استطعنا أن نجد الرافعة لهذه التنمية وهذا التقدم، من خلال موانئنا سواء البحرية أو الجوية، فثقوا أننا سننطلق إلى الأمام وسنحقق تراكم إيجابي، يجعلنا نخطو ونقدم ما يمكن أن يقال في مفهوم الشراكة الإنسانية، سندخل ضمن الشراكة العالمية".

 

وقال بأن هناك عبث مخجل في موارد الدولة في عدن، ابتداء بالجمارك وأيضا الضرائب، مبينا أنه يتم حاليا جني مبالغ الجمارك من التجار والمواطنين 100% بالرغم أن البنك المركزي والبنوك التجارية موجودة في عدن، لافتا إلى وجود عبث وفساد في هذا الملف.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)