قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء، عن أحدث تجربة صاروخية لكوريا الشمالية: "هذا وضع سنتعامل معه"، كما بحث الرد على التجربة في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين، مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي إن، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

وأضاف ترامب في كلمة متلفزة، وجهها للصحفيين قبيل اجتماعه بزعيمي الأغلبية الجمهورية في الكونغرس، ميتش مكونل، وبول رايان، من البيت الأبيض: "قد تكونون سمعتم، فقد نشر بعضكم عن هجوم صاروخي، أطلقته قبل قليلٍ كوريا الشمالية، كل ما سأقوله لكم الآن هو أننا سنتعامل معه".

وأكد الرئيس الأمريكي أن سياسته مع كوريا الشمالية "لم تتغير"، في إشارة إلى تكثيف الجهد الدبلوماسي العالمي من أجل زيادة الضغط على بيونغ يانغ.

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الذي كان حاضراً الاجتماع نفسه: "أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، حلّق أعلى من صاروخ تم إطلاقه من قبل".

وحذر من أن الصاروخ الأخير إنما هو "نتاج جهود بحث وتطوير من كوريا الشمالية، من أجل الاستمرار في تصنيع صواريخ باليستية يمكن أن تهدد جميع أصقاع الأرض، وتهدد السلامَين العالمي والإقليمي، وبالتأكيد الولايات المتحدة".

على صعيد متصل، أدان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، بـ"أشد العبارات"، إطلاق كوريا الشمالية ما يُحتمل أن يكون صاروخاً باليستياً عابراً للقارات باتجاه بحر اليابان، "مهددةً استقرار جيرانها والمنطقة والعالم بشكل اعتباطي".

وتابع في بيان له: "يجب عكس مسار السعي الدؤوب الذي تبذله جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية للحصول على الأسلحة النووية ووسائل إيصالها".

ودعا المجتمع الدولي ليبعث بـ"رسالة موحدة" إلى بيونغ يانغ للتخلي عن برنامج أسلحتها للدمار الشامل.

- ترامب يبحث الرد

وفي سياق متصل، ذكر البيت الأبيض أن ترامب تحدث هاتفياً مع رئيس كوريا الجنوبية؛ لبحث رد التحالف على تجربة كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابر للقارات".

وأضاف البيان أن الرئيسين "أكدا التهديد الكبير الذي تمثله آخر الاستفزازات الكورية الشمالية، ليس على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية فحسب؛ بل وعلى العالم بأكمله".

وأدان ترامب ونظيره الكوري "بقوةٍ، الحملة الهوجاء لكوريا الشمالية من أجل تطوير برامج صواريخها النووية والباليستية"، بحسب البيان.

ولفتا إلى أن طبيعة الأسلحة التي تسعى بيونغ يانغ إلى تطويرها، "لن تعمل سوى على تقويض أمن كوريا الشمالية وتعميق عزلتها الدبلوماسية والاقتصادية".

وعلى صعيد متصل، ذكر البيان أن الرئيس ترامب اتفق مع رئيس الوزراء الياباني، شينزوا آبي، على أن "تصرفات نظام الحكم في كوريا الشمالية الاستفزازية تقوّض أمنه، وتزيد في عزلته عن المجتمع الدولي"، وأكد الجانبان التزامهما بمحاربة تهديدات كوريا الشمالية.

- الصاروخ قادر على الوصول لأمريكا

من جانبها، أكدت كوريا الشمالية أنها أجْرت تجربة ناجحة بصاروخ باليستي عابر للقارات، مشيرة إلى أنه "بمقدوره الوصول لأراضي الولايات المتحدة الأمريكية كافة وضربها".

وحسبما أفاد التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي، نقلاً عن مصدرٍ مسؤول، فإن الصاروخ الذي أُطلق، من طراز "هواسونغ -15"، "وهو قادر على ضرب الأراضي الأمريكية"، موضحاً أن "الزعيم كيم جونغ أون هو من أمر بإطلاق الصاروخ الجديد".

وكانت هيئة أركان القوات المسلحة في كوريا الجنوبية أكدت أن الجارة الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً "لم يُعرف طرازه بعد"، فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي.

ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن الهيئة، أن الصاروخ أُطلق في الساعة (03:30) يوم الأربعاء بالتوقيت المحلي من مدينة بيونغ سونغ جنوب غربي كوريا الشمالية.

وذكرت أن هيئة الأركان، بالتعاون مع السلطات الأمريكية، تقوم بتحليل المعلومات وتفاصيل الصاروخ.

وتأتي التجربة الأخيرة رغم تصاعد حدة الانتقادات الدولية لبيونغ يانغ ورغم العقوبات الجديدة التي فُرضت الشهر الجاري بحق مسؤولين كوريين شماليين، في محاولة لإثنائها عن الاستمرار في برنامجها النووي.

كما أن التجربة تضرب بتهديدات ترامب وبحديثه عن إمكانية التفاوض أيضاً، عرض الحائط.