الرئيسية > اخبار وتقارير > هل يكون بحاح "حفتر اليمن"؟

هل يكون بحاح "حفتر اليمن"؟

مع حلول عيد الفطر المبارك وصل رئيس الحكومة السابق خالد بحاح إلى مطار الريان في المكلا بمحافظة حضرموت جنوبي البلاد، قادما من أبو ظبي للمرة الأولى منذ مغادرته المحافظة عام 2015، في خطوة أثارت علامات استفهام وتساؤلات عن مغزاها ودلالاتها السياسية.
 
وأظهرت الصور عسكريين إماراتيين في استقبال بحاح الذي أقاله الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من منصبيه رئيسا للحكومة ونائبا لرئيس الجمهورية في أبريل/نيسان 2016.
وجاءت الإقالة حينها بعد تزايد الشكوك حول تنسيقه مع أبو ظبي للإطاحة بالرئيس هادي وتولي منصب رئيس الجمهورية بعد ذلك.
 
ورأى محللون أن الإمارات تدفع ببحاح ليكون حفتر اليمن، في إشارة إلى الجنرال الليبي المقاعد خليفة حفتر الذي يشن حربا على الثوار والفصائل الإسلامية في ليبيا بدعم من الإمارات ومصر.
 
وبدا لافتا أن بحاح -المقيم في أبو ظبي منذ إقالته- استدعي إلى حضرموت عبر مطار الريان الذي قال إنه سيعود إلى الخدمة بعد فترة عامين من إغلاقه.
 
يذكر أن هذا المطار صار مقرا عسكريا للقوات الإماراتية التي وجهت لها منظمات حقوقية اتهامات بإقامة سجن داخله، تحتجز فيه عشرات الأشخاص الذين يتعرضون فيه للتعذيب. وتشرف الإمارات على فصائل مسلحة في اليمن بينها قوات "النخبة الحضرمية".
 
وتواترت التقارير بأن القوات الإماراتية وفصائل تابعة لها تشرف على سجون عديدة جنوبي اليمن، شهدت انتهاكات خطيرة بحق المعتقلين.
 
ويقع بعض هذه السجون في عدن التي تسيطر عليها قوات الحزام الأمني بقيادة وزير الدولة المقال هاني بن بريك المقرب من أبو ظبي، والمقيم فيها حاليا مع محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي.
 
ورأى محللون يمنيون أن عودة بحاح إلى اليمن واستقباله من عسكريين إماراتيين وتصريحه بإعادة افتتاح مطار الريان، هو تحرك سياسي يأتي خارج نطاق السلطة الشرعية، خاصة أنه لم يعد يحمل منصبا حكوميا أو رسميا.
 
ابتزاز سياسي
وقال الكاتب اليمني فيصل علي إن "عودة بحاح في هذا الظرف مجرد ابتزاز سياسي رخيص من قبل حكام أبو ظبي للشرعية الضعيفة المستضعفة في الرياض، حيث يحاول حكام الإمارات أن يظهروا بمظهر القوة والقدرة، ويظن حكامها أنهم يستطيعون عبر مرتزقتهم -ومنهم بحاح- حكم اليمن".
 
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "الإمارات التي تقدم نفسها اليوم وكيلا لإسرائيل وأميركا والغرب عموما في المنطقة، للأسف ينقصها امتلاك مشروع حقيقي".
 
وقال إن  أبو ظبي "لديها مال وتقدم خدمات مجانية... لكنها تفتقر لرؤية واقعية تقدمها بصورة أكثر حصافة".
 
واعتبر أن عودة بحاح تهدف للضغط على الرئيس هادي حتى يقبل إملاءات الإمارات "التي تعادي الجيش الوطني والمقاومة والشرعية".
 
وبحسب الكاتب فيصل علي، فإن خالد بحاح يلقى قبولا من جماعة الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
 
واعتبر أن بحاح لم يعد يمتلك أي رصيد سياسي يتكئ عليه، وأن "الإمارات تبحث عن إحراق المنطقة".
 
حفتر اليمن
وأضاف أنه "لا فرق بين إيران راعية الانقلاب الحوثي والإمارات، إلا أن إيران تمتلك مشروعا والإمارات لا تمتلك حتى هدفا واضحا، فهي كمن يقدم خدمات مجانية".
 
من جانبه، رأى الباحث السياسي ياسين التميمي أن أبو ظبي "تسعى إلى إنتاج النموذج الليبي في اليمن، وهي وصفة سيئة ومدمرة للغاية، ولهذا تدفع بخالد بحاح ليؤدي دور حفتر في اليمن".
 
وقال التميمي في حديث للجزيرة نت إن أبو ظبي تريد إعادة بحاح إلى السلطة كشخص مدني بعد أن أنشأت عددا من الوحدات العسكرية والأمنية التابعة لها بالكامل، "وهي في الواقع تضع يدها على جنوب اليمن بوقاحة نادرة".
 
كما لفت إلى أن بحاح يسعى لغسل العار الذي لحق بالإمارات بعد انتشار أنباء السجون والمعتقلات السرية التي تديرها في جنوب اليمن، "وتقوم خلالها بمهام تكميلية مع تلك التي تقوم بها المليشيا الحوثية الانقلابية".
 
واعتبر التميمي أن تحركات بحاح تأتي أيضا في إطار تنسيق لم يعد خافيا بين الإمارات والانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح في صنعاء، على حد قوله.
 
وقال إن "الجميع يريدون إعادة طرح مبادرة كيري مجددا، على أمل أن يتولى بحاح مهام الرئيس على قاعدة الرضا من جانب الانقلابيين".
 
المصدر : الجزيرة

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)