وقال أمين عام حزب “الحق”, عضو المجلس الأعلى لأحزاب “اللقاء المشترك”, حسن زيد ل¯”السياسة”, أمس, إن “القوى السياسية معنية بدرجة أساسية بمناقشة الرؤى المطروحة لحل الأزمة الراهنة بمعزل عن مهلة ال¯72 ساعة”.
وأضاف زيد, وهو وزير دولة في الحكومة المستقيلة, إن “المتحاورين يناقشون الخيارات الآمنة للخروج من أزمة الفراغ في السلطة والحكومة”, موضحاً أن أحد الخيارات هو العودة إلى البرلمان للبت في استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي, “وهذا الخيار رفض من معظم القوى السياسية عدا حزب “المؤتمر الشعبي” الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح, وجناح من “الحراك الجنوبي” الذي شارك في مؤتمر الحوار الوطني”, مشيرا إلى أن هذا الخيار ينقل السلطة إلى حزب “المؤتمر” من خلال رئيس مجلس النواب الشيخ يحيى الراعي ويوجب إجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يوماً, معتبرا أن “هذا مستحيل وينهي العملية السياسية الحالية وينقلب عليها”.
وأوضح أن “الخيار الثاني هو تشكيل مجلس رئاسي بناء على توافق سياسي مكون من خمسة إلى سبعة أعضاء, وهذا كان أحد خيارات أحزاب “المشترك” وجماعة “أنصار الله” (الحوثيون) وحزب “العدالة والبناء”, فيما الخيار الثالث يتمثل بعدول هادي عن الاستقالة وتطوير السلطة وإصلاحها من داخلها. وأكد زيد أن أحزاب “المشترك” لم تنسحب من الحوارات التي يشرف عليها بن عمر, موضحاً أن “هذه الأحزاب ستقوم بإعادة صياغة رؤيتها للحل وفقاً للتطورات الحاصلة والمخاطر التي اتضحت للمتحاورين عن أي خيار غير دستوري سواء بالتوافق أو بانفراد “أنصار الله” به”.
وأضاف ” إن رؤية “المشترك” ستكون لما من شأنه الإصلاح وتلبية المطالب والاستحقاقات وتحقيق الشراكة العادلة والحفاظ على شرعية السلطة والدولة, ومنع تفكك الدولة ومنع الفراغ الذي قد يدفع بعض القوى الإقليمية إلى التدخل المباشر في اليمن”.
وأكد زيد أنه يتوجب على القوى السياسية كافة, وخاصة “أنصار الله”, التعاون في ما بينهم, “وأن لا يتخذوا قراراً منفرداً يلغي الشرعية القائمة ويفضي إلى حرب”, محذراً من أنه “إذا استطاعات جماعة “أنصار الله” السيطرة على محافظتي تعز ومأرب والجنوب فمعنى ذلك فك الارتباط عن المركز وسيكلف اليمن كثيراً ويدخله في قطيعة مع العالم وسيعطي فرصة للطامحين في المحافظات الجنوبية لاستعادة الدولة أو فك الارتباط”.
وأضاف “سنكرر بشكل أو بآخر مأساة ليبيا وسورية والعراق”, مشدداً على أنه “لا بد من حل يحقق لجماهير أنصار الله وحلفائهم مطالبهم وتستعيد أجهزة الدولة سلطاتها وتتحقق الشراكة الوطنية العادلة”.
وأكد زيد أنه لو تمكن “أنصار الله” من السيطرة على اليمن كله شمالا وجنوبا فستظل شرعيتهم منقوصة وستتوقف على موقف وتعاون دول الخارج وبالذات دول الخليج والمحيط الإقليمي.
من جانبه, قال عادل الشجاع القيادي البارز في حزب “المؤتمر الشعبي” أنه “إذا قرر الحوثيون السير منفردين لتشكيل مجل رئاسي أو ما شابه بعيداً عن المرجعية الدستورية, فإنهم سيعرضون أنفسهم للمواجهة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية”.
وأضاف “إن العالم لن يعترف بأي شرعية خارج الشرعية الدستورية وسيفقدون الغطاء المحلي والدولي, وفي هذه الحالة سيواجهون الجميع, ولا أعتقد أنهم بهذه الدرجة من الغباء حتى يواجهوا الجميع, لكن إذا ما تم لهم ذلك وشكلوا مجلسا رئاسياً فإنهم يقومون بعملية انتحارية مردودها لن يضرهم بمفردهم بل سيضر اليمن بأكمله”.
ووصف الشجاع القوى السياسية في اليمن بأنها قوى “كرتونية” لا تستطيع أن تستمر في الحياة السياسية إلا عبر وسيلة المحاصصة والتقاسم, مضيفاً إن “هذه القوى تعودت على ذلك منذ فترة بعيدة ولذلك هي تضرب بالشرعية الدستورية عرض الحائط وهي اليوم تحاور وتناور الحوثي ليس على الشرعية الدستورية بل على نصيبها من السلطة”.