دعا نائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية، اللواء أحمد عسيري، المجتمع الدولي إلى المساهمة في إيجاد حل سياسي للأزمة باليمن من خلال المبعوث الأممي، معتبراً أن ذلك الأمر سيضع حداً للأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلد الذي مزقته المعارك.
وخلال ندوة نظمها مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة والمساعدات الإنسانية، السبت، ونشرتْ تفاصيلها "العربية.نت"، الأحد، حثّ عسيري المجتمع الدولي على عدم اختزال الأزمة اليمنية بالوضع الإنساني دون النظر في الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الوضع.
ومنذ 26 مارس 2015، يشنّ تحالف عربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن؛ لدعم القوات الحكومية والمقاومة الشعبية في مواجهة مسلّحي مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، المتّهمَين بتلقّي دعم عسكري من إيران، وخسر طرفا الانقلاب والتحالف حتى اليوم أرواح أعداد كثيرة من عناصرهما.
وأوضح عسيري أن ما يواجهه اليمن اليوم "هو نتيجة انقلاب قامت به المليشيات المسلحة، التي سعت إلى تفكيك الدولة وانتهاك سيادتها وتنفيذ مشروع إيران في المنطقة".
ويعاني اليمن نقصاً حاداً في المواد الغذائية والدوائية وصل إلى المرحلة الطارئة، فضلاً عن تفشي وباء الكوليرا، الذي حصد أرواح مئات وما زال يهدد أرواح آلاف آخرين، بحسب تقارير أممية.
وطالب عسيري المنظمات الإنسانية كافة بالتعامل مع الأزمة اليمنية "على أساس اليمن بمفهومه الشامل"، مؤكداً أن "المملكة ودول الخليج أوفت بالتزاماتها المالية بالكامل فيما يخص المساعدات".
وقال: إن المملكة "ما زالت تدفع ميزانية تشغيل مستشفى السلام في صعدة؛ انطلاقاً من إيمان التحالف بأن جميع المواطنين اليمنيين ضحايا للانقلاب".
ولفت اللواء السعودي إلى أن التحالف الذي تقوده بلاده، أسهم في الحفاظ على مكونات الدولة اليمنية وهويتها، لافتاً إلى مساهمة هذا التحالف في تأسيس الحكومة اليمنية التي تتعامل معها الدولة كافة تقريباً.
عسيري، الذي كان متحدثاً باسم التحالف، شدد أيضاً على أهمية وضع خطط تفصيلية لتحسين أداء العمل الإغاثي والإنساني في اليمن ومعالجة "أوجه القصور" من جميع النواحي، مؤكداً ضرورة متابعة أوجه صرف الأموال التي تقدمها الدول والهيئات الدولية المانحة.
كما شدد على ضرورة "تسمية الأمور بمسمياتها عند كتابة التقارير التي تقدَّم للأمم المتحدة ولمجلس الأمن". ورفض تسمية عملية نقل الأشخاص من القرن الأفريقي عبر اليمن وصولاً للحدود السعودية باسم "وسائل كرم الشعب اليمني تجاه الأفارقة"، قائلاً إن التسمية الصحيحة لهذا الأمر هي "الاتجار بالبشر".
وتابع: "إننا يجب أن نسمي من يقبع بصنعاء الآن بعد اختطافهم اليمن بالمسؤولين؛ إذ إنهم انقلابيون متورطون في جرائم ومآسي الشعب اليمني"، وذلك في إشارة إلى مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح.
وقال إن مصطلح "حصار" غير دقيق؛ حيث إن ما يتم تنفيذه هو عبارة عن "إجراءات تفتيش أممية"؛ للتأكد من أن جميع الأطراف في اليمن لا تقوم بعمليات تهريب للسلاح وإطالة أمد الحرب.
وخلفت الحرب الدائرة في اليمن آلاف القتلى وشرَّدت مئات الآلاف ووضعتهم في مواجهة المجاعة والأوبئة، وسط مخاوف أممية كبيرة من تحوُّل الوضع إلى كارثة.
