الرئيسية > اخبار وتقارير > السعودية تستثمر المتغيرات الدولية لتحقيق اختراقات من بوابة ترامب

السعودية تستثمر المتغيرات الدولية لتحقيق اختراقات من بوابة ترامب

أثارت زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية عدداً من التساؤلات حول أهميتها وما سيترتب عليها من قرارات، قد تمهد لرسم خارطة جديدة لتحالفات مبنية على المصالح المشتركة بين دول المنطقة وإدارة ترامب؛ لتتصدر دول الخليج المشهد الإقليمي عقب تعزيز دورها عالمياً.

- تمتين العلاقة مع الحلفاء

وكما هو متعارف في السياسة الأمريكية، فقد قرر الرئيس ترامب تطبيق بروتوكولات أسلافه، رؤساء الولايات المتحدة في أول زياراتهم الخارجية لأبرز حلفائهم؛ إذ أجرى جيمي كارتر (1977) أولى زياراته إلى المملكة المتحدة، في حين أجرى كل من جورج بوش الأب (1989)، وبيل كلينتون (1993) وباراك أوباما (2009) أولى زياراتهم إلى كندا، بينما زار رونالد ريغان (1981) وجورج بوش الابن (2001) المكسيك.

وأعلن ترامب، الخميس 4 مايو/أيار، أن أولى زياراته الخارجية، منذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، ستكون للسعودية ثم "إسرائيل"، ومن ثم إلى روما. بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن زيارة ترامب للمملكة سيُعقد خلالها ثلاث قمم: قمة ثنائية مع الملك سلمان، وقمة مع قادة دول الخليج العربية، وقمة مع قادة دول عربية وإسلامية؛ الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات، حول أسبابها ودلالاتها، وحديث إعادة ترتيب واشنطن الخارطة السياسية في المنطقة.

- دور سعودي أوسع

يؤكد الكاتب والباحث السعودي زهير فهد الحارثي، في مقال نشرته "الرياض" الثلاثاء 9 مايو/أيار، أن أهم ما يميز الزيارة، تأكيد أهمية الدور السعودي ومحوريته إقليمياً وعالمياً، وثقل وعمق المملكة عربياً وإسلامياً، "وهذا يعني أن واشنطن تُعول عليها بأدوار مفصلية في تكريس الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي".

ويشير الحارثي إلى أنه "من الواضح أن قواعد اللعبة الدولية قد تغيرت وهناك تموضع جديد للسياسة الدولية في المنطقة. هذا يعطي انطباعاً بأن انفراجاً قادماً للملفات الساخنة يدفع باتجاه إيجاد مخارج وحلول تسهم في استقرار المنطقة".

ويعتبر ترامب ومساعدوه أن السعودية قوة إقليمية مهمة وعلى واشنطن أن تقيم علاقات إيجابية معها، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، التي تقول إن من أسباب اختيار الرئيس المملكة العربية السعودية "رغبته في تشكيل تحالف قوي ضد التطرف والعدوانية".

في حين تشير صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية إلى أن ترامب سيناقش مع السعودية ومع قادة العالم الإسلامي إيجاد حل طويل الأمد لـ"التطرّف"، واتخاذ إجراءات إضافية لوقف تمويل المنظمات المسلّحة، ومواجهة تأثير إيران وتنظيم الدولة، وزيادة التعاون الأمني بين دول الشرق الأوسط". وأشارت إلى أن اللقاء "سيرسم ملامح مرحلة جديدة لمواجهة التطرّف الذي زعزع المنطقة وزرع فيها عدم الاستقرار".

- قمم سابقة في العلاقات الأمريكية

المحلل السياسي العُماني عوض باقوير، اعتبر أن القمم الثلاث التي ستعقد في جدة هي "سابقة في العلاقات الأمريكية مع الدول الإقليمية والخليجية خصوصاً؛ لأنها ستناقش العديد من الملفات الهامة؛ منها: فلسطين، والعراق، وسوريا، واليمن، وليبيا. ويبدو أن هناك إعادة ترتيب للعديد من الملفات في الشرق الأوسط".

وأضاف الخبير العُماني في حوار خاص مع "الخليج أونلاين"، أن من أهم الملفات الشائكة التي ستأخذ دورها في المباحثات، ملف محاربة الإرهاب وتدخلات إيران في الدول الإقليمية.

ولفت إلى أنه "على إيران أن تعي جيداً أننا في القرن الحادي والعشرين، ولا يمكن تنفيذ أحلامها التوسعية في المنطقة وعليها التفكير بمنطقية؛ لأنه لا يوجد بلد في العالم يفكر بهذه العقلية، ولا يمكن القبول به حالياً".

- السلطنة ودور الوسيط

ومع بوادر التحالفات الجديدة وإعادة ترتيب ملفات الشرق الأوسط والحد من المطامع الإيرانية، أشار باقوير إلى أهمية إيجاد أرضية للحوار بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران تنتهي بموجبه الأزمة بين الطرفين؛ "لكون إيران منخرطة في العديد من قضايا المنطقة".

ويبدو أن النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط يعارض التحولات الجديدة للإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب؛ لكون واشنطن تسعى إلى إنشاء مناخ سياسي جديد في الشرق وبناء علاقات اقتصادية وتجارية مبنية على الاستقرار في المنطقة.

ومع تأكيد الخبير العُماني دور إيران "السلبي" في المنطقة، أشار إلى أن سلطنة عُمان، باعتبار أن لها علاقات ممتازة مع جميع الأطراف، "على استعداد أن تقوم بدور الوسيط بين أطراف النزاع، إذا ما طُلب منها ذلك، لا سيما أن مسقط لها دور وتجربة ممتازة في الملف النووي الايراني".

وقال: "لا بد من إلزام إيران بحزمة من الحلول الشاملة مع العرب، وتنهي جميع ملفاتها في المنطقة؛ أهمها العراق وسوريا واليمن؛ لتمنح المنطقة مزيداً من النمو والانتعاش الاقتصادي والإعمار".

وتنظر دول الخليج إلى أهمية دعم الاستقرار في المنطقة التي تحتوي على أكثر من 60% من موارد الطاقة في العالم، وهذه الموارد تمنح الشرق الأوسط مزيداً من الآفاق التنموية والتجارية وتجعل الأسواق العربية منفتحة نحو العالم بشكل أكبر، حسبما ذكر الخبير العماني في حديثه لـ"الخليج أونلاين".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)