الرئيسية > محافظات > جهاز أمن الثورة... قبضة حوثية مستحدثة للقمع

جهاز أمن الثورة... قبضة حوثية مستحدثة للقمع

مع استمرار جماعة الحوثي في ما تسميها معركة إسناد غزة، تتزايد التهديدات والتحديات الأمنية التي تواجهها، وبلغت هذه التهديدات ذروتها بتوعّد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان له منتصف شهر مايو/أيار الحالي، بملاحقة زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي وقتله.

تهديدات أخذها الحوثيون على محمل الجد، لترفع الجماعة من مستوى جاهزيتها من خلال تشديد الاحتياطات والتعزيزات الأمنية. كما صعّد الحوثيون من حملة الاختطافات بتهمة التخابر مع العدو والتي طاولت عددا من الناشطين في محافظات عدة، أبرزها محافظة الحديدة غربي البلاد، ومحافظة صعدة شمالي اليمن والتي تعد المعقل الرئيس للجماعة. بالتوازي مع ذلك، ذكر تقرير لمنصة "ديفانس لاين" أن الحوثيين استحدثوا جهازاً أمنياً جديداً على ارتباط مباشر بزعيم الجماعة وتحت إشرافه باسم جهاز أمن الثورة يضاف إلى عدد كبير من الأجهزة الأمنية التي شكّلتها الجماعة، وهو ما يكشف عن حجم التخوفات من أي اختراقات أمنية في صفوف الجماعة.

ومن أجل الحصول على موقف جماعة (الحوثيين)، تواصلت "العربي الجديد" مع رئيس لجنة المتحدثين العسكريين في الجماعة، العميد مجيب شمسان، وعضو المكتب السياسي للجماعة، حزام الأسد، غير أنهما أفادا بـ"عدم امتلاكهما معلومات عن موضوع إنشاء جهاز أمن الثورة"، رافضين تأكيد أو نفي تشكيل الجهاز الأمني.

الأهداف وراء جهاز أمن الثورة

وفق المعلومات المتوفرة من "ديفانس لاين"، يتبع جهاز أمن الثورة لزعيم الجماعة بشكل مباشر، ما يعني أنه سيكون الجهاز الأمني الأعلى سلطة والأكثر نفوذاً من الأجهزة التابعة للجماعة. وللجهاز دور إشرافي أكثر منه تنفيذي، فهو يشرف على الأجهزة الأمنية الأخرى، ويوجهها، ويرشد أداءها، ويقوم بالتخطيط، والرقابة على أجهزة الأمن والاستخبارات الأخرى، كما يرسم المهام الاستراتيجية العامة للجانب الأمني. ويتعدى دور الجهاز الجانب الأمني الداخلي إلى الجوانب الأمنية الدولية والإقليمية، أي أنه أشبه بجهاز استخبارات دولي، في مواجهة التحديات الأمنية الخارجية.

 

أهمية جهاز أمن الثورة المستحدث وارتباطه المباشر بزعيم الجماعة جعلا عبد الملك الحوثي يسعى لتعيين إحدى الشخصيات المقربة جداً منه، ومن دائرته الضيقة، وممن يجمع بين الفكر العقائدي وامتلاك الخبرة الأمنية، لإدارة الجهاز، وهي معايير أوقعت الاختيار على جعفر محمد المرهبي، المكنى بـ"أبو جعفر".

لجهاز أمن الثورة دور إشرافي أكثر منه تنفيذي، فهو يشرف على الأجهزة الأمنية الأخرى، ويوجهها، ويرشد أداءها، ويقوم بالتخطيط

ينتمي المرهبي إلى محافظة صعدة، معقل زعيم الجماعة، ويمتاز بشخصية غامضة ومتوارية عن وسائل الإعلام. وعلى الرغم من صغر سنه (42 عاماً)، فإن له باعاً طويلاً من العمل في صفوف الجماعة، إذ انتمى مبكراً لصفوف تنظيم "الشباب المؤمن"، قبل أن ينتقل التنظيم إلى ما بات يعرف بجماعة "أنصار الله"، كما تلقى تعليماً دينياً زيدياً بالتزامن مع دورات عسكرية وأمنية. المرهبي من القلة الذين ساهموا في انتشار فكر الجماعة خارج أسوار مدينة صعدة، والمدارس الدينية الزيدية، حيث يعد من "المكبرين الأوائل" الذين صرخوا بشعار الجماعة المعروف بالصرخة في الجامع الكبير بصنعاء عام 2003 وتعرّض بسببها للاعتقال، ليفرج عنه لاحقاً، ويُعتقل مجدداً في 2004 عقب مشاركته في حرب صعدة الأولى بين الحوثيين والدولة اليمنية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)