أفادت شبكة "بي بي سي" الإعلامية البريطانية، الجمعة، أن إيران تعمل على إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة دائمة جنوبي العاصمة السورية دمشق.

وبنت الشبكة معلوماتها على صور التقطتها الأقمار الصناعية، قالت إنها تبين أعمال بناء جرت في الفترة ما بين يناير وأكتوبر من العام الجاري، في موقع تابع للجيش السوري خارج منطقة الكسوة (14 كم جنوبي دمشق) وعلى بعد نحو 50 كم من مرتفعات الجولان المحتلة.

وحسب موقع "بي بي سي" تظهر الصور أكثر من 24 مبنى جديداً، وفي الأشهر الأخيرة أظهرت الصور إضافة مبان جديدة للموقع، مشيراً إلى أن مصدراً في أجهزة الاستخبارات الغربية قال إن الموقع هو قاعدة لإيران؛ مستدركاً في الوقت نفسه بأنه لا يمكن تحديد أهداف القاعدة ولا تأكيد وجود الجيش الإيراني فيها.

صور القاعدة التي يجري بناؤها لا تظهر أي علامات على وجود أسلحة كبيرة أو غير تقليدية، كما تقول الإذاعة، وهو ما يعني أن القاعدة التي يتم بناؤها ستكون مخصصة للجنود والمركبات، وبحسب أحد المصادر فإن كبار المسؤولين الإيرانيين زاروا المجمع الجديد خلال الأسابيع الماضية.

تأتي هذه المعلومات في ظل تصاعد التوترات حول النفوذ الإيراني في المنطقة عموماً، وسوريا خصوصاً، حيث صعّدت السعودية من لهجتها تجاه إيران بعد إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً تجاه عاصمتها الرياض، وفي أعقاب ذلك قدم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من الرياض، متهماً حزب الله بارتهان لبنان لمصلحة إيران.

وجود قاعدة عسكرية إيرانية دائمة في سوريا أمر سيثير حفيظة العديد من الدول في المنطقة، وخاصة "إسرائيل"، التي حذرت على لسان رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، من أنها لن تسمح بمثل هذا الأمر، خاصة أن موقع القاعدة لا يبعد سوى 50 كيلومتراً من مرتفعات الجولان المحتلة.<http: klj.onl="" mjja"="" style="box-sizing: border-box; margin: 0px; padding: 0px; direction: rtl; color: rgb(0, 0, 255);">

ونقلت "بي بي سي" عن مسؤول غربي لم تسمه قوله: إن "الطموحات الإيرانية لحضور طويل الأمد في سوريا طبيعية في ظل حضورها ونفوذها العسكري لدعم نظام بشار الأسد". مشيراً إلى أن الصور عن إنشاء قاعدة إيرانية تثير التساؤل حول كون طهران تستعد للبقاء على المدى الطويل في سوريا.

واتهم المصدر إيران بالسعي إلى إقامة "مثلث نفوذ شيعي، وإنشاء خط إمداد لوجستي مباشر من إيران لحزب الله في لبنان".

تأتي هذه التطورات في ظل الهزائم المتوالية لتنظيم الدولة في سوريا، حيث فقد كبرى معاقله العسكرية، وبدأت خريطة نفوذ جديدة تظهر في سوريا، يبدو أن إيران ستكون فيها اللاعب الأكبر، حيث أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جنرالاً إيرانياً كبيراً في دير الزور بعد وقت قصير من طرد التنظيم من المدينة.

تجدر الإشارة إلى أن إيران داعم أساسي لنظام بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية التي اندلعت ضد حكمه، وتظهر الصور بشكل مستمر الجنرال قاسم سليماني، رئيس قوة القدس التابعة لحرس الثورة الإيرانية، إلى جانب أفراد مليشيات، في أماكن مختلفة من سوريا، وتعلن وسائل إعلام إيرانية بشكل دوري عن مقتل جنود من الحرس الثوري على الأراضي السورية.