بات هناك قناعة سائدة في أوساط اليمنيين والمهتمين بالشأن اليمني أن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر، أصبح عبئا على القضية اليمنية، وعامل تأزيم، لا مبعوث سلام .

فحينما تم تعيينه مندوباً أممياً للإشراف على تنفيذ الاتفاقية الدولية المعروفة بـ"المبادرة الخليجية" كان اليمنيون وفي المقدمة شباب الثورة السلمية، يأملون منه الانحياز إلى جانب الشعب التواق إلى الحرية والعدالة والمساواة، وهو ما أظهره في البداية بشكل فعلي من خلال تصريحاته، وتأكيده على دور الشباب وحقهم في الحياة الكريمة.

إلا أن ذلك الدور تغير منذ بداية العام 2014، حيث تحول جمال بنعمر، إلى ما يمكن أن نسميه "محلل" لممارسات الحوثي الإنقلابية على اتفاقية المبادرة الخليجية، وكذا مخرجات الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة لاحقاً.

لم يكن للحوثيين ومن يقف وراءهم من قوى الإنقلاب على الثورة الشعبية أن يصنعوا ما صنعوا، لو لم يستظلوا بظلال صمت المبعوث الأممي، وتجاهله للانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون ابتداءً من دماج، وانتهاءً باقتحام دار الرئاسة في يناير الماضي.

لقد بات المبعوث الأممي في نظر اليمنيين مجرد عازف آلة موسيقية في حضرة مايسترو الحركة الحوثية التي تمكنت من تحديد سقف خطاب هذا العازف الفاشل - إلا في نظر نفسه - ، ولقد صارت موسيقاه تصم الآذان، في حين لم يعد ظهوره ولا كلامه يمثل أهمية كبيرة لدى اليمنيين، حتى أن الكثيرين بدئوا يعتقدون أن اليمن ستكون أفضل حالاً لو تخلى بنعمر عن عزفه الرديء على آلته الأممية.