تعيش صنعاء على وقع صدمة استهداف المطار وتدمير رابع طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية وآخرها التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي كانت تقوم قبل قصفها برحلات مباشرة إلى جدة لنقل الحجاج حيث انطلقت برحلتين خلال الفترة الماضية نقلت من خلالها نحو 500 مسافر لتأدية فريضة الحج.
وفي الوقت الذي أكد فيه مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف، استهداف آخر طائرة من طائرات الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء الدولي وتدميرها بالكامل؛ يترقب المواطنون في صنعاء ممن لديهم حجوزات للسفر لتأدية فريضة الحج أو للتوجه إلى الأردن للعلاج أي مبادرات قد تظهر من أي جهة داخلية أو خارجية لحل هذه الأزمة التي يصفها كثيرون بالصادمة وقد يكون لها تبعات جسيمة على مختلف الأصعدة.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن الخطوط الجوية اليمنية قد توجه نداء عاجلا إلى السلطات في المملكة العربية السعودية لمساعدتها في تفويج ما تبقى من الحجاج الذين كانوا يستعدون للسفر لتأدية فريضة الحج عبر مطار صنعاء الدولي، وكذا توجيه استغاثة لدول خليجية أخرى مثل الكويت التي كانت حسب أنباء متداولة قد عرضت مساعدتها بتخصيص طائرة لنقل الحجاج والمرضى عبر مطار صنعاء سواء إلى جدة أو إلى الأردن.
في السياق، أشارت مصادر مطلعة إلى أن الصدمة تطاول الخطوط الجوية اليمنية ليس فقط في صنعاء، بل في عدن والتي لا تزال تدير ثلاث طائرات متبقية من أسطول "اليمنية"، حيث تؤكد المصادر عدم قدرة الخطوط الجوية اليمنية في عدن على تخصيص طائرة من الطائرات لديها لنقل ما تبقى من الحجاج المسافرين عبر مطار صنعاء والذين يقدر عددهم وفق مصادر خاصة بنحو 2000 شخص.
المواطن محمد العماري الذي كان يستعد للسفر على رحلة الطائرة اليمنية التي دمرها الاحتلال عبر مطار صنعاء لتأدية فريضة الحج، عبّر لـ"العربي الجديد"، عن صدمته من تدمير الطائرة المتبقية التي كانت تنقل الحجاج عبر مطار صنعاء الدولي، مشيراً إلى أن خسارته تتجاوز مليوني ريال يمني رسوم تكاليف السفر والحج له ولزوجته، وهي كما يقول ما تم ادخاره طوال السنوات الماضية لهذه اللحظة التي يتوجهون بها لتأدية فريضة الحج.
وقال المواطن عبد الحميد صالح، لـ"العربي الجديد"، إنه كان يستعد للسفر للعلاج في الأردن على رحلة مجدولة السبت المقبل، لكنه الآن في حالة حيرة بسبب قصف الطائرة المتبقية ولا يعرف مثل غيره ما الذي سيتم بعد ذلك وهل ستكون هناك حلول عاجلة للتعامل مع هذه الأزمة. وكان العدوان الإسرائيلي قد قصف مطار صنعاء الدولي مطلع مايو/ أيار، حيث أدى ذلك إلى تدمير مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، إضافة إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار. ولا يتوقف العدوان الإسرائيلي عند استهداف المطار بل يهدد بفرض حصار بحري وجوي شامل على اليمن، وذلك بعد تهديداته قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترامب إلى الخليج باستهداف ميناء الحديدة وتحذيره للسكان القريبين من الميناء بالابتعاد عنه. ويرى الباحث الاقتصادي عصام مقبل، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ تهديداتها بفرض حصار بحري على اليمن حيث إن الحوثيين نجحوا خلال الفترة الماضية بشكل كبير في فرض سيطرتهم على الممرات المائية الدولية وشل حركة الملاحة البحرية والسفن المتجهة إلى إسرائيل عبر باب المندب والبحر الأحمر.
الخبير المختص في الملاحة الجوية حمدي شرف، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن استهداف مطار صنعاء وتدمير آخر طائرة كانت تنقل الحجاج برحلات مباشرة إلى جدة بمثابة جريمة بحق الإنسانية ويجب إدانتها من قبل الجميع، مشيراً إلى أن الأزمة كانت كبيرة مع تبقي طائرة واحدة فقط تعمل من مطار صنعاء الذي يخدم كتلة سكانية كبيرة في اليمن، في حين أصبحت هذه الأزمة كارثية على كافة المستويات.
ولفت إلى أن الأزمة تتركز كذلك في عدم وجود أي تأمين على طائرات الخطوط الجوية اليمنية التي عانت كثيراً للتأمين على طائراتها بسبب الأوضاع في اليمن، لكن ذلك ليس عذراً لهذا الإهمال ويجب محاسبة المسؤولين الذين تركوا طائرات الخطوط الجوية اليمنية بدون تأمين.
وفشلت الخطوط الجوية اليمنية في تأمين طائراتها بسبب تصنيف اليمن كمنطقة عالية المخاطر في عام 2015، وهو أمر معروف ومُعتمد في سوق التأمين الجوي العالمي، الأمر الذي جعل طائراتها بدون تأمين، ما سيفاقم الأزمة بشكل كبير خلال هذه الفترة التي فقدت فيها جميع طائراتها في مطار صنعاء بسبب القصف الإسرائيلي. وكانت الخطوط الجوية اليمنية قد أعلنت في 6 مايو/ أيار عن تشكيل خلية أزمة وغرفة عمليات تعمل على مدار الساعة لمتابعة التجهيزات والتحضيرات لموسم الحج، والعمل على ترتيب جدول رحلاتهم وإعادت برمجته، بما يتفق مع الوضع الراهن بعد استهداف العدوان الإسرائيلي لمطار صنعاء الدولي وتدمير ثلاث طائرات من أسطول الخطوط الجوية اليمنية.