الرئيسية > اخبار وتقارير > محللون: «بالسيتي الرياض» حلقة جديدة في مسلسل الإرهاب الإيراني

محللون: «بالسيتي الرياض» حلقة جديدة في مسلسل الإرهاب الإيراني

يسعى نظام الملالي في طهران جاهداً إلى تغطية إخفاقه في تحويل اليمن إلى مسرح يحاول من خلاله زعزعة دعائم استقرار المنطقة العربية، من خلال تزويد الانقلابيين بصواريخ باليستية يهاجمون بها المدن اليمنية والسعودية في تحد سافر للقرارات والقوانين والأعراف الدولية.

وفي سياق هذه السياسة الإرهابية، قدمت إيران كل الدعم للميليشيات الحوثية في اليمن من أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، إلى جانب المساهمة في زرع الألغام على الحدود اليمنية السعودية وفي المياه الإقليمية، لكن دعم الحوثيين بالصواريخ الباليستية ومحاولتها استهداف الرياض يعد حلقة جديدة في مسلسل الإرهاب الإيراني في اليمن والمنطقة، ما يشير إلى أن الانقلابيين في اليمن يسيرون إلى نهايتهم من خلال تنفيذهم أجندة طهران، فيما تواصل عاصفة الحزم إنقاذ الأمة من المشروع الإيراني الذي يخرب الدول ويدمي الشعوب.

وكان هذا التحالف العسكري الاستراتيجي تحركاً فاصلاً له ما بعده، وستتكشف مع الأيام النتائج الكبرى لصالح الأمة ومستقبلها.


تدخل علني
ولم يعد الحديث عن التدخل الإيراني في اليمن همساً بين دوائر أمنية وسياسية، بل تعداه إلى العلن على أعلى المستويات الرسمية، فإيران التي حرصت في بداية الحرب الدائرة حالياً باليمن على تجنّب إرسال مستشارين من حرسها الثوري ومن حزب الله اللبناني للانخراط بشكل مباشر في المعارك إلى جانب المتمرّدين والاكتفاء بالتدريب والتسليح الذي يتم في أماكن آمنة بعيداً عن الجبهات، باتت تنخرط بشكل متزايد في القتال حيث يسقط لها قتلى على الجبهات، وذلك بعدما أصبحت تخشى هزيمة الحوثيين وبالتالي خسارة ذراعها اليمنية، ما يعني تلقي مشروعها في المنطقة ضربة قاصمة.


لقد ساهمت عاصفة الحزم في إبعاد إيران عن مضيق باب المندب، ومنعها من السيطرة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وعدم منحها منطقة نفوذ جديدة تمكنها من تهديد المنطقة العربية. ويؤكد محللون أن المخابرات الإيرانية والحرس الثوري يقعان تحت ضغط لتعويض فشلهم الاستخباري باليمن، وهو ما جعلها تلجأ إلى دعم الحوثيين بالصواريخ الباليستية في اليمن وذلك رداً على إفلاسها.


وقال محللون لـ«البيان»: «لقد فشل مشروع إيران في المنطقة العربية وتحطّمت أحلامهم بالسيطرة على اليمن وممرات الملاحة الدولية»، مؤكدين أنه بعد عاصفة الحزم صارت لدى اليمن قوة تحافظ على استقرارها وأمنها من كل تدخلات إيران وأطماعها وسياساتها العدوانية.


دعم ميليشيات
وقال رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، د. نبيل العتوم، إن إيران ليست فقط منخرطة في توجيه الميليشيات الحوثية لاستهداف الأمن السعودي، بل هناك ما يؤكد وجود تدخل إيراني مباشر سواء من جانب الحرس الثوري الإيراني في كتيبة السلاح الصاروخي المتواجدة في اليمن، بالإضافة إلى خبراء من «حزب الله».


وفي تسريبات صحافية تم تداولها بينت أن قائد الحرس الصاروخي في حزب الله قد انتقل إلى اليمن، في واقع الأمر أعتقد أن من قام بتوجيه هذا الصاروخ هو إيران وحزب الله على وجه التحديد، فاستهداف المطار ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى معلومات استخبارية وخبراء متخصصين وتقنيات خاصة.


يضيف العتوم: «ما حدث يجب أن يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الحقيقية، فمخاطر السلاح الإيراني باتت تهدد الأمن الإقليمي العربي، وعلى الإدارة الاميركية من خلال استراتجيتها أن تضع حدا لهذا التصعيد، مؤكداً أن إيران أصبحت تزج بوكلائها في المنطقة لينشروا الفوضى ويستنزفوا القدرات العربية».


تحذير
وحذر الدكتور سعيد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في مصر، من المخطط الإيراني لإشعال المنطقة وتهديد منطقة الخليج، بعد إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخاً باليستيا باتجاه شمال شرقي الرياض، موضحاً أنه تصعيد خطير من جانب إيران.

وقال الزنط في تصريحات لـ«البيان» إنه على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المملكة لإطلاق صواريخ من قبل الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، حيث كانت هناك صواريخ أخرى أطلقتها الميليشيات الحوثية من قبل، آخرها أكتوبر الماضي قبل أن يتم اعتراضها وتدميرها من جانب قوات الدفاع الجوي السعودي، إلا أن أطلاق صاروخ باليستي على الرياض في هذا التوقيت يعد بمثابة تصعيد خطير يؤكد أن إيران تعمل بشكل مكثف لتحقيق أطماعها في المنطقة.


أذرع في المنطقة
وأضاف مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، أنه بالنظر إلى الأوضاع في المنطقة نجد أذرعاً إيرانية في لبنان عبر حزب الله، بالإضافة إلى أذرع في اليمن من خلال الحوثيين، بخلاف أذرع إيران في سوريا والعراق، مؤكداً أن تثبيت إيران لهذه القواعد والأذرع في المنطقة خلال الفترة الماضية يعد بمثابة المرحلة الأولى من مخططها الشيطاني للسيطرة على المنطقة وإثارة الفوضى بها.

وأشار الزنط إلى أن ما يجري في لبنان وماكشفه رئيس الحكومة سعد الحريري في خطاب استقالته مؤخراً، ومن بعدها إطلاق صاروخ باليستي باتجاه الرياض، كلها شواهد تؤكد أن إيران بدأت مرحلة جديدة من التصعيد الخطير ضد دول المنطقة.


واعتبر الزنط أن ما ساعد إيران على هذه التحركات المشبوهة في كل دول المنطقة، هو السياسة الأميركية غير الواضحة مع قطر وإيران، موضحاً أن تضارب السياسة والتصريحات الأميركية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته بشأن إيران زاد من أطماع طهران في المنطقة، بعدما اعتبرت تصريحات وزير الخارجية الأميركي المرنة بشأنها، بمثابة تراجع في الموقف الأميركي تجاه سياستها في المنطقة.


وحذّر مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في مصر، من أن استمرار ميوعة الموقف الأميركي تجاه إيران وقطر سيؤدي إلى كوارث، مطالباً بموقف أميركي حازم تجاه الأطماع الإيرانية لوقف تدخل إيران في شؤون الدول الأخرى، ووقف تهديداتها لدول المنطقة وخاصة دول الخليج.

شريط الأخبار